" وكل باطن يدعيه مدع في كتاب الله عز و جل يخالف ظاهر كلام العرب الذي خوطبوا به فهو باطل لانه اذا جاز لهم ان يدعوا فيه باطنا خلاف الظاهر جاز لغيرهم ذلك وهو إبطال للأصل وانما زاغوا عن إنكار القرآن ولاذوا بالباطن الذي تأولوه ليغروا به الغر الجاهل ولئلا ينسبوا الى التعطيل والزندقة " ا. هـ
فهو يرد على باطنية الصفات أيضا وهم كل طوائف التعطيل، وهذه باطنية أخص
وقال الأزهري:
" لطف: اللَّطيفُ: اسم من أسماء الله العظيم، ومعناه، والله أعلم: الرفيق بعباده " ا. هـ
وقال في التهذيب:
" والبَرُّ من صِفات الله: العَطُوف الرَّحيم اللَّطيف الكَريم " ا. هـ
الله أكبر أليس ذكر العطوف تفسيرا هو من صريح المعنى المثبت
وقال في الزاهر له:
" والودود في أسماء الله عز وجل المحب لعباده من قولهم وددت الرجل أوده وُدَّاً ووِداداً ووَداً " ا. هـ
تأمل إثبات المعنى على مقتضى خطاب العرب " من قولهم وددت ... " هذا إثبات للمعنى صريح
وقد نقل الأزهري نفس الكلام في موطن آخر وعزاه لابن الأنباري
ـ الإمام ابن أبي زيد القيرواني
قال ابن أبي زيد:
"وأنه يجيء يومَ القيامة بعد أن لم يكن جائياً، والمَلَك صفاً صفاً لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها، فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء "
قوله: " بعد أن لم يكن جائياً " هو معنى لهذه الصفة تنكره الأشاعرة
ـ وقال العلامة ابن أبي زيد في رسالته:
" وهو العليم الخبير، المدبّر القدير السميع البصير العلي الكبير، وإنه فوق عرشه المجيد بذاته، وهو بكل مكان بعلمه " ا. هـ
هو في المطبوع من رسالته ونقله من رسالته كثير من المالكية.
وقال رحمه الله في مختصر المدونة:
" وأنه تعالى فوق عرشه بذاته فوق سبع سمواته دون أرضه "
نقله من المختصر ابن القيم في اجتماع الجيوش
فقوله: " بذاته " هو إثبات للمعنى صريح
ـ القاضي عبد الوهاب إمام المالكية بالعراق رحمه اللّه تعالى
هو أيضا صرح بأن الله سبحانه استوى على عرشه بذاته
نقله عنه القرطبي في الأسنى شرح الأسماء الحسنى نقلا وأبو بكر الحضرمي في رسالته التي سماها بالإيماء إلى مسألة الاستواء وابن القيم في اجتماع الجيوش ونقله شيخ الإسلام عنه في غير موضع من كتبه ونقله غير واحد من المعاصرين من كتابه
ـ الإمام أبو عمر الطلمنكي المالكي
قال في كتابه في الأصول:
" أجمع المسلمون من أهل السنة على أن اللّه استوى على عرشه بذاته.
وقال في هذا الكتاب أيضاً: أجمع أهل السنة على أنه تعالى استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز ... ثم ساق بسنده عن مالك قوله: اللّه في السماء وعلمه في كل مكان.
ثم قال في هذا الكتاب:
وأجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله تعالى: " وهُوَ مَعَكُم أيْنَما كُنْتُم " سورة الحديد آية 4. ونحو ذلك من القرآن بأن ذلك علمه، وأن اللّه فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء " ا. هـ
إثبات الاستواء على الحقيقة ونفي المجاز والتنصيص على فوقية الذات كلاهما صريح في تحقيق المعنى وإثباته.
وقال الحافظ في الفتح:
" وَقَالَ أَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ: مِنْ تَمَام الْمَعْرِفَة بِأَسْمَاءِ اللَّه تَعَالَى وَصِفَاته الَّتِي يَسْتَحِقّ بِهَا الدَّاعِي وَالْحَافِظ مَا قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَعْرِفَةُ بِالْأَسْمَاءِ وَالصِّفَات وَمَا تَتَضَمَّن مِنْ الْفَوَائِد وَتَدُلّ عَلَيْهِ مِنْ الْحَقَائِق، وَمَنْ لَمْ يَعْلَم ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ عَالِمًا لِمَعَانِي الْأَسْمَاء وَلَا مُسْتَفِيدًا بِذِكْرِهَا مَا تَدُلّ عَلَيْهِ مِنْ الْمَعَانِي " ا. هـ
فتأمل تقريره أهمية معرفة الصفات وما تتضمنه وما تدل عليه من الحقائق وإطلاقه هذا على جميع الصفات، وهذا يبطل مذهب التفويض.
ـ الإمام أبو بكر محمد بن موهب التجيبي الحصار المالكي ت 406 هـ
قال في شرحه للرسالة:
" وأما قوله: إنه فوق عرشه المجيد بذاته، فإن معنى فوق وعلا عند جميع العرب واحد، وفي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديق ذلك قوله تعالى: " ثمَّ اسْتَوَى على العَرْش الرَّحْمنُ "
وقال تعالى: " الرَّحْمنُ عَلى العَرْش اسْتَوَى "
وقال تعالى في وصف خوف الملائكة: " يَخافُونَ ربَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ويفْعَلُونَ ما يُؤمرونَ "
¥