تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

).

10.القول بأن الإنسان مجبور على أفعاله لا قدرة له، ولا إرادة، ولا اختيار، وإنما يخلق الله تعالى الأفعال فيه على حسب ما يخلق في سائر الجمادات، وتنسب إليه الأفعال مجازاً، كما تنسب إلى الجمادات؛ كما يقال: أثمرت الأشجار، وجرى الماء، وتحرك الحجر، وطلعت الشمس وغربت، وتغيمت السماء وأمطرت، واهتزت الأرض وأنبتت، وهو مذهب باطل بلا شك، فقد ذكر الله في كتابه أفعال العباد ونسبها إليهم، وأثبت لهم المشيئة في فعلها، فقال تعالى: {لمن شاء منكم أن يستقيم} (التكوير: 28) وقال تعالى: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} (الكهف: 29) ولو كان الإنسان مجبوراً على أفعاله لما صح نسبة المشيئة إليه، ولو كان الإنسان مجبوراً لما جاز معاقبته على أفعاله إذ لا يد له في إحداثها، والله عدل لا يظلم أحداً، وقد توعد سبحانه بمعاقبة الكافرين والعاصين، فدل ذلك على أن للإنسان إرادة ومشيئة، يختار بها طريق الخير أو طريق الشر لا مكره له ولا جابر.

11.اعتقاد جواز الاستغاثة بأصحاب القبور: وهي بدعة شنيعة، يجوّزُ صاحبها دعاء غير الله والاستغاثة به، ولا يخفى ما في ذلك من مخالفة النصوص الآمرة بدعاء الله وإفراده بهذه العبادة العظيمة، قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً} (الجن: 18) وقال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} (الكهف: 110)، والدعاء من العبادة، بل هو لبها ومخها، فعن النعمان بن بشير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الدعاء هو العبادة ثم قرأ {ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي} (غافر: 60) رواه أحمد والترمذي وصححه. وعليه فمن كان داعياً فليدع ربه ولا يشرك به أحداً.

12.تشبيه الخالق بالمخلوق: وهي بدعة تجرأ أصحابها على الله جل جلاله فصوروه على صورة البشر، فقالوا: هو على صورة الإنسان، وهو نور ساطع يتلألأ بياضاً، وأنه ذو حواس خمس كحواس الإنسان، ولا شك في بطلان هذا المذهب وفساده، لمخالفته الكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى: {هل تعلم له سمياً} (مريم: 65) يقول ابن عباس في تفسير الآية: هل تعلم للرب مثلاً أو شبيهاً. وقال تعالى: {ولم يكن له كفؤا أحد} (الإخلاص:4) قال أبو العالية: لم يكن له شبيه، ولا عدل، وقال تعالى: {ليس كمثله شيء} (الشورى:11) قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: ليس له نظير. وقال نعيم بن حماد - شيخ الإمام البخاري -: " من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه ورسوله فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه!!.

13.القول بزوال التكليف عمن بلغ مرتبة اليقين: وهو اعتقاد فاسد ومؤداه إلى الكفر والزندقة، قال الأشعري في "مقالات الإسلاميين":" وفي النساك قوم يزعمون أن العبادة تبلغ بهم إلى منزلة تزول عنهم العبادات، وتكون الأشياء المحظورات على غيرهم من الزنا وغيره مباحات لهم " أ. هـ ويتأول أصحاب المذهب قول الله تعالى: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} (الحجر: 99) على أن من بلغ مرتبة اليقين سقط عنه التكليف، وهو تفسير باطل بلا شك، لأن المخاطب بالآية أصالة هو النبي – صلى الله عليه وسلم -، وتفسير الآية على وفق ما ذهب إليه هؤلاء النساك يدل على أن النبي لم يصل رتبة اليقين في إيمانه إلى مات - عليه الصلاة والسلام -، والواقع خلاف ذلك فالنبي – صلى الله عليه وسلم - هو أعظم الأمة إيماناً وأشدها يقيناً، ومع ذلك كان أشدهم تمسكاً بالطاعة وبعداً عن المعصية، فدل على أن تفسيرهم للآية باطل، وأن الصحيح في تفسير الآية هو ما ذهب إليه المفسرون من أن المراد باليقين هو الموت، وأن الله أمر نبيه بملازمة الطاعة حتى يتوفاه إليه، وهو ما فعله - صلى الله عليه وسلم - حيث كان حريصاً على الصلاة والذكر والمسارعة في الخيرات والطاعات، حتى آخر حياته، وهو ينازع الموت، فكان يخرج إلى الصلاة أو يؤديها في فراشه، فأين هذا ممن اتخذ دينه هزوا ولعباً، وترك العبادات، وارتكب الموبقات، زاعماً أنه وصل إلى اليقين، فأيُّ يقين هذا الذي وصل إليه؟!!

الموضوع الأصلي هنا ( http://www.tunisia-web.com/vb/t43566.html)

http://www.tunisia-web.com/vb/t43566.html

ـ[ياسين بن مصدق]ــــــــ[22 - 11 - 09, 11:27 م]ـ

قاموس البدع العقدية (3)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير