تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإذا أردت يا أخي الكريم المزيد فارجع إلى كتاب "هذه هي الصوفية" للشيخ عبد الرحمن الوكيل، كما أشار إلى ذلك المؤلف حفظه الله تعالى.

وجزاك الله خيرا

ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[25 - 12 - 09, 06:55 م]ـ

اخي احمد بارك الله فيك وزادك فضلا وعلما.

مما لا شك فيه ان عقيدة وحدة الوجود عقيدة كفرية شركية لا يختلف في هذا عوام الناس فضلا عن علمائهم.

حتى ان المرء يستحي ان ينقل عبارات اصحابها لما فيها من الكفر الصراح والشرك البين الممزوج بسوء الادب مع رب العالمين.

بناءا على هذا حكم العلماء على كفر كل من اعتقد هذه العقيدة بلا تردد ولا شك.

ومع مطالعتي لموضوعك الطيب لفت انتباهي قول صاحب الكتاب في الامام ابو حامد الغزالي انه كان يتبى هذه العقيدة وبانه ذكرها في عدة مواطن من كتبه.

وهذه دعوة عريضة لا بد لها من الادلة الواضحة البينة. لانها على حسب علمي القاصر مسالة كفر وايمان.

فطالبتك ان تنقل لي المواطن التي صرح فيها الامام بهذه العقيدة.

فنقلت ما نقله الكاتب. لكن للاسف على حسب علمي القاصر عبارات الامام لا تصل الى ما رماه به الكاتب.

تصوف الامام ابو حامد الغزالي وشطحاته المذكورة في الاحياء وغيره مما لا شك فيه قد بين جملة منه الامام ابن الجوزي وابن قدامة في مختصرهما على كتابه. وهذا غاية ما يستفاد من نقلك المبارك اخي.

اما في تعليق الكاتب على قول ابي حامد /

لا يرى في الوجود إلا واحداً، هذا هو عين القول بوحدة الوجود.

اظنه خطا. فالامام يتكلم هنا على المرتبة الثانية من مراتب الفناء عندهم وهي مرتبة الفناء في شهود السوى.

وفرق بينها وبين الفناء في وجود السوى.

فالاولى بدعة صوفية. والثانية عقيدة كفرية شركية.

وهاك كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه تقريب التدمرية يوضح فيه اقسام الفناء عند الصوفية.

في الفناء وأقسامه

الفناء لغة: الزوال. قال الله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والإكرام) (الرحمن: 26 - 27).

وفي الاصطلاح ثلاثة أقسام:

الأول: ديني شرعي وهو الفناء عن إرادة السوى، أي عن إرادة ما سوى الله عز وجل بحيث يفنى بالإخلاص لله عن الشرك، وبشريعته عن البدعة، وبطاعته عن معصيته، وبالتوكل عليه عن التعلق بغيره، وبمراد ربه عن مراد نفسه إلى غير ذلك مما يشتغل به من مرضاة الله عما سواه.

وحقيقته: انشغال العبد بما يقربه إلى الله عز وجل عما لا يقربه إليه وإن سمي فناء في اصطلاحهم.

وهذا فناء شرعي به جاءت الرسل، ونزلت الكتب، وبه قيام الدين والدنيا، وصلاح الآخرة والدنيا، قال الله تعالى: (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) (الإسراء: 19). وقال: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل: 97). وقال: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً ويدرؤون بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد: 22). وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المنافقون: 9).

وهذا هو الذوق الإيماني الحقيقي الذي لا يعادله ذوق، ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" (66). وفي صحيح مسلم عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً" (67).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير