عن ابن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن عمارة بن عمير، عن أبي موسى، رضي الله عنه قال: الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل.
رواه الطبري في تفسيره والبيهقي في الأسماء والصفات وأبو الشيخ في العظمة وعبد الله بن أحمد في السنة وابن أبي شيبة في العرش
وإن كان عمارة لم يدرك أباموسى لكني أوردته لاعتماد كثير من الأئمة له ولأنه صح مثله عن ابن عباس
ـ عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قال: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ) [البقرة آية 255] , قَالَ: الكرسيُّ مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ , وَلا يُقْدَرُ قَدْرَ عَرْشِهِ.
رواه جمع كبير من الأئمة منهم عبد الرزاق والطبري والطبراني وابن خزيمة والبيهقي وغيرهم بإسناد صحيح
تأمل تفسير الآية ومنه تعلم حرص هذا الصحابي على إثبات معاني الصفات، فهو قد ذكر معنى يتعلق بصفة لم تذكر في ظاهر الآية
وعن الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ قَالَ سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ أَنَا لابْنِ عَبَّاسٍ أَلَيْسَ يَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ فَقَالَ لا أُمَّ لَكَ وَكَانَتْ كَلِمَتُهُ لِي، ذَلِكَ نُورُهُ الَّذِي هُوَ نُورُهُ إِذَا تَجَلَّى بِنُورِهِ لا يُدْرِكُهُ شَيْء. ٌ
رواه ابن خزيمة وابن أبي حاتم واللالكائي وغيرهم وإسناده حسن
قال الحافظ عن رجال هذا الإسناد في خبر آخر: لا بأس بهم
وفيه إثبات صفة النور على أنه نور حقيقة وذلك في قوله: " ذَلِكَ نُورُهُ الَّذِي هُوَ نُورُهُ "
وقال الحافظ في الفتح:
" وقد أخرج الأموي في مغازيه ومن طريقه البيهقي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن ابن عباس في قوله تعالى (ولقد رآه نزلة أخرى) قال دنا منه ربه.
قال الحافظ: وهذا سند حسن وهو شاهد قوي لرواية شريك "
أليس هذا تفسيرا للآية مشتملا على معنى صفة القرب
قال اللالكائي:
وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا سعيد بن يحيى الأموي قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن ابن عباس في قوله ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى قال:
دنا ربه منه فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى قال قد رآه النبي صلى الله عليه و سلم
وقال الله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ}، قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {آسفونا} أسخطونا.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع عكرمة، عن ابن عباس، قال: والله ما أدري ما حنانا.
سبحان الله هذا يدل على أن ابن عباس ليس من عادته تفويض الصفات إذ لو كان يفوضها ما خص هذه الصفة بعدم الدراية فحلفه على ذلك دال على أن هذا خلاف الأصل عنده
بدليل أنه جاءت تتمة لهذه الرواية تدل على هذا
قال ابن أبي حاتم في تفسيره:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: (وَحَنَانًا)، قَالَ:
" لا أدري مَا هُوَ، إلا أني أظنه تعطف الله عَلَى خلقه بالرحمة".
وهو في تفسير الثوري
يرويه سفيان عن أبيه عن عكرمة قال سئل بن عباس عن قوله فيه من لدنا وزكاة ما أدري ما هو الا أن يكون يعطف الله على عبده بالرحمة
وعند الحاكم في المستدرك:
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله عز وجل: (وحنانا من لدنا (1)) قال: «التعطف بالرحمة»
قال السيوطي في الدر المنثور:
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والزجاجي في أماليه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله: وحنانا قال: لا أدري ما هو إلا أني أظنه تعطف الله على خلقه بالرحمة
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن قوله: وحنانا فلم يجر فيها شيئا
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: وحنانا من لدنا قال: رحمة من عندنا
¥