تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلى آخرها. ولهذا الرافضي ديوان يتضمن الشتم للصحابة عليهم الرضوان، قد أضل به كثيراً من إخوانه الرافضة والطغيان والجهال، الذي قد ثبت أن أجهل الناس مَنْ سب الصحابة، وزاد هذا الرافضي بما لم يتفوّه به رافضي قبله في قوله (والعن محبهم) لأن الله تعالى يقول: (فَسَوْفَ يَأتي اللهُ بِقومٍ يُحبُّهمْ ويُُحبُّونَهُ) وبالإجماع من المفسرين أنها نزلت في أبي بكر لمّا قاتل أهل الردة من بني حنيفة وغيرهم، لأن الآية في المائدة في سياق قوله تعالى: (مَن يَرْتَدَّ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأتي اللهُ بِقَومٍ يُحبُّهم ويُحِبُّونَهُ)، وهو خطاب للمؤمنين، وحصلت الردة بعد موته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ممّن كان أسلم في حياته، وهم مثل: بني حنيفة، وجماعة باليمن وعُمان ارتدوا، فقاتلهم أبوبكر بسبب ذلك، لم يقاتلهم غيره رضي الله عنه. فالله تعالى حكم بأنه يحبهم، أعني الذين قاتلوا أهل الرِّدّة، الذين منهم أبوبكر وقومه كأبي موسى الأشعري وأصحابه وغيرهم، فقد أتى هذا الرافضي شططاً عظيماً وقولاً جسيما ما قال به أحد من الرافضة قبله، ولكن ما عصي بشيء أعظم من الجهل، فإن الرجل كان شاباً، ورأى بعض المتشابهات من أقوال الرافضة، فقال من حيث لا يدري بالمقيدات، وبالمرويات الصحيحات، ولم يخالط العلماء، ويسأل ويأخذ الحقيقة، ويستكشف المُشكل، بل وقع فيما وقع فيه، فلا قوة إلا بالله، نعوذ بالله من الجهل، ونسأله الثبات الذي وعد به تعالى بقوله تعالى: (يُثَبِّتُ الله الذينَ ءَامَنوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخِرة)، ونعوذ بالله من الضلال، ومما بلغ بهذا الرافضي من المزال، ونستغفر الله من حكاية لفظه وكَتْبِه، لكن ذلك كله لأجل لا يغتر به من يغتر من الجُهَّال، لأن قد صار ديوانه وأقواله منقولة مع الجهال من إخوانه الرافضة والله أعلم.

والرافضة هذا الزمان الذين من الزيدية كثير، إلا أن منهم من يتستر بمذهبه، ولا يُظهره عن سائر الزيدية غير الرافضة، ولم يُظْهِر الرفض إلا هذا حسن بن علي الرافضي والسيد أحمد الآنسي والسيد صلاح بن محمد العبالي والفقيه أحمد بن عبدالحق الحيمي ويحيى بن المؤيد، فهؤلاء الذين أظهروا الرفض والشتم للصحابة رضي الله عنهم، وباؤوا بآثامهم، وكبيرهم الذي أفظع حسن بن علي بن جابر الهبل لا رحمه الله. وعندما جرى هذا ترجَّح للفقيه صالح المقبلي الثُّلائي اليمني أن باع أملاكه، ورحل بأولاده إلى مكة، واستقر بها ودخل في مذهب الشافعي رحمه الله.

وللفقيه الفاضل حسن بن علي الفضلي في الرد على حسن بن علي بن جابر:

امدح أبا بكر السّامي وثانيه

والثالث الحَبر عثمان بن عفانا

ثلاثة لهم في الخُلدِ منزلةٌ

يا رب فلتجزِهم ولتجزِ مادحهم

قد آثروا صنو خير الرسُل واعترفوا

حُفَّت بمنزل موسى ابن عِمرانا

يومَ القيامة فوق الناس بُنْيَانَا

بِكُلّ حَقٍ له سِراً وإعلانا

وقد جرى مع كثير ممن ولع بسبب الصحابة رضي الله عنهم سوء الخاتمة، نعوذ بالله من سوء الخاتمة، ونسأله أن يرحمنا بصلاح الخاتمة والرضا والتوفيق. أخبرني الثقة أن هذا حسن بن علي بن جابر لما ذُكر له في مرض موته التوبة، فقال: ذاك هو الذي يلقى الله به، وأن ذاك سببه على علي بن أبي طالب، هو الذي ترك حقه، وأنه قد عَصى بترك حقه، وربما سبه، فاعجبْ وانظر كيف خُتِم له سب الصحابة من أجل علي، ثم طغى إلى سب علي رضي الله عنه.

وكان رجلاً يقال له الفقيه صلاح القاعي، من رافضة الهدوية، لما حضرته الوفاة قال لزوجته: إنها تنادي أن الفقيه صلاح القاعي مات كافراً، هكذا روى لي هذا السيد لطف الله بن علي عنها. وروى هذه الرواية الأخرى عن صهره محمد بن حسن الحيمي وهو ممن حَضَرَ مَوْتَ خاله صلاح القاعي المذكور. ولما مات محمد صالح العجمي الرافضي من الاثني عشرية قال الراوي: أنه ظهر في لسانه سواد عظيم، قال الراوي: وكثير من الرافضة وغالبهم أو جميعهم تكون خواتمهم خواتم سوء، فنسأل الله السلامة والأمان من العذاب. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير