وأما بالنسبة للقول الثالث؛ فإنه مردود؛ فإن طلحة والزبير رضي الله عنهما لا يصح وصفهما بالخوارج ولا ينطبق عليهما وصف الخوارج كفرقة، والحاصل أن الخوارج بالمعنى الصحيح اسم يطلق على تلك الطائفة ذات الاتجاه السياسي والآراء الخاصة، والتي خرجت عن جيش الإمام علي رضي الله عنه والتحموا معه في معركة النهروان الشهيرة.
الفصل الخامس
محاورات الإمام علي للخوارج في النهروان
س: ما هي محاورات الإمام علي للخوارج في النهروان؟
ج: حينما طلب علي رضي الله عنه من الخوارج بيان أسباب خروجهم عنه أجابوه بعدة أشياء منها:
1 - لماذا لم يبح لهم في معركة الجمل أخذ النساء والذرية كما أباح لهم أخذ المال؟
2 - لماذا محا لفظة أمير المؤمنين وأطاع معاوية في ذلك عندما كتب كتاب الهدنة في صفين، وأصر معه على عدم كتابة ((علي أمير المؤمنين))؟
3 - قوله للحكمين: إن كنت أهلاً للخلافة فأثبتاني. بأن هذا شك في أحقيته للخلافة.
4 - لماذا رضي بالتحكيم في حق كان له.
و أجابهم علي رضي الله عنه عن الشبهة الأولى:
أ- أباح لهم المال بدل المال الذي أخذه طلحة والزبير من بيت مال البصرة، ثم هو مال قليل.
ب- النساء والذرية لم يشتركوا في القتال وهم أيضاً مسلمون بحكم دار الإسلام ولم تكن منهم ردة تبيح استرقاقهم.
ج- قال لهم: لو أبحت لكم استرقاق النساء والذرية فأيكم يأخذ عائشة سهمه فخجل القوم من هذا ورجع معه كثير منهم كما قيل.
وأجابهم على الشبهة الثانية:
1 - بأنه فعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية.
وأجابهم عن الشبهة الثالثة على افتراض صحة الرواية عنه: بأنه أراد النصفة لمعاوية ولو قال: احكما لي؛ لم يكن تحكيماً.
وأجابهم عن الشبهة الرابعة: بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكّم سعد بن معاذ في بني قريظة في حق كان له.
الفصل السادس
أسباب خروج الخوارج
س: ما هي أسباب خروج الخوارج؟
ج: 1 - النزاع حول الخلافة: وربما يكون هذا هو أقوى الأسباب في خروجهم، فالحكام القائمون في نظرهم لا يستحقون الخلافة، لعدم توفر شروط الخوارج القاسية فيهم.
2 - قضية التحكيم: فقد أجبروا الإمام عليّ على قبول التحكيم، وحينما تم ذلك طلبوا منه أن يرجع عنه بل ويعلن إسلامه، فرد عليهم رداً عنيفاً.
3 - جور الحكام وظهور المنكرات: هكذا كان الخوارج يرددون في خطبهم ومقالاتهم، أن الحكام ظلمة والمنكرات فاشية، والواقع أنهم حينما فعلوا خرجوا أضعاف ما كان موجودا من المظالم والمنكرات.
4 - العصبية القبلية: التي ماتت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وزمن أبي بكر عمر رضوان الله عليهما. ثم قامت في عهد عثمان وما بعده قوية شرسة.
الفصل السابع
حركات الخوارج الثورية وفرقهم وعددهم.
س: ما هي حركات الخوارج الثورية وفرقهم وعددهم؟
ج: أما حركاتهم الثورية فإننا نجد أنها متصلة عنيفة، ابتداءً من خروج المحكِّمة على الإمام عليّ إلى أن جاء نافع بن الأزرق سنة 64هـ، وبدأ الخوارج يظهرون كفرق كبيرة امتدت إلى عصر الدولة العباسية، أما فرقهم فإن من رحمة الله بالناس أن الخوارج تفرقوا فيما بينهم، ويذكر العلماء أن الخوارج كانوا يختلفون ويتفرقون لأتفه الأسباب، ويصعب معرفة عدد فرق الخوارج والسبب:-
1 - أن الخوارج فرقة حربية متقلبة.
2 - أن الخوارج كانوا يتفرقون ويختلفون باستمرار لأقل الأسباب.
3 - أن الخوارج أخفوا كتبهم إما خوفاً عليها من الناس أو ضناً بها عنهم.
الفصل الثامن
دراسة أهم فرق الخوارج وهم الإباضية.
س: من هو زعيم الإباضية؟
ج: ينتسبون إلى جابر بن زيد الأزدي، وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه، وقد نُسبوا إلى عبد الله بن إباض لشهرة مواقفه مع الحكام، وهو تابعي، إلا أن بعض العلماء التبست عليه شخصية ابن إباض بشخصية أخرى يسمى يحيى بن عبد الله طالب الحق، وقد ذهب بعض العلماء من الإباضية إلى تحديد الوقت الذي استعملت فيه تسمية الإباضية، وأن ذلك كان في القرن الثالث الهجري، وهذا القول لا يتفق مع نشأة الإباضية بزعامة جابر بن زيد أو عبد الله بن إباض، وقد ذهب ابن حزم إلى القول بأن الإباضية لا يعرفون ابن إباض، وأنه شخص مجهول، وهذا خطأ منه، فإن ابن إباض شخص يعرفه الإباضيون، ثم من أين لهم تسميتهم ((إباضية)) إذا لم يكن ابن إباض من أوائلهم.
س: هل الإباضية من الخوارج؟
¥