3. توحيد المعرفة والإثبات.
4. توحيد العلم والخبر.
ما سبب هذه التسميات؟
- سُمِّي بتوحيد الوسيلة لأن المعرفة بهذا التوحيد حجة لأن يُنفذ العبد الغاية من خلقه، ولا يكفي إثباته لدخول الجنة، فلو قال أحد: أنا أؤمن بأن الله خالق وأن له الأسماء وله الصفات، ولم يعبد الله تعالى ولم يوحد الله في العبادة لا يدخل الجنة، فعند البخاري من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى" فالحصول على الجنة سببه الطاعة والعبادة، فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "من أطاعني دخل الجنة"، ولم يقل: من آمن بأن الله هو الخالق وآمن بالأسماء والصفات.
إذاً، فالإيمان بالربوبية وبالأسماء والصفات سُمي بتوحيد الوسيلة على اعتبار أن العبد إذا وحَّد الله في هذا النوع من التوحيد يجب عليه أن يُنفِّذ النوع الآخر وهو توحيد الغاية أو توحيد الألوهية.
أما من يجعل غايته من التوحيد البحث عن وجود الله والتعرف على أوصافه بقوانين العقل أو الذوق، كما هو الحال عند الجهمية والصوفية وأحفادهم من المعتزلة والأشعرية والماتريدية أو حتى بالرجوع إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فهذا كله عند السلف وسيلة لتحقيق العبادة من خلال معرفة المعبود، فتوحيد العبادة يدل على توحيد الربوبية والأسماء والصفات بالتضمن، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "وأما توحيد الربوبية الذي أقر به المسلم والكافر وقرره أهل الكلام في كتبهم فلا يكفي وحده، بل هو الحجة عليهم كما بين ذلك سبحانه في كتابه الكريم في عدة مواضع، ولهذا كان حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا"
- وسُمي بتوحيد العلم والخبر لأن إثبات هذا النوع من التوحيد غير مبني على العقل وتقديم العقل على النقل، ولكنه مبني على العلم بالأخبار التي جاءتنا عن الله تعالى، فيأتينا الخبر فنصدقه، فباب المعرفة بهذا النوع من التوحيد هو النقل، فمعرفة أسماء الله وأوصافه والقضاء والقدر يكون عن طريق النقل، وسُمي توحيد المعرفة والإثبات على هذا الأساس.
وهذه الاصطلاحات ظهرت كرد فعل على كلام المعتزلة الذين قالوا أننا نعرف التوحيد عن طريق العقل، فنقول لهم: لا، التوحيد ومعرفة الأسماء والصفات عن طريق النقل، فلا بد من تصديق الخبر، فطريق المعرفة هو أن تُثبت ما أثبته الله لنفسه، فسمي بتوحيد المعرفة والإثبات، أي توحيد الله تعالى عن طريق إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، وهذا ما سنعرفه بعد ذلك.
وسُمي بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات لأنه مبني على أن تُثبت ربوبية الله لخلقه، بأنه الخالق الذي دبَّر الأشياء بتدبيره الكوني والشرعي، لأن معنى الربوبية يقوم على هذين الركنين، وكذلك توحيد الأسماء والصفات بسبب أنه ليس هناك آية من الآيات إلا وستجد فيها إما دعوة إلى توحيد العبادة أو توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء والصفات.
نكتفي بذلك، ونلتقي في المحاضرة القادمة بإذن الله تعالى، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[16 - 10 - 10, 02:22 م]ـ
هل لك ان تعطينا رابط تحميل المسموع بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الله أحمد بن محمد]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:44 م]ـ
من أول من قسم التوحيد
وهل أمرنا الله ورسوله بقسيم التوحيد
وما هو حكم هذا التقسيم
وقد روي عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال على المنبر:
بلغني أن أقواما يحدوثونكم أحاديث ليست في كتاب الله ولا في سنة رسول الله فأولئك جهالكم
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:58 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...CA%E6%CD%ED%CF
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5102
روابط ذات صلة
افتح لتستفيد وترفع عنك الاشكال بارك الله فيك