تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ تطبيقات التابعين في ذلك

ـ تطبيقات بقية السلف في ذلك

ـ تطبيقات أئمة أهل السنة السائرين على ما كان عليه السلف

ـ فصل في الكيف وما ورد عن السلف فيه

ـ فصل في الحد وما ورد فيه

ـ فصل فيما تعلّق به من نسب التفويض إلى السلف

لم يبق لي وقت على الشروع في السفر أسأل الله التوفيق والسداد والحفظ والإعانة وأسأله الإخلاص في القول والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه

تقرير السلف لمبدإ إثبات معاني الصفات المنافي لتفويضها.

سأبدأ بأقوال السلف فمن بعدهم الخاصة بإثبات المعاني التي تبين موقفهم من الصفات عموما بما فيها الصفات الخبرية دون تطبيقاتهم على صفات معينة فذلك باب أوسع وهو وجه آخر يبين موقف السلف من إثبات المعاني سيلي هذا الوجه.

وسأقتصر بإذن الله على الصريح وما في حكمه تاركا العشرات من مقالاتهم الدالة على ذلك بسبب شدة عناد المخالف الذي يستغل في إبطالها كل سبيل ولو كان مناف للمروءة العلمية ومصداقية العلم

مع أن مجموع ما يجيبون عنه لا يحتمل أجوبة القوم

لكني هنا سأقتصر كما ذكرت على الصريح وما في حكمه

ـ الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة

قال الإمام أبوبكر بن العربي المالكي الأشعري معترفا كما في شرحه على الترمذي المسمى بعارضة الأحوذي:

" وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها ـ أي أحاديث الصفات ـ معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله: الاستواء معلوم والكيفية مجهولة " ا. هـ

عارضة الأحوذي (3/ 166)

ما أظن أنه بقي مجال لمن اعتدنا منهم العناد على منوال (عنزة ولو طارت)

وقال الإمام المفسر القرطبي المالكي الأشعري في تفسيره (7/ 140 - 141):

" وَقَدْ كَانَ السَّلَف الْأُوَل رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ لَا يَقُولُونَ بِنَفْيِ الْجِهَة وَلَا يَنْطِقُونَ بِذَلِكَ , بَلْ نَطَقُوا هُمْ وَالْكَافَّة بِإِثْبَاتِهَا لِلَّهِ تَعَالَى كَمَا نَطَقَ كِتَابه وَأَخْبَرَتْ رُسُله.

وَلَمْ يُنْكِر أَحَد مِنْ السَّلَف الصَّالِح أَنَّهُ اِسْتَوَى عَلَى عَرْشه حَقِيقَة. وَخُصَّ الْعَرْش بِذَلِكَ لِأَنَّهُ أَعْظَم مَخْلُوقَاته , وَإِنَّمَا جَهِلُوا كَيْفِيَّة الِاسْتِوَاء فَإِنَّهُ لَا تُعْلَم حَقِيقَته. قَالَ مَالِك رَحِمَهُ اللَّه: الِاسْتِوَاء مَعْلُوم - يَعْنِي فِي اللُّغَة - وَالْكَيْفَ مَجْهُول , وَالسُّؤَال عَنْ هَذَا بِدْعَة " ا. هـ

وقوله: " يعني في اللغة " هو من كلام القرطبي وموافق لنفس ما ذكره ابن العربي وهما أشعريان فماذا عسى أن يقول المخالف

وقال العلامة الملا عليّ القاري في المرقاة عند دفاعه عن الإمامين ابن القيم رحمه الله وشيخه شيخ الإسلام فقال ما نصه:

" ومن طالع شرح منازل السائرين لنديم الباري الشيخ عبد الله الأنصاري الحنبلي قدس الله تعالى سره الجلي، تبين له أنهما كانا من أهل السنة والجماعة، بل ومن أولياء هذه الأمة، ومما ذكر في الشرح المذكور ما نصه على وفق المسطور هو قوله على بعض عبارة المنازل ... ما نصه:

" أن حفظه حرمة نصوص الأسماء والصفات بإجراء أخبارها على ظواهرها، وهو اعتقاد مفهومها المتبادر إلى أفهام العامة ولا نعني بالعامة الجهال بل عامة الأمة.

كما قال مالك رحمه الله وقد سئل عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى طه: كيف استوى؟

فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال:

" الاستواء معلوم، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة "

فرق بين المعنى المعلوم من هذه اللفظة وبين الكيف الذي لا يعقله البشر وهذا الجواب من مالك رحمه الله شاف عام في جميع مسائل الصفات من السمع والبصر والعلم والحياة والقدرة والإرادة والنزول والغضب والرحمة والضحك، فمعانيها كلها معلومة وأما كيفيتها فغير معقولة ... قال القاري عند نهاية كلام ابن القيم:

انتهى كلامه وتبين مرامه، وظهر أن معتقده موافق لأهل الحق من السلف وجمهور الخلف فالطعن والتشنيع والتقبيح الفظيع غير موجه عليه ولا متوجه إليه فإن كلامه بعينه مطابق لما قاله الإمام الأعظم والمجتهد الأقدم في فقهه الأكبر " ا. هـ

فها هو الإمام القاري نقل كلام الإمام ابن القيم وهو يشرح عبارة مالك مقرا محتجا بما يتفق تماما مع كلام ابن العربي والقرطبي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير