قال عنه الكاتب الشيعي ماجد الزبيدي في كتابه " التحفة الزبيدية في مقاتل علماء الإمامية " (ص 209 - 218): " كان أحمد كسروي قد جاهر بدعوته الإلحادية الهدامة في إيران (!)؛ سواء بأحاديثه أو بمطبوعة، ووصلت أخباره إلى النجف فقرر المترجم العودة إلى إيران لمناوأة كسروي والقضاء عليه فاعتقل وأودع السجن، ثم أطلق سراحه فدخل كلية الشريعة.
ويبدو أن دعوة كسروي الإلحادية (!) هي التي أنبتت في ذهنه وجوب إيجاد تنظيم إسلامي واع يرتكز على جماعات متكاتفة تقاوم الدعوات الهدامة وتدعو إلى الإسلام وتحارب الإلحاد (!)، فاتصل أول الأمر بأحمد كسروي والتقى به في عدة جلسات يناقشه ويحاوره فلم يزدد كسروي إلا عناداً واسترسالاً في دعايته وبثها في الناس. فصمم المترجم على القضاء عليه، واستطاع الحصول على ثلاثمائة تومان من أحد المؤمنين (!) فاشترى بها مسدساً وترصد لكسروي في أحد المنعطفات حتى إذا مر أطلق عليه النار ولكن الرصاصة أصابت رجله، ولما رأى المترجم أن كسروي لم يُقتل انهال ضرباً بالمسدس على رأسه ووجهه فتجمع عليهما الناس وخلصوه منه، فقبض على نواب صفوي ونقل كسروي إلى المستشفى، وصادف أن زار وفد حكومي إيران بعض العلماء في النجف الأشرف فتوسطوا لإطلاق صفوي فنجحت الوساطة وأطلق.
وكان أول عمل قام به التنظيم أن نجح في اغتيال أحمد كسروي، واهتدت السلطة إلى الفاعلين فاعتقلت المنفذ للاغتيال ورفاقاً له وسجنتهم تمهيداً لمحاكمتهم والحكم عليهم، وصادف أن الشاه محمد رضا أرسل وفداً إلى النجف الأشرف ليعزي الحوزة العلمية بوفاة السيد أبو الحسن الأصفهاني، فأسرع صفوي للاتصال بالسيد حسين القمي الذي كان شبه منفي في العراق ليحمل العلماء على التوسط لإطلاق المعتقلين ونجحت الوساطة فأطلقوا وساعد على إطلاقهم أن الشعب الإيراني كان قد أبدى ضروب الابتهاج بقتل أحمد كسروي وأبدى تضمانه مع منفذي هذا القتل. فرأت السلطات أن في إطلاقهم تقرباً بعلماء النجف، وإرضاء لعواطف الشعب.
وكان الشهيد (!) نواب صفوي في تلك الفترة في النجف الأشرف سيداً شاباً عرف بين الناس بقاتل كسروي، وكانوا يعظمونه ويجلونه ويعتزون بصحبته ورفقته. ولكن الإخوان يصفونه بالشهيد الثائر المتوقد حماسا للدين.
الأزهري يدعي أن البخاري يروي عن الرافضة
قال:
عندي قائمة طويلة جداً بالشيعة -بكافة طوائفها بمن فيهم الروافض- الذين أخرج لهم أئمة السنة ولدي أقوالهم في الصحابة ولا أحب في الحقيقة نشر أقوالهم التي فيها سب وانتقاص شديد للصحابة.
وأدلك على اثنين فقط منهم لتراجع ترجمته في أي كتاب من كتب الرجال ألا وهو:
عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني الرافضي ومن فضلك لا تنشر أقواله فلا أحب أن أؤذي أحد بها ومع هذا فهو من رواة البخاري ومعظم كتب السنن.
قلت:
وأما عمران بن حطان الخارجي: والذي مدح ابن ملجم قاتل سيدنا علي بشعر مشهور وهو أيضاً من رواة البخاري وغيره. فقد عرف بالصدق والكذب عند الخوارج قرين الشرك ومخلد في النار.
قال الذهبي عن عمران بن حطان» أعيان العلماء لكنه من رؤوس الخوارج. حدث عن عائشة وأبي موسى الأشعري وابن عباس روى عنه ابن سيرين وقتاده ويحيى بن أبي كثير. قال أبو داود ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج ثم ذكر عمران ابن حطان «(سير أعلام النبلاء4/ 214). قال في العلل ومعرفة الرجال1/ 546» روى عنه محمد بن سيرين «.
قلت: معول المحدثين في الرواية على من ثبت صدقه وحرمة الكذب عنده. فهو خارجي. والكذب عند الخوارج كبيرة لا يخرج مرتكبها من النار. ولهذا تؤمن رواية الخارجي ولا يؤمن من رواية الرافضي لأنه يتقرب بالكذب إلى الله ويسميه بغير اسمه (تقية).
الجواب:
لقد أخذ على البخاري في ذلك ولكنه لم يرو عنه إلا روية واحدة مقرونة بغيره ولا يروي عنه مما تفرد به، ومثال لك «عباد بن يعقوب». قال بن حبان «كان رافضيا داعية وقال صالح بن محمد كان يشتم عثمان رضي الله عنه». قال ابن حجر «روى عنه البخاري في كتاب التوحيد حديثا واحد مقرونا وهو حديث بن مسعود أي العمل أفضل وله عند البخاري طرق أخرى من رواية غيره» (فتح الباري1/ 412).
ومع ذلك فلم يصل إلى درجة الرفض التي استقر عليها مذهب الرافضة.
فقد وصفه الذهبي بأنه شيعي صدوق (ميزان الاعتدال4/ 45).
وصف بالشدة طعنه في عثمان رضي الله عنه.
¥