وابن تيمية رحمه الله بشر يخطئ ويصيب، وليس مقبولاً قوله بخلق آدم على صورة الله، ولا إنكاره المجاز، ولا تفرُّغه للجانب الفكري على حساب الحصيلة العلمية في مسائل فقهية مصدره فيها المصنف لعبد الرزاق، والمصنف لابن أبي شيبة، وسنن البيهقي، والتمهيد لابن عبد البر، والمحلى لابن حزم .. ثم يعود لبضعة مصادر من كتب الحنابلة، ثم يَتَبَحْبَحُ في المسألة بفكره ..
انا لااجادل في كونه بشرا يخطئ ويصيب كما لااريد ان اجادل فيما ادعي عليه من اخطاء حجته فيها ظاهرة على خصومه لمن تاملها بانصاف، ولكن اليس من الظلم ان يقال: ان حصيلته العلمية هي المصنف لعبد الرزاق وابن ابي شيبة وسنن البيهقي والتمهيد والمحلى؟؟؟؟ وهو الذي يقول: ربما قرات او طالعت في الاية الواحدة مائة من التفاسير ثم ادعو الله حتى يفتح علي في معناها او كما قال
وقد قيل فيه ان اهل المذاهب كانوا يجتمعون اليه فيستفيد كل منهم لمذهبه منه وهو الذي يقول لبعض مناظريه انا اعلم منك بمذهبك وكثير من المحققين حققوا نقوله عن المذاهب الفقهية فراوا دقة النقل والامانة فيه من العجب العجاب ومن المعروف انه كان يحفظ المسند واول كتاب حفظه هو كتاب الحميدي في الجمع بينت الصحيحين بل ان الذهبي قال يصح ان يقال فيه كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث قال وكان يحفظ غالب المتون والاثار
ثم هل من الادب ان يغمز شيخ الاسلام بالتبجح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فغفر الله للشيخ الظاهري فانه كان في دفاعه عن ابن تيمية كالذي يبني قصرا ويهدم مصرا
ومن اجل هذا الغمز ولحق الشيخ على امثالنا من طلاب العلم احببت ان الخص لاهل الحديث تذكرة في بعض ماكتبه الامام الحافظ المحقق ابن عبد الهادي عن شيخ الاسلام وعلومه مستغنيا عن التراجم الكثيرة التي ترجمها الائمة الفحول كالذهبي وغيره. قال رحمه الله في العقود الدرية
وشيوخه الذين سمع منهم أكثر من مائتي شيخ
وسمع مسند الإمام أحمد بن حنبل مرات وسمع الكتب الستة الكبار والأجزاء ومن مسموعاته معجم الطبرابي الكبير وعني بالحديث وقرأ ونسخ وتعلم الخط والحساب في المكتب وحفظ القرآن وأقبل على الفقه وقرأ العربية على ابن عبدالقوى ثم فهمها وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهم في النحو وأقبل على التفسير إقبالا كليا حتى حاز فيه قصب السبق وأحكم اصول الفقه وغير ذلك
هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة فانبهر أهل دمشق من فرط ذكائه وسيلان ذهنه وقوة حافظته وسرعة إدراكه
واتفق أن بعض مشايخ العلماء بحلب قدم إلى دمشق وقال سمعت في البلاد بصبي يقال له احمد بن تيمية وأنه سريع الحفظ وقد جئت قاصدا لعلي أراه فقال له خياط هذه طريق كتابه وهو إلى الآن ما جاء فاقعد عندنا الساعة يجيء يعبر علينا ذاهبا إلى الكتاب فجلس الشيخ الحلبي قليلا فمر صبيان فقال الخياط للحلبي هذاك الصبي الذي معه اللوح الكبير هو احمد بن تيمية فناداه الشيخ فجاء إليه فتناول الشيخ اللوح فنظر فيه ثم قال يا ولدي امسح هذا حتى أملي عليك شيئا تكتبه ففعل فأملى عليه من متون الأحاديث أحد عشر أو ثلاثة عشر حديثا وقال له اقرأ هذا فلم يزد على أن تأمله مرة بعد كتابته إياه ثم دفعه إليه وقال اسمعه علي فقرأه عليه عرضا كأحسن ما أنت سامع فقال له يا ولدي امسح هذا ففعل فأملى عليه عدة أسانيد انتخبها ثم قال اقرأ هذا فنظر فيه كما فعل أول مرة فقام الشيخ وهو يقول إن عاش هذا الصبي ليكونن له شأن عظيم فإن هذا لم ير مثله أو كما قال
وقال الحافظ أبو عبدالله الذهبي نشأ يعني ا لشيخ تقي الدين رحمه الله في تصون تام وعفاف وتأله وتعبد واقتصاد في الملبس والمأكل وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره ويناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحير منه أعيان البلد في العلم فأفتى وله تسع عشرة سنة بل أقل وشرع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت وأكب على الاشتغال ومات
والده وكان من كبار الحنابلة وأئمتهم فدرس بعده بوظائفه وله إحدى وعشرون سنة واشتهر أمره وبعد صيته في العالم وأخذ في تفسير الكتاب العزيز في الجمع على كرسي من حفظه فكان يورد المجلس ولا يتعلثم وكذا كان الدرس بتؤدة وصوت جهوري فصيح
¥