تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" ومن قول أهل السنة: أن الله عز وجل ينزل إلى سماء

السماء الدنيا، ويؤمنون بذلك من غير أن يحدوا فيه حدا ...

وأخبرني وهب [عن] ابن ضاح عن زهير بن عباد قال: كل من

أدركت من المشايخ: مالك وسفيان وفضيل بن عياض وعيسى وابن

المبارك ووكيع كانوا يقولون: [النزول] حق " ا. هـ

فهو نزول حقيقي عند هذا الإمام ومن نقل عنهم من السلف

وقال ابن أبي زمنين:

" ومن قول أهل السنة: أن الله عز وجل يحاسب عباده

يوم القيامة ويسألهم مشافهة منه إليهم، وقال عز وجل: ^ (يوم يجمع

الله الرسل فيقول: ماذا أجبتم ... " ا. هـ

فقوله: " مشافهة " هو منه تناول صريح للمعنى بلا خلاف ويناقض التفويض

ـ الإمام عبيد الله ابن بطة:

قال مخاطبا الجهمية نفاة الفوقية:

" قلنا أما قولكم إنه لا يكون على العرش لأنه أعظم من العرش فقد شاء الله أن يكون على العرش وهو أعظم منه

قال الله تعالى: (ثم استوى إلى السماء)

وقال: (وهو الله في السماوات)

ثم قال: (وفي الأرض يعلم .. ) فأخبر أنه في السماء وأنه بعلمه في الأرض، وقال: (الرحمن على العرش استوى)

وقال: (ثم استوى على العرش الرحمن)

وقال: (إليه يصعد الكلم الطيب)

فهل يكون الصعود إلا إلى ما علا " ا. هـ

تأمل إثبات المعنى

وقال:

" لكنا نقول إن ربنا تعالى في أرفع الأماكن وأعلى عليين قد استوى على عرشه فوق سماواته وعلمه محيط بجميع خلقه يعلم ما نأى كما يعلم ما دنى ويعلم ما بطن كما يعلم ما ظهر كما وصف نفسه تعالى "

وقال ابن بطة في الشرح والإبانة:

" (بَعْضُ اَلصِّفَاتِ اَلْخَبَرِيَّةِ):

ثُمَّ اَلْإِيمَانُ وَالْقَبُولُ وَالتَّصْدِيقُ بِكُلِّ مَا رَوَتْهُ اَلْعُلَمَاءُ وَنَقَلَهُ اَلثِّقَاتُ أَهْلُ اَلْآثَارِ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَيَلْقَاهَا بِالْقَبُولِ وَلَا تُرَدُّ بِالْمَعَارِيضِ وَلَا يُقَالُ لِمَ وَكَيْفَ وَلَا تُحْمَلُ عَلَى اَلْمَعْقُولِ وَلَا تُضْرَبُ لَهَا اَلْمَقَايِيسُ وَلَا يُعْمَلُ لَهَا اَلتَّفَاسِيرُ إِلَّا مَا فَسَّرَهُ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ رَجُلٌ مِنْ عُلَمَاءِ اَلْأُمَّةِ مِمَّنْ قَوْلُهُ شِفَاءٌ وَحُجَّةٌ مِثْلُ أَحَادِيثِ الصفات وَالرُّؤْيَةِ.

وَمِثْلُ مَا رُوِيَ أَنَّ اَللَّهَ - عز وجل - يَضَعُ اَلسَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبُعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبُعٍ.

وَأَنَّ اَللَّهَ - عز وجل - يَضَعُ قَدَمَهُ فِي اَلنَّارِ فَتَقُولُ. قَطْ قَطْ.

وَقُلُوبُ اَلْعِبَادِ بَيْنَ إِصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اَلرَّحْمَنِ.

وَأَنَّ اَللَّهَ - عز وجل - عَلَى اَلْعَرْشِ.

وَلِلْعَرْشِ أَطِيطٌ كَأَطِيطِ اَلرَّحْلِ اَلْجَدِيدِ.

وَأَنَّ اَللَّهَ - عز وجل - أَخَذَ اَلذُّرِّيَّةَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِيَدِهِ اَلْيُمْنَى وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ, فَقَالَ هَذِهِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِي.

وَلَا يُقَبَّحُ اَلْوَجْهُ فَإِنَّ اَللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ.

وَقَالَ اَلنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَيْتُ رَبِّي فِي صُورَةِ كَذَا.

قَدْ رَوَى هَذِهِ اَلْأَحَادِيثَ اَلثِّقَاتُ مِنْ اَلصَّحَابَةِ وَالسَّادَاتُ مِنْ اَلْعُلَمَاءِ مِنْ بَعْدِهِمْ مِثْلُ اِبْنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِمْ.

وَأَنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ اَلدُّنْيَا.

لَا يُقَالُ لِهَذَا كُلِّهِ كَيْفَ وَلَا لِمَ بَلْ تَسْلِيمُهَا لِلْقُدْرَةِ وَإِيمَانًا بِالْغَيْبِ كُلَّمَا عَجَزَتْ اَلْعُقُولُ عَنْ مَعْرِفَتِهِ فَالْعِلْمُ بِهِ وَعَيْنُ اَلْهِدَايَةِ فِيهِ اَلْإِيمَانُ بِهِ وَالتَّسْلِيمُ لَهُ وَتَصْدِيقُ رَسُولِ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا قَالَهُ هُوَ أَصْلُ اَلْعِلْمِ وَعَيْنُ اَلْهِدَايَةِ لَا تُضْرَبُ لِهَذِهِ اَلْأَحَادِيثِ وَمَا شَاكَلَهَا اَلْمَقَايِيسُ وَلَا تُعَارَضُ بِالْأَمْثَالِ وَالنَّظَائِرِ" ا. هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير