تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشنقيطي بعد ذكر صفة العلو وغيرها:

" وأمثال هذا من الصفات الجامعة كثيرة في القرآن، ومعلوم أنه جل وعلا متصف بهذه الصفات المذكورة حقيقة على الوجه اللائق بكماله، وجلاله. وإنما وصف به المخلوق منها مخالف لما وصف به الخالق، كمخالفة ذات الخالق جل وعلا لذوات الحوادث، ولا إشكال في شيء من ذلك، وكذلك الصفات التي اختلف فيها المتكلمون؛ هل هي من صفات المعاني أو من صفات الأفعال، وإن كان الحق الذي لا يخفى على من أنار الله بصيرته؛ أنها صفات معان أثبتها الله، جل وعلا، لنفسه، كالرأفة والرحمة ... " ا. هـ

تطبيقات السلف الصالح مع نصوص الصفات المبينة لإثباتهم معانيها دون تفويض

أولا: إثبات الصحابة لمعاني الصفات وتطبيقاتهم في ذلك.

قبل الشروع في التطبيقات أنبه إلى أن جلها منقول بأسانيد صحيحة ثابتة سوى نزر يسير جدا جدا به علل خفيفة فاتني التنبيه عليها في محلها سأنبه عليها في تعليق ملحق

ـ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

قال الإمام ابن مندة في كتابه الرد على الجهمية:

أخبرنا علي بن العباس بن الأشعث الغزى بغزة ثنا محمد بن حماد الطهراني ثنا عبد الرزاق أنبأ الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن ابن مسعود في قوله جل وعز يوم يكشف عن ساق قال عن ساقيه قال أبو عبد الله هكذا في قراءة ابن مسعود

قال السيوطي في الدر المنثور:

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن منده عن ابن مسعود في قوله: يوم يكشف عن ساق قال: عن ساقيه تبارك وتعالى

وهل إثبات ساقين من خلال هذه الآية إلا إثبات للمعنى؟

وهل يقول منصف إن هذا من ابن مسعود تفويض للآية؟!!

ومن طريق عبد الرحمن المسعودي عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

" تسارعوا إلى الجمعة فإن الله عز و جل يبرز لأهل الجنة في كل جمعة في كثيب من كافور أبيض فيكونون منه في القرب على قدر تسارعهم إلى الجمعة في الدنيا فيحدث الله لهم من الكرامة شيئا لم يكونوا رأوه قبل ذلك ثم يرجعون إلى أزواجهم فتحدثهم بما قد أحدث لهم ثم دخل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه المسجد فرأى رجلين فقال رجلان وأنا الثالث وإن شاء الله أن يبارك في الثالث "

رواه ابن المبارك في الزهد والطبراني وابن خزيمة وعبد الله بن أحمد في السنة والدارقطني في الرؤية وابن أبي زمنين في رياضه وابن بطة من طرق عن المسعودي وفيهم من سمع منهم قبل الاختلاط

وهذا إسناد ثابت ورواية أبي عبيدة عن ابن مسعود لها حكم الاتصال

فقوله: " يبرز " وقوله: " في كل جمعة " وقوله: " فيكونون منه في القرب " كل هذه معاني ينكرها المفوض والمؤول ويزعمون أنها تستلزم التجسيم كيف ومن عقائدهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم لا يكون عند الشفاعة يوم القيامة أقرب إلى ذات ربه من إبليس عليه لعنة الله

فإن زعم أحد أن هذا من ابن مسعود على وجه التفويض قلنا هذا تنصل من الحجج على مبدإ العناد لأن هذا المفوض لا يرى لأحد إثبات المعاني ولو كان صحابيا فالكل عنده يجهل معاني الصفات فإذا أتيناه بإثبات صريح لصحابي نكص وزعم أنه مفوّض أيضا ويبدو أنه كلما أثبتنا له أحدا من السلف بادر لزعم أنه مراد به التفويض وهذا تلاعب طفولي لا يصلح في ميادين العلم

وعن عاصم عن زر عن عبد الله قال:

" ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام، ويبن الكرسي والماء كذلك، والعرش فوق الماء والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم" ا. هـ

رواه الطبراني في الكبير والبخاري في خلق أفعال العباد وابن خزيمة في التوحيد واللالكائي في الاعتقاد والبيهقي في الأسماء والصفات وغيرهم

من طرق عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد الله به

وهذا إسناد جيد فيه عاصم جيد الحديث

سياقه صريح في العلو الذاتي والأثر لا يحتمل التأويل مطلقا فسياقه قرينة توجب حمله على فوقية الذات وهو أثر ثابت

وبالله هذا التدرج المتسلسل بين السماء القصوى والكرسي ثم بين الكرسي والماء ثم الماء والعرش ليصل إلى تقرير أن الله فوق هذا العرش ثم يتحرز بدفع توهم أن هذه الفوقية الحقيقية قد توهم أنها تسبب في خفاء ما نعمله في الأرض عن الله

ـ أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير