تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأساطيل العثمانية في معركة ليبانتو سنة 979هـ ـ 1571م، وكانت أول هزيمة بحرية ينالها العثمانيون منذ أكثر من 100 سنة، ما جعل الأوروبيون يهللون لهذا النصر الكبير, وقام بيوس الخامس بعمل قداس خاص بالمناسبة افترى فيه على الله عز وجل الكذب وقال: [إن الإنجيل قد عنى دون خوان نفسه حيث بشّر بمجيء رجل من الله يدعي حنا].

وبعدها حاول بيوس الخامس الاتصال بأعداء العثمانيين مثل شاه الصفويين طهماسب وملك الحبشة وإمام اليمن، وسرت روح صليبية خالصة في العالم الأوروبي وفورة حماسية شديدة ضد العالم الإسلامي.

جريجوري العاشر:

بعد انتصار ليبانتو سنة 979هـ ـ 1571م لم يحقق الصليبيون انتصارات كبرى على العثمانيين زعماء العالم الإسلامي، وسرت روح من الفتور في الجانبين وانشغل كلاهما بمشاكله الداخلية وصراعاته الإقليمية، وظل الأمر على هذا المنوال حتى تولي كرسي البابوية 'جريجوري العاشر' وعلى ما يبدو أن أي بابا يتلقب بهذا اللقب عادة يكون ذا طموحات صليبية خطيرة ضد العالم الإسلامي، فمنذ أن تولي جريجوري العاشر المنصب أخذ في الدعوة إلى تشكيل حلف مقدس ضد العثمانيين, مستغلاً حالة الفوضى داخل الدولة العثمانية نتيجة تولي السلطان محمد الرابع السلطنة وكان ابن سبع سنوات، وقد قرر جريجوري الاستفادة من قوة روسيا القيصرية الصاعدة فضمها للحلف على الرغم من أن الروس أرثوذكس، وكذلك ضم في حلفه النمسا رغم عصيان ملوكها الدائم لأوامر البابوية, ولكن وجود أسرة كوبريلي في منصب الصدارة العظمى داخل الدولة العثمانية عطل مشروع جريجوري العاشر حتى جاء خلفه حنا الخامس عشر, والذي استغل فشل الجيوش العثمانية في فتح فيينا عاصمة النمسا سنة 1094هـ ـ 1681م في تأجيج مشاعر العداء الصليبي ضد العالم الإسلامي, وكان هذا التاريخ هو تاريخ تحول كفة الصراع لصالح الصليبيين، وأيضاً تاريخ خفوت صوت البابوية وبروز نجم روسيا القيصرية التي ستدخل في حرب صليبية طويلة وشرسة نيابة عن العالم الصليبي ضد الدولة العثمانية زعيمة العالم الإسلامي.

وفي هذه الفترة ظهرت الثورة الصناعية وما صاحبها من محافل ماسونية وأفكار علمانية تحارب الدين ممثلاً في الكنيسة وحصلت حالة من الفصام النكد بين الدين والحياة في أوروبا، وأصبح دور البابا منحصراً في الجوانب الروحية، بل تعرض منصب البابوية نفسه للإلغاء أيام حكم موسوليني في إيطاليا, ولكن الحقيقة الثابتة والتي لا يستطيع أحد أن يجادل فيها أو يحاول أن يخفيها أن أثر البابا ظل باقياً في كل الحروب والصراعات التي نشبت بعد ذلك بين العالم الإسلامي وأعدائه الغربيين، فلقد كان الطابع الصليبي والحقد الديني بارزاً في كل هذه الحروب والصراعات، وعشرات السنيين التي جثم خلالها الغرب على العالم الإسلامي في صورة احتلال كانت الصليبية والعداوة الدينية طافحة في كافة أعمال وتحركات الغرب، والمجازر الوحشية والمروعة التي قام بها الاحتلال الفرنسي في الجزائر والمغرب ودول غرب إفريقيا ومثيلتها التي قام بها الاحتلال الروسي في القوقاز ووسط آسيا، وغير ذلك كثير يعتبر خير دليل على الحقد الصليبي الطافح في هذه الحروب, والذي يرجع الفضل الأول في إبرازه وتأجيجه ثم تثبيته لكرسي البابوية.

ثم في الوقت الحاضر ماذا يسمي المشئوم بينيدكت السادس عشر حرب البوسنة والمجازر المروعة التي قام بها الصرب الكفرة بحق مسلمي البوسنة, حيث ذبحوا قرابة النصف مليون مسلم, وما قام به الروس الكفرة في حروب الشيشان بحق مسلمي القوقاز، وما يسمى حروب أمريكا على أفغانستان ثم العراق وما يسمي حرب لبنان ونيجيريا وساحل العاج وإندونيسيا الداخلية, حيث وثب النصارى في هذه البلاد على مسلميها وارتكبوا سلسلة من المجازر المروعة والتي يندى جبين البشرية لمثلها.

فهل يعقل أو يصح بعد ذلك أن يتكلم عن الحرية ونبذ العنف باسم الدين من يجلس على كرسي غارق في الدماء, ويد أسلافه ملطخة بدماء المسلمين عبر سنوات الصراع الأبدي بين الكفر والإيمان.

وعلى ما يبدو أن دور كرسي البابوية قد عاد ليطل برأسه من جديد ليتبوأ مكانه الريادي في قيادة العالم النصراني في حربه المستمرة ضد العالم الإسلامي, وما يدرينا لعل هذا البابا المحارب سيكون شرارة البدء لسلسلة الملاحم الكبرى التي ستقع في آخر الزمان بين الروم والمسلمين. الله أعلم!!

منقول عن مفكرة الإسلام:

http://www.islammemo.cc/historydb/one_news.asp?IDnews=533

وجزاكم الله خيرا.

ـ[المستشار]ــــــــ[27 - 10 - 06, 12:04 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

حياكم الله شيخنا، وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية ..

..................

وجزاكم الله خيرا.

وجزاكم الله خيرًا أستاذي الفاضل وأدام توفيقكم لكل خير، وكل العام وأنتم بخير وصحة وعافية وخير من الله غزير.

وجزيتم خيرًا على المرور والإفادة.

ولا حرمنا الله من أفضالكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير