تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإنه يدخل الجنة بغير حساب ولا عقاب هو ووالداه وأزواجه وذريته، وكذلك من حصل له النظر في التجاني يوم الجمعة أو الاثنين يدخل الجنة بغير، حساب ولا عقاب، والسبب في تخصيص يوم الجمعة والاثنين بحصول هذا الفضل العظيم، هو اعتقاده أن الجمعة خلق آدم والاثنين خلق فيه محمد صلى الله عليه وسلم، وقالوا كذلك بالتثليث، وهو الشيخ، الله، الرسول، وادعوا كذلك أن الأولياء يرون النبي يقظة لا مناما، والصوفية باطنية ويفضلون العلوم الباطنية على العلوم الإسلامية، وقد شرح وصف التجاني للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه اللوح المحفوظ، وأن أحوال يوم القيامة وأحوال الشؤون والأمور والاعتبارات واللوازم والمقتضيات كلها ليس في اللوح المحفوظ منه شيء إلا أمور قليلة، وأما هو صلى الله عليه وسلم فإنه جمع في حقيقته المحمدية كل ما أحاط به علم الله تعالى من الأزل إلى الأبد.

س: ما هي المراتب الصوفية؟

ج: المرتبة الأولى: مرتبة الاستهتار بذكر الله تعالى حتى يقع صاحبها في الذهول عن الأكوان، والطمأنينة بذكر الله تعالى مستغرقاً جميع أوقات دهره، وهم الأولياء.

المرتبة الثانية: لباس الحلة الملكية، وهي فوق هذه المرتبة؛ وهي أن يتصف صاحبها بأحوال الملائكة.

المرتبة الثالثة: وهى فوق هذه، وهى لباس الحلة الإلهية؛ لا تذكر ولا يعلمها إلى من ذاقها، وصاحبها هو الذي يطلق عليه اسم الصديق فهي ضرب من النبوة، أو هي النبوة بعينها، وهم العارفون والصديقون.

س: ما هي جوهرة الكمال عند التجانيون؟

ج: يسميها التجانيون صلاة جوهرة الكمال، وزعموا أن لهذه الصلاة أو الدعاء خواص لا يقدر لها قدر، فقراءتها مرة واحدة تعادل تسبيح العالم ثلاث مرات، أن من قرأها سبعاً فأكثر، يحضره روح النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة، وأن من لازمها أزيد من سبع مرات يحبه النبي محبة خاصة، ولا يموت حتى يكون من الأولياء.

الفصل الثامن: الخلوات الصوفية ومنها الخلوات التجانية

س: ما الدليل على الخلوات الصوفية حسب زعمهم؟ وما الرد عليهم؟

ج: يستدلون بما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: " .... ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه".

والجواب على هذا أن خلوة الرسول صلى الله عليه وسلم إنما كانت لتحبيب الله عز وجل له ليهيئه لحمل الأمانة العظمى، وهذه الخلوة كانت قبل أن يؤمر بتبليغ الناس الدين الإسلامي، ولم يأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أشار إليها ولا استحسنها لأمته على الطريقة الصوفية، ولم يفعلها أحد من الصحابة ولا من بعدهم من التابعين لهم بإحسان، والخلوة الصوفية تنافي ما هو ظاهر من الشريعة الإسلامية، بالاكتساب وبدعوة الناس ومخالطتهم.

س: ما هي مدة الخلوة الصوفية؟

ج: يقول الفوتي: "وأكثرها عند القوم لا حد له، لكن السنة تشير للأربعين بمواعدة موسى صلى الله عليه وسلم، والقصد في الحقيقة الثلاثون.

س: ما هي شروط الخلوة الصوفية؟

ج: أن يعود نفسه قبل دخولها السهر والذكر وخفة الأكل والعزلة، وأن يكون دخول الخلوة بحضور الشيخ، وأن يعتقد في نفسه أن دخوله الخلوة إنما هو بقصد أن يستريح الناس من شره، وأن يدخلها كما يدخل المسجد، وأن يدخل الشيخ الخلوة ويركع فيها ركعتين، وأن يعتقد عند دخوله الخلوة أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وألا يتلهف كثيراً على كثرة ظهور الكرامات، وأن يكون غير مستند إلى جدار الخلوة ولا متكئاً على شيء، وأن يشغل قلبه بمعنى الذكر على قدر مقامه، وأن يداوم الصوم؛ لأنه يؤثر في تقليل الأجزاء الترابية والمائية فيصفو القلب، وأن تكون الخلوة مظلمة، وعليه بدوام الضوء والسكوت إلا عن ذكر الله تعالى، أن تكون الخلوة بعيدة عن حس الكلام وتشويش الناس عليه، وكونه إذا خرج للوضوء والصلاة يخرج مطرقاً رأسه إلى الأرض غير ناظر إلى أحد، وأن يحافظ على صلاة الجمعة والجماعة، والمحافظة على الأمر الوسط في الطعام، وألا ينام إلا إذا غلبه النوم، وعليه أن ينفي الخواطر عن نفسه، دوام ربط القلب بالشيخ وترك الاعتراض عليه، وأنهم في أثناء خلوتهم لا يفتحون أبواب خلوتهم لمجيء الناس وزيارتهم والتبرك بهم، وأنه إذا شاهدوا أشياء تقع لهم في اليقظة أو بين النوم واليقظة فلا يستقبحون ذلك ولا يستحسنونه، بل يعرضون ذلك على الشيخ، وعليه دوام الذكر والأذكار والإخلاص وألا يعين مدة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير