تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ج: اختلف العلماء في عدهم لأقسام وطرق التصوف اختلافاً واسعاً، وهذا الاختلاف سببه تنوع مصادر الصوفية وتنوع أفكارهم، فبعض الصوفية تابعون للمذهب الإشراقي، الذي يدعي أن المعرفة والعلم تقذف في النفس بسبب طول المجاهدة الروحية، إذ يحصل لها بذلك فيض وإشراق إلهي، ومذهبهم أشبه ما يكون بالمذهب البوذي، وقسم آخر بعض العلماء يعبر عنهم بصوفية الحقائق، وهم من صفوا من الكدر وامتلئوا من الفكر كما يدعون، على طريقة الفلسفة الهندية، وقسم آخر من الصوفية قائلون بالحلول، وصوفية وحدة الوجود هم القائلون بأن الموجودات كلها تمثل الباري عز وجل، وفى أولهم ابن عربي وهو من المؤسسين لمذهب وحدة الوجود، وقد قسم شيخ الإسلام الصوفية إلى ثلاثة أقسام هم:

1 - صوفية الحقائق

2 - صوفية الأرزاق: هم الذين وقفت عليهم الوقوف كالخوانك، فلا يشترط في هؤلاء أن يكونوا من أهل الحقائق فإن هذا عزيز، وأكبر أهل الحقائق لا يتصدون بلوازم الخوانك ولكن يشترط فيهم ثلاثة شروط, وهي: وجود العدالة الشرعية فيهم , والتأدب بآداب الشرع , وألا يكون متمسكاً بفضول الدنيا.

3 - صوفية الرسم: هم المقتصرون على النسبة، فهمُّم في اللباس والآداب الوصفية ونحو ذلك، أي أنهم يتشبهون بالصوفية في الظاهر ويعرفون أقوالهم، ولكنهم خارجون عن طريقهم همهم جمع الأموال والاحتيال على الجهال بأمرهم.

والطرق الصوفية لم تقف عند حد أو مفهوم، فهي دائماً في ازدياد وتجدد؛ إذ كل من ابتدع طريقاً، وجد له أتباعاً يتسمون باسمه أو باسم طريقته، وزعماء الصوفية في مجموعهم يحرصون حرصاً شديداً على هذه الزعامة الروحية، ووصل بهم الحرص عليها أن جعلوها وراثية.

س: ما هي الطريقة التجانية؟

ج: هذه الطريقة التي لها الأمر والنهى في أقطار كثيرة من بلاد أفريقيا بخصوصها، وهى نسبة إلى شخص يسمى أحمد بن محمد بن مختار التجاني. ولد سنة 1150هـ، بقرية عين ماضي، وينسب إلى بلدة تسمى "بني تجين" من قرى البربر، ولقد ادعى أموراً كثيرة منها:

1 - ادعى أنه خاتم الأولياء جميعاً، وزعم أن الولاية لها ختم كختم النبوة.

2 - أنه الغوث الأكبر في حياته وبعد مماته.

3 - أن أرواح الأولياء منذ آدم إلى وقت ظهوره، لا يأتيها الفتح والعلم الرباني إلا بواسطته هو.

4 - زعم متطاولاً أن قدمه على رقبة كل ولي لله تعالى منذ أن خلق آدم إلى النفخ في الصور.

5 - أنه هو أول من يدخل الجنة هو وأصحابه وأتباعهم.

6 - أن الله شفعة في جميع الناس الذين يعيشون في قرنه الذي عاش فيه.

7 - أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاه ذكراً يسمى "صلاة الفاتح" يفضل كل ذكر قرئ في الأرض ستين ألف مرة بما في ذلك القرآن الكريم.

ثم لم يقف التجاني عند هذا الحد بل زعم أيضاً أن أتباعه لا تكتب عليهم سيئات ما عملوا، بل يدخلون الجنة مهما عصوا وبغير حساب ولا عقاب، ثم جاء من بني على هذا الواقع الفاسد وزعم أنه صاحب الفيض التجاني الذي بشر به التجاني، ومن هؤلاء الذين ادعوا هذا الفيض المزعوم الحاج إبراهيم السنغالي، والذي كان له شأن عظيم وحركة قوية، وبسط دعوته تلك في أصقاع واسعة من القارة الأفريقية.

س: ما هي ادعاءات التجاني؟

ج: ادعى التجاني أنه يرى الأنبياء كلهم، وأنه يعلم الغيب لكل أمر مهما كانت دقته ويعلم ما في قلوب أصحابه، وأن الشيخ الواصل يرى الله علانية في كل وقت مع انتفاء الغير والغيرية بينهم، ومن ادعاءاته أيضا الحلول والاتحاد، وأن معرفة الولي أصعب من معرفة الله، ولو كشف عن حقيقة الولي لعُبد، والتوحيد عند التجانية يقتضي شعور الشخص أنه هو الله لا فارق بين ذاته وذات المولى عز وجل وأن ينسى جسمية نفسه تماماً، أن نزول الوحي على القطب من الله لكن بواسطة الحقيقة المحمدية وإن رآه من الله فقد خدع ولبس عليه، واعتبارهم التوحيد الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إلحاداً، وأن القطب الصوفي لا يستطيع أن يسمع كلام الناس بعد أن يسمع كلام الله له إلا بعد فترة نقاهة وسماعه لكلام الله أعلى من سماع الأنبياء له، والجنة في نظر الصوفية لا قيمة لها، وأن الملائكة والشياطين والجنة والنار – بل والكون كله – مخلوق من روح محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك تطاول التجاني على الصحابة وكل من جاء بعدهم، وأن الصوفي له قوة الخلاق العظيم كما يرى التجاني، وأن كل من داوم على أذكارهم إلى الممات،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير