قال رحمه الله: وأما من أثبت الصفات المعلومات بالعقل والسمع وإنما نازع في قيام الأمور الاختيارية به كابن كلاب ومن اتبعه فهؤلاء ليسوا جهمية بل وافقوا جهما في بعض قوله وإن كانوا خالفوه في بعضه وهؤلاء من أقرب الطوائف إلى السلف وأهل السنة والحديث
النبوات (143)
وقال رحمه الله: وأما ابن عقيل فإذا انحرف وقع فى كلامه مادة قوية معتزلية فى الصفات والقدر وكرامات الأولياء بحيث يكون الأشعرى أحسن قولا منه واقرب إلى السنة. فإن الأشعرى ما كان ينتسب إلا إلى مذهب أهل الحديث وإمامهم عنده أحمد بن حنبل , وقد ذكر أبو بكر عبدالعزيز وغيره فى مناظراته ما يقتضى أنه عنده من متكلمى أهل الحديث لم يجعله مباينا لهم ,وكانوا قديما متقاربين إلا أن فيهم من ينكر عليه ما قد ينكرونه على من خرج منهم إلى شىء من الكلام لما فى ذلك من البدعة مع انه فى أصل مقالته ليس على السنة المحضة بل هو مقصر عنها تقصيرا معروفا.
و الأشعرية فيما يثبتونه من السنة فرع على الحنبلية كما أن متكلمة الحنبلية فيما يحتجون به من القياس العقلى فرع عليهم , وإنما وقعت الفرقة بسبب فتنة القشيرى ولا ريب أن الأشعرية الخراسانيين كانوا قد انحرفوا إلى التعطيل وكثير من الحنبلية زادوا فى الإثبات.
وصنف القاضى أبو يعلى كتابه في إبطال التأويل رد فيه على ابن فورك شيخ القشيرى وكان الخليفة وغيره مائلين إليه فلما صار للقشيرية دولة بسبب السلاجقة جرت تلك الفتنة وأكثر الحق فيها كان مع الفرائية مع نوع من الباطل وكان مع القشيرية فيها نوع من الحق مع كثير من الباطل
مجموع الفتاوى (6
53 - 54)
وقال: وأما الأشعرية فلا يرون السيف موافقة لأهل الحديث وهم فى الجملة اقرب المتكلمين إلى مذهب أهل السنة والحديث.
مجموع الفتاوى (6
55)
وقال رحمه الله: وإن كان في كلامهم من الأدلة الصحيحة وموافقة السنة ما لا يوجد في كلام عامة الطوائف، فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة والحديث، وهو يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم.
بيان تلبيس الجهمية (2
87)
هـ -ثناؤه على الباقلاني
وقال رحمه الله: وقال القاضى أبو بكر محمد بن الطيب الباقلانى المتكلم وهو أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعرى ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده قال فى كتاب الإبانة تصنيفه: فإن قال قائل فما الدليل على أن لله وجها ويدا؟ قيل له: قوله {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} وقوله تعالى: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} فأثبت لنفسه وجها ويدا؛ فإن قال: فلم أنكرتم أن يكون وجهه ويده جارحة إن كنتم لا تعقلون وجها ويدا إلا جارحة.
قلنا: لا يجب هذا كما لا يجب إذا لم نعقل حيا عالما قادرا إلا جسما أن نقضى نحن وأنتم بذلك على الله سبحانه وتعالى , وكما لا يجب فى كل شيء كان قائما بذاته أن يكون جوهرا لأنا وإياكم لم نجد قائما بنفسه فى شاهدنا إلا كذلك , وكذلك الجواب لهم إن قالوا يجب أن يكون علمه وحياته وكلامه وسمعه وبصره وسائر صفات ذاته عرضا واعتلوا بالوجود.
وقال:فإن قال فهل تقولون أنه فى كل مكان!
قيل له: معاذ الله بل مستو على عرشه كما أخبر فى كتابه فقال {الرحمن على العرش استوى} وقال الله تعالى {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} وقال {أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هى تمور} قال: ولو كان فى كل مكان لكان فى بطن الإنسان وفمه والحشوش والمواضع التى يرغب عن ذكرها ولوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة إذا خلق منها ما لم يكن وينقص بنقصانها إذا بطل منها ما كان ولصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض والى خلفنا والى يميننا والى شمالنا وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله
وقال أيضا فى هذا الكتاب: صفات ذاته التى لم يزل ولا يزال موصوفا بها هى الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والبقاء والوجه والعينان واليدان والغضب والرضا.
وقال فى كتاب التمهيد كلاما أكثر من هذا لكن ليست النسخة حاضرة عندى وكلامه وكلام غيره من المتكلمين فى مثل هذا الباب كثير لمن يطلبه وان كنا مستغنين بالكتاب والسنة وآثار السلف عن كل كلام.
مجموع الفتاوى (5
98 - 99) ودرء التعارض (3
208)
¥