انظر إلى قوله: " إِلَّا مَا فَسَّرَهُ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ رَجُلٌ مِنْ عُلَمَاءِ اَلْأُمَّةِ مِمَّنْ قَوْلُهُ شِفَاءٌ وَحُجَّةٌ "
وقال ابن بطة العكبري في الإبانة:
" فقيل للحلولية لم أنكرتم أن يكون الله تعالى على العرش
وقال الله تعالى الرحمن على العرش استوى
وقال ثم استوى على العرش الرحمن فسأل به خبيرا فهذا خبر الله أخبر به عن نفسه وأنه على العرش " ا. هـ
وقال ابن بطة:
" ومن ذلك قول النبي عجب ربك من شاب ليس له صبوة أي إن الله محب له راض عنه عظيم قدره عنده "
وقال:
" باب الإيمان بالتعجب
وقالت الجهمية إن الله لا يعجب
ثم قال: والتعجب على وجهين:
أحدهما: المحبة بتعظيم قدر الطاعة والسخط بتعظيم قدر الذنب ومن ذلك قول النبي عجب ربك من شاب ليس له صبوة أي إن الله محب له راض عنه عظيم قدره عنده.
والثاني: التعجب على معنى الاستنكار للشيء وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا لأن المتعجب من الشيء على معنى الاستنكار هو الجاهل به الذي لم يكن يعرفه فلما عرفه ورآه استنكره وعجب منه وجل الله أن يوصف بذلك ا. هـ
والأول في هذا الشرح بمعنى الإعجاب، وأما الآخر فبمعنى التعجب
وتحقيق المعنى في كلامه ظاهر
ـ الإمام علي بن عمر الدارقطني ت385 هـ
قال رحمه الله:
" حديث الشفاعة في أحمد .. إلى أحمد المصطفى نسنده.
فأما حديث إقعاده .. على العرش فلا نجحده.
أمروا الحديث على وجهه .. و لا تدخلوا فيه ما يفسده.
و لا تنكروا أنه قاعد .. و لا تجحدوا أنه يقعده " ا. هـ
روى هذه الأبيات عنه أبو محمد الدشتي في " إثبات الحد "
144/ 1 - 2) كما نقله العلامة الألباني من المخطوط من طريق أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش: أنشدنا أبو طالب
محمد بن علي الحربي: أنشدنا الإمام أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني رحمه الله: ... فذكرها
وراها الذهبي في العلو فقال:
أنبأني أحمد بن سلامة عن يحيى بن يونس أنبأنا ابن كادش أنشدنا أبو طالب العشاري أنشدنا الدارقطني رحمه الله تعالى ...
ومدار هاتين الروايتين على ابن كادش وفيه كلام ولا يصح اتهامه بالوضع فقد ذكر حديثا واحدا واعترف به وتاب
لكن جاءت من غير طريقه فقد ذكر الأبيات القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات و قال:
" وقد أنشد أبوطالب العشاري هذه الأبيات عن الدارقطني ... "
والعشاري الذي عليه مدار هذه الأبيات هو تلميذ الإمام الدارقطني
إمام ثقة مكثر.
قال عنه الخطيب كما في تاريخ بغداد وهو تلميذ العشاري وأعرف به من غيره قال عنه:
" كتبت عنه، وكان ثقةً صالحاً ".
وقال ابن أبي يعلي في طبقات الحنابلة:
" كان العشارى من الزهاد "
وقال السمعاني:
" كان صالحا سديد السيرة مكثرا من الحديث " ا. هـ
ووثقه ابن الجوزي فقال: " وكان ثقة دينا صالحا "
وقال الذهبي: " كان فقيها عالما زاهدا خيّرا مكثرا "
وقال عنه: " الشيخ الجليل، الأمين "
وقال ابن كثير: " وكان ثقة دينا صالحا "
ووثقه الحافظ ابن ناصرالدين الدمشقي
وكذا وثقه السيوطي
وقال ابن العماد عنه: " الصالح ... كان فقيها حنبليا .. وكان خيرا عالما زاهدا "
وترجم له الصفدي وذكر صلاحه عن الخطيب ولم يجرحه
ومن صلاحه أنه كان يُستسقى به في صلاة الاستسقاء
فرجل يُعدّل كل هذا التعديل هو ثقة حجة.
وقد تكلم فيه الإمام الذهبي بمحض الظن وبما لم يسبق به وبما يعارض كلام كل من سبقه فقال كما في الميزان:
" شيخ صدوق معروف، لكن أدخلوا عليه أشياء فحدث بها بسلامة باطن، منها حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء ومنها عقيدة للشافعي " ا. هـ
ثم ذكر الذهبي حديثا آخر كمثال على ما أدخل على العشاري فقال:
" ومنها: قال: حدثنا ابن شاهين، حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا شاذان، حدثنا سعد بن الصلت، حدثنا هارون بن الجهم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن على، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة فأمر عليا أن يضرب أعناقهم، فهبط جبرائيل فقال: لا تضرب عنق هذا.
قال: لم؟ قال: لانه حسن الخلق سمح الكف.
قال: يا جبرائيل، أشئ عنك أو عن ربك؟ قال: بل ربى أمرنى بذلك.
هارون أيضا ليس بمعتمد " ا. هـ
ثم ساق الذهبي حديث فضل عاشوراء الذي ظن أنه أدخل على العشاري
ثم قال: قلت: " ليس بحجة " ا. هـ
¥