تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الوجه الأول: أن نبوة عيسى – عليه السلام – بعد نزوله هي استمرار لنبوته السابقة، وليس استحداثاً لنبوة جديدة، والحديث إنما نفى استحداث نبوة جديدة وليس استمرار نبوة سابقة.

الوجه الثاني: أن عيسى حين نزوله إنما يعمل بالإسلام، ويكون تابعاً لنبيه – صلى الله عليه وسلم - حيث يقتل الخنزير، ولم يقتله في زمن نبوته الأولى، ويصلي بصلاة المسلمين مأموماً لا إماماً، ويجاهد مع أهل الإسلام، ولم يجاهد مع أهل ملته.

6. القول بأن الله حل في بعض خلقه: وهو مذهب منكر وبدعة شنيعة كفر العلماء من قال بها، وبينوا أن الله لا يحل في أحد من خلقه ولا يتحد بهم، بل له سبحانه التفرد المطلق، فهو بائن من خلقه، مستو على عرشه يعلم ما في السموات والأرض، وهو على كل شيء قدير.قال الإمام العز بن عبد السلام في كتابه "قواعد الأحكام":" ومن زعم أن الإله يحل في شيء من أجساد الناس أو غيرهم فهو كافر ".

7. القول بوحدة الوجود: وتختلف هذه البدعة عن سابقتها، أن الأولى يدعي أصحابها الاتحاد الجزئي أي أن الله يحل في بعض مخلوقاته، بينما يدعي أصحاب هذه البدعة أن الكون كله من عرشه إلى فرشه ما هو إلا الخالق سبحانه، وألا وجود في الكون لسواه، حتى نطق بعضهم بالكفر جهراً فقال:

وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسة

وهذا كفر وإلحاد وزندقة، فالله واحد أحد متفرد متعال لا يحل في شيء من مخلوقاته ولا يحل شيء من مخلوقاته فيه قال تعالى: {الرحمن على العرش استوى} (طه: 5) فكيف يستوي على العرش ويبين عن الخلق إذا كان الخلق صورته وحقيقة وجوده، لا شك أن هذا القول أشبه بهذيان المجانين منه بكلام العقلاء فضلاً عن العلماء.

8. القول بتناسخ الأرواح: وهو قول الهندوس والبوذيين، وانتقل إلى بعض من ينتسب إلى الإسلام فقال به، ومفاده أن الروح إذا فارقت الجسد انتقلت إلى غيره، ويتحدد الجسد المنتقل إليه من خلال عمل الإنسان في حياته، فإن كان صالحاً انتقل إلى جسد ينعم فيه، وإن كان فاسقاً انتقل إلى جسد يعذب فيه، وهو قول باطل ومذهب عاطل، ليس عليه دليل من عقل ولا نقل، ولا معرفة لهم بما يقولون إذ لم يخبر أحد بما حصل له في حياته السابقة، وأمكننا التحقق مما يقول، فمن أين لهم ذلك؟!، وكيف عرفوا به؟! واحتجاج البعض بآيات من القرآن على هذا الهراء نوع من السخرية بآيات الله، حيث نزع البعض إلى بعض الآيات التي وردت في سياق معين ليركبها على مذهبه المشين كقوله تعالى: {في أي صورة ما شاء ركبك} (الانفطار: 8) وهي آية لا علاقة لها بالتناسخ من قريب ولا من بعيد، فهي تتحدث عن غرور الإنسان، وتتساءل كيف يغتر بنفسه وأمره كله بيد ربه؟ فهو الذي خلقه، وهو الذي صوره على صورته التي هو عليها، ولو شاء لصوره على غير خلقه المستقيم، كأن يصوره قرداً أو خنزيراً، فالآية تضمنت امتنان الله على عباده بخلقهم على ما هم عليه، ولا تعلق لها بتناسخ الأرواح البتة.

9. القول بأن النبي – صلى الله عليه وسلم - سيعود آخر الزمان ليرى أعمال أمته: وهو قول مبتدع لم يقل به أحد من سلف الأمة وأئمتها، واحتجاج البعض لهذا القول بقوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} (القصص: 85) استدلال باطل لإطباق السلف على خلافه، حيث نقل المفسرون أقوالاً في تفسير الآية ليس هذا منها فقالوا لرادك إلى معاد: أي إلى الجنة، وقيل: بل إلى الموت، وقيل: إلى مكة قاهرا لأعدائك، وهو الذي رجحه الإمام الطبري، وقال ابن عطية:" وهذه الآية نزلتفي الجحفة مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هجرته إلى المدينة، .. فالآية على هذا مُعْلِمَةٌ بغيب قد ظهر للأمة ومؤنسة بفتح ". ومما يدل على بطلان هذه البدعة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر بنزول عيسى – عليه السلام -، وخروج المهدي - عليه السلام – ولم يخبر ولو في حديث واحد أنه سيعود ليرى أعمال أمته في آخر الزمان، ولا شك أن رجوعه إلى الدنيا أعظم عند الأمة من نزول عيسى وخروج المهدي، فلما لم يخبر به - عليه السلام - دل على عدم وقوعه، وأنه غير مستثنى من امتناع العودة إلى الدنيا بعد أن الوفاة، قال تعالى: {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} (القصص: 99 – 100

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير