تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لجماعة سمَّوا هواهم سنَّة ... لجماعة حمر لعمري موكفة

ومقصوده في قوله حمر أي أنَّهم حمير!

ولهذا ردَّ عليه عدد من العلماء ومنهم البليدي قائلاً له ولأمثاله من المعتزلة:

هل نحن من أهل الهوى أو أنتمو ... ومن الذي منَّا حمير موكفة؟!

اعكس تصب فالوصف فيكم ظاهر ... كالشمس فارجع عن مقال الزخرفة

يكفيك في ردي عليك بأنَّنا ... نحتج بالآيات لا بالفلسفة

وعموما فإني لا أريد أن أنزل عن مستوى أخلاق أهل العلم وحملته بما يمكنني الرد عليه به من قواميس الشتائم، وأنواع السباب، فالمؤمن ليس شتَّاما ولا بذيئاً، فمن قال هذا القول ونطق به، فإنَّ هذا يعبِّر عن حقيقة خلقه، وكل إناء بما فيه ينضح، ولقد قال تعالى: (ستكتب شهادتهم ويسألون) ويقول تعالى: (ما يلفظ من قول إلاَّ لديه رقيب عتيد).

وأذكره بأنَّ من تجرأ على علماء المسلمين بدءاً بصحابة رسول الله، ومن تبعهم من أهل العلم الذين ساروا على درب أهل السنة والجماعة، فإنَّ الله تعالى منتقم منه ولو بعد حين، فلحوم أهل العلم مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ومن تتبعهم بالثلب والسب فسيبتليه الله بموت القلب: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).

وإني أقول: لقد تتبعت بعض كلام صلاح أبو عرفة في حق أهل العلم فوجدته والله قليل الأدب معهم، سيء الخلق في التعامل مع كلامهم، مستعل عليهم، ومستعجل في تخطئتهم، ويمكنني أن أضرب على ذلك عدَّة أمثلة، فمنها ما تحدَّث به في شريطه عن (آية الناقة التي ضيعها المسلمون ولم يفهمها المفسرون) كما فهم هو طبعاً، حيث قال في شريط له في الدقيقة الرابعة عشرة من الجزء الأول في الشريط، يقول وقد بدأ يقرأ من أحد التفاسير:

((مالها الناقة يا سيدي بدنا نحكي في الخراريف ... ))

ثم ذكر ما ورد من نقل لبعض الإسرائيليات وقال:

((شو هالحكي يا شيخ مالنا ما لنا ليش الكذب .. الله يعين الي كتب على اللي كتبه ..

واللا كيف فكرك ضاع الدين يا شيخ .. شفت يا سيدي وين راح الدين ..

واللا كيف بدي أسحرك يا شيخ وأعميك .. ))

وإني أقول للأخ القارئ:انظر لكلامه وهو يقرأ في تفسير بعض كتب أهل العلم، وكيف يتعامل معهم، حتَّى إنَّ ألفاظه لا تنم ولا تدل على رجل يحترم أهل العلم، ويتحدث بالعامية التي لا تليق برجل يمتثل القرآن منهجاً.

فهو يقول عن ذلك المفسر: (كيف بدي أسحرك يا شيخ وأعميك) ويقول كذلك: (ليش الكذب).

فتأمل طريقة حديثه مع أهل العلم، ولنفترض جدلاً أن أهل العلم زلوا أو أخطؤوا أبمثل هذه الطريقة السوقية يتحدَّث هذا الرجل مع العلماء؟!

وانظر لكلامه في شريط ملخص آية الناقة وفي الدقيقة الثانية حيث يقول:

((وعندما تلونا لكم ما تلونا من الكتب ابن كثير والقرطبي والطبري في ناس بيعبدوها كما يعبدون القرآن يا شيخ ... ثم كفرت بالقرآن لتأتي بالصخرة ... ))

فتأمل كلامه:من الذي يعبد تفاسير العلماء من المعاصرين ومن السابقين؟ وهل من أمثلة على ذلك قديماً وحديثاً؟

وكذلك في الشريط آنف الذكر نجده يتحدث في الدقيقة الثامنة: ((تتمخض عن ناقة جوفاء هيك في التفسير عند ابن كثير وعندهم رحمة الله عليهم جميعاً الله يصلحهم أنا ما معلش بدنا نسامحه، هو يعني أمام الله يتابع شو قال من وين قال ناقة جوفاء وبرآء عشراء حمراء ليش، بتعرف ليش هذا النفاخ، حتى يعمينا .. شو هذا الحكي، حتى تكبر الكذبة ... ))

فتأمل حديث أبو عرفة عن الإمام ابن كثير الذي شهد له بهذه الإمامة القاصي والداني، وهو يتحدث بهذه الطريقة السمجة ويقول عن هذا الإمام: (حتى يعمينا) و (حتى تكبر الكذبة)!

والعجب العجاب أنَّ عنده تلامذة متعصبين له ويفكرون بمثل تفكيره ويؤجّرون عقولهم له، وينتفضون لقيله وقاله إن اعترضه أحد ويسبونه بأنواع من السباب والشتائم، وأما أهل العلم فلا مانع من أن يقوم شيخهم بسبِّهم وشتمهم.

...

وأمَّا الجواب عن كلامه في موضوع الصفة وتعريفه لها حيث قال: (الصفة هي أن تقول في شيء ما لا تتبيَّن منه) و يقول كذلك: (إذا عبد الله بالاسم فقد عبده بالحق؛ وإذا عبده بالوصف فكأنَّه عبده بالتقريب، وذلك لأنَّ الوصف من التقريب والتقريب من الظن والظن لا يغني من الحق شيئا).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير