تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بل لا يصح إسلامُ مسلمٍ بغير إيمانٍ بجميع الرسل وحبهم وتوقيرهم صلوات الله عليهم جميعًا.

ليسأل القارئ نفسه: أي الفريقين أحق بالاتِّباع: الذين يهلكون ويدمِّرن جميع ما في الأرض ولا يعرفون سوى الدمار والهلاك وسفك الدماء حتى في أحلامهم كما يفعل النصارى؟

أم الذين يصلون على موسى وعيسى عليهما وعلى سائر الأنبياء السلام؟

تشتمون محمدًا ونحب موسى!

وتسبون محمدًا ونحب عيسى!

فقارنوا بيننا وبينكم واحكموا إن كنتم تعقلون.

ليقارن القارئ بين الصورتين وليحكم بنفسه.

...

نعود إلى أصل عقيدة النصارى في نشر دينهم بالسيف والدماء.

ونقتبس هذا النص:

من ((إنجيل لوقا)) على لسان يسوع يقول لأصحابه:

((35ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ صُرَّةِ مَالٍ وَلاَ كِيسِ زَادٍ وَلاَ حِذَاءٍ، هَلِ احْتَجْتُمْ إِلَى شَيْءٍ؟» فَقَالُوا: «لاَ!» 36فَقَالَ لَهُمْ: أَمَّا الآنَ، فَمَنْ عِنْدَهُ صُرَّةُ مَالٍ، فَلْيَأْخُذْهَا؛ وَكَذلِكَ مَنْ عِنْدَهُ حَقِيبَةُ زَادٍ. وَمَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ، فَلْيَبِعْ رِدَاءَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً)).

وفي ((إنجيل متى)) على لسان يسوع نجده يقول:

((34لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا. 36وَهَكَذَا يَصِيرُ أَعْدَاءَ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ)).

وهكذا يحدد النصارى عقيدتهم في كتابهم بوضوح حين يتناولون فيه على لسان يسوع قوله السابق هنا والذي نرى فيه بوضوح قوله:

((لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ))!

((مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً))!

أكرر لك أيها القارئ النص السابق من ((إنجيل متى)) لعلك لم تصدق صراحتَه حين يقول لك ولجميع الدنيا على لسان يسوع:

((لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ))!

((مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً))!

هكذا تقول التعاليم والعقائد الوحشية الدموية المتعطشة لسفك دماء الإنسان وشوي جسده بالنار.

هكذا تقول عقائد من ينشرون دينهم بالسيف والدم.

هكذا تقول عقائد من يُقَدِّمون الدين في مقابل الموت!

فإما أن تقبل الشعوب الصليب والإنجيل مع الطعام أو تُحْرم من الطعام لتموتَ في فرنٍ جماعيٍّ أو بقنبلةٍ عنقودية أو غيرها مما يعشق النصارى التلذذ به في حروبهم مع بني الإنسان.

لكنا وقبل أن نستمر معك أيها القارئ نعود بك إلى حيثُ الأمن الذي خطَفَهُ منك البابوات، حتى أنك صرتَ تخشى على مصير بني الإنسان في جميع الدنيا.

نعود بك لنطمئنك حيثُ الاطمئنان والرحمة التي ينطق بها الله عز وجل في قرآنه الكريم واصفًا أعظم إنسانٍ عرفته البشرية محمد بن عبد الله صَلَّى اللهُ عليه وعلى إخوته من الأنبياء موسى وعيسى وغيرهم من أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام.

يصدُع بها القرآنُ مدويًّا حيثُ يقول الله عز وجل واصفًا نبيه محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [سورة الأنبياء: 107].

ويقول الله عز وجل لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضًا: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

نم قريرَ العين أيها القارئ فلا زالتْ هناك رحماتٌ متتابعاتٌ في الإسلام.

نم قريرَ العين أيها الإنسان ولا تخشَ على مصير الإنسانية جمعاء فهناك من يرحم وما أَرْسَلَه الله عز وجل إلا رحمةً، وما ترك أتباعًا إلا رحماء.

وصفهم الله عز وجل بقوله: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [سورة الفتح: 29].

ويقول لهم نبيُّنا محمدُ بن عبد الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ)) [صحيح البخاري 5997، وصحيح مسلم 2318].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير