وقال (2/ 694 - 702): (وفي هذه السنة والتي قبلها ظهر مع جماعات الأخذ في جانب الصحابة رضي الله عنهم، ولم يُعرف لأحد في الزمان المتقدم، وكان سبب ذلك أبيات قالها الفقيه صالح المقبلي الثلائي، فحصل هذا الأخذ في الصحابة، والتّجاري في السِبابة، وحصل مع ذلك أيضاً الأخذ في الأئمة كالهادي والإمام المهدي، وقالوا: خالفوا زيد بن علي، ومن تأخر منهم معتزلي .. إلى غير ذلك. وكان السيد أحمد الآنسي خبيث العقيدة رافضيًا فقال:
إذا غضبت أمنا فاطمة
فكيف نرضي عن المغضيين
وفيم التحرج من لعن من
ومن كان خصماً لبنت الرسول
وماتت بغُصَّتها الدائمة
لها كالإبل السائمة
على لعنه حجة قائمة
فهي له في غد خاصمة
فأجبت عليه:
لقد رضيت أمنا فاطمة
فرضينا لرضاها عن المغضبين لها
فكيف التحرج عند الترضي بمن
ومن كان خَلفاً لبنت الرسول
وماتت ولم تك باللائمة
لا كالإبل السائمة
في اللعن له حجة قائمة
فهي له في غدٍ خاصمة
وقال أحمد الآنسي المذكور في قصيدة أخرى:
وترى النواصب كل نص
فحديث يوم غدير خم
لم يختلف فيه الأُلى
ولوى الذي قد غا
واللفظ مشترك لديك
أنَسِيْت تخصيص المقا
في أبي حسن خفيَّا
لم يزل أبداً جليَّا
شهدوه نقلاً أوليا
ب عنه لسانه للنصب ليَّا
كنا نظنك ألمعيَّا
م أراك يا لغوي نسيا
فأجبت عليه بشعر ضعيف:
قد رميتَ أئمة بالنصب
هم بأجمعهم يرون
ابحث كتبْهم إن كنت تعرفها
قد صرح المنصور بالله وغيره
انسيت تخصيص المقام بأنه
هذي المعاني والأصول
في الفِرَق ثابت الدلالة
يا من نظنك ألمعيَّا
ذاك النص نصاً خفيا
تجدْ ما قلتهُ جليا
في كتبهم راجعها أوَّليا
للدليل أي كان خفيا
إليك راجعها مَليَّا
والدليل وما ذاك الجَليَّا
وكل هذا السب والقصائد من هؤلاء في هذا العصر نشأ من بيتين أنشأهما الفقيه صالح بن مهدي المقبلي، أصله من جبل تيس، ثم استقر بمدينة ثلا المحروسة، فقال فيها:
قَبَح الإلَه مُفرقاً
من كان هذا دينه
بين الصحابة والقرابة
فهو الشقي بلا استرابة
فلما وقف عليها السيد أحمد الآنسي أنشأ هذه القصائد، وخص الجواب على هذين البيتين بقصيدة قال فيها:
تُربٌ بفيك وجندل
ماذا خصصت أبا تُراب
ماذا وفَرتَ على الذُّؤَابة
به إذا سَاوى تُرابَه
وقال فيها:
أما الذي آذى النبي فيهم
ورقى منابرهم وقال أنا
قد جادبهم ثيابه
الولي وذو الحجابة
إلى آخرها، وفيه سب تحاشيت عن ذكره.
وجوابها ما أجبت به:
لا جهل أعظم من جهل ذا
أفك الصحابة بالفِرا فحسبُه
جحد الذي أتى عن النبي
وخصوصه بالرفع عن الخطأ
إجماع آل محمد خالفته
لا شك أن مخالف الإجماع
المُستراب بما أرابه
أخذاً بظاهر ما أصابه
وكذا القرابة
ولا خلابة
فيما أتيت من السبابة
هو الشقي بلا استرابة
وقال السيد أحمد الآنسي أيضاً:
أتحرق عم المصطفى ووصيه
فأين بحبل الله أو بنييه
وماذا الذي أبقى لأم جميل أو
وما الفرق في بين فعلين مستويين يا
وما فاعل إلا تراه كفاعل
وفاطمة وابناها كما جاء في النقل
تمسك من يخطب لأهليه بالحبل
أبي لهب أو ما بقى لأبي جهل
أخا العلم والإنصاف عن نظر قل لي
إذا اتحد الفعلان والمثلان كالمثل
جوابه هو ما أجبت به:
لا حريق صح لعم المصطفى ووصيه
به قال شراح البلاغة والأُلى
فما فاعل إذا صح كفاعل
فذا الفرق في الفعلين يا
وفاطمة وابنيها كما جاء في النقل
ومن كان في العلم كامل في العقل
ولا اتحاد ولا مثل كالمثل
أخا العلم والإنصاف في النقل
انتهى والله الموفق للصواب.
وزاد على السيد أحمد الآنسي حسن بن علي بن جابر الهَبَل بما هو أعظم وأكبر من قوله أخزاه الله، وعاد لعنه عليه فيما لعنه:
العن أبا بكر الطاغي وثانيه
ثلاثة لهم في النار منزلة
يا رب فالعنهم والعن مُحبَّهم
تقدموا صِنْو الرسولِ واغتصبوا
والثالث الرجس عثمان عفان
من تحت منزل فرعون وهامان
ولا تُقِمْ لهم في الخير ميزانا
ما أحلَّ ابنته ظلماً وعدوانا
وقد أجاب عليه السيد لطف الله بن علي بن لطف الله بن مطهر بن شرف الدين والفقيه حسن الفضلي الآنسي. فمن جواب السيد لطف الله قوله:
تَبَّتْ يدا حسنِ ثاني أبي لَهَب
أضحى مع الكافرين الطُّغم في سَقَرٍ
يا ميتة السوء مات الرجس فاضحة
قد خالف الله ثم المصطفى سَفَهاً
قد أُصْليَا لَهَباً مُحْمى ونيرانا
مأواه من تحت فرعون وهامانا
ولًَّى مصراً على العصيان خوانا
والمؤمنين معاً ظُلماً وطُغيانا
¥