تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ج: مؤسس هذه الطائفة يسمى حسين علي النوري المازندراني، ويلقب ببهاء الله، ولد حسين علي النوري المازندراني في قرية من قرى المازندران في إيران تسمى نور، وقيل: ولد في طهران في سنة 1233هـ،

وقد اعتنق البابية سنة 1260هـ وهو في السابعة والعشرين من عمره، وتلقى المازندراني العلوم الشيعية والصوفية وهو صغير، كانت أسرته عميلة وفية للروس، بل إن اليهود أيضاً دخلوا في خدمة هذه النحلة أفواجاً، فادعى اليهود أن الموجود بأيديهم في الكتاب المقدس من البشارات بنبي يبعث بعد موسى وعيسى ليس هو محمداً عليه السلام؛ بل هو البهاء، وهيؤوا كذلك لعميلهم في عكا قصر البهجة الذي صار بعد ذلك مهوى أفئدة البهائيين وقبلتهم وكعبتهم الجديدة، وبعد أن بلغ المازندراني الخامسة والسبعين من العمر أصابته الحمى، وقيل: إنه جن في آخر حياته، فمات في سنة 1309هـ.

الفصل الرابع: دعايات للبهائيين

س: ما هي أهم دعايات البهائيين التي ينادون بتحقيقها؟

ج: 1 - وحدة الأديان والالتقاء على دين واحد، لتزول الخلافات بين الناس، ومن المعروف بداهة أن ذلك الدين سيكون الدين البهائي بطبيعة الحال، وأما وزعمهم أنهم السابقون إلى تقرير وحدة الأديان والاجتماع على الدين الحق واحترام كل شخص للآخر في إطار الإيمان بالله تعالى وبرسله، فلا يجهل أحد من المسلمين أن هذه الفكرة ليست من بنات أفكار المازندراني ولا من وحيه، وإنما هذا مبدأ إسلامي قرره الله في القرآن الكريم والنبي العظيم، فقال تعالى لنبيه: ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوا إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً من دُونِ اللهِ فَإِن تَوَلَّوا فَقُولوا اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ?.

2 - وحدة الأوطان، ومعناها أن العالم يجب أن ينتمي كله إلى وطن واحد، وأن ينتمي إلى جزء من الأرض، وأنه يجب على كل شخص أن يحب الأرض كلها ولا يفضل وطناً على آخر، وقد تناقض المازندراني صاحب الفكرة في هذا، فبينما هو ينهى عن الانتساب إلى وطن بعينه إذا به يبكي ويندب حظه على فراق وطنه، ويتأسف لغربته في البلدان بعيداً عن إيران حيث تغرب في العراق وتركيا وفلسطين.

3 - وحدة اللغة، أي اختيار لغة واحدة للعالم كله تكون مشتركة فيما بينهم للتفاهم، واللغة التي يجب أن يختارها الناس على حد رغبتهم هي الفارسية، ولم يسبق المازندراني أحد من الناس في مطالبة البشر بالرجوع إلى لغة واحدة هي الفارسية ولا غير الفارسية، واختلاف اللغة ليس بالأمر الهام، فإن اللغة بحد ذاتها لا تعلم الأخلاق والرحمة والموالاة وجمع الكلمة، بل كم قد قامت الحروب وسفكت الدماء بين أهل اللغة الواحدة، ثم إن المازندراني لم يوحد اللغة حتى في وحيه وألواحه التي نسجها خياله، فكتبه مليئة من المزيج الفارسي والعربي.

4 - السلام العالمي، يظن البهائيون أنهم هم الذين تزعموا الدعوة إلى السلام العالمي وترك الحروب والتعايش الهادئ بين الأمم، ونسوا أو جهلوا أن حل مشكلات الحياة العالمية لا يمكن أن يأتي عن طريق الخرافات والمؤامرات الظاهرة والخفية وإنما يأتي عن طريق الاقتناع التام من داخل النفس، قال تعالى:?وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ?، وقوله:? إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، وكذا قول نبي الإسلام: ((يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى))، ولقد ناقض المازندراني نفسه بنفسه حينما شن الغارات على الإيرانيين أولاً ومع البابيين زملاءه ثانياً، ومع الأزليين أتباع أخيه ثالثاً، ومع المسلمين خاصة ومع كل من لا يؤمن بخرافاته عامة، فكيف يدعو إلى شيء هو نفسه لا يؤمن به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير