أحدها: أن هذا التفسير لم يفسره أحد من السلف من سائر المسلمين من الصحابة والتابعين؛ فإنه لم يفسره أحد فى الكتب الصحيحة عنهم بل أول من قال ذلك بعض الجهمية والمعتزلة كما ذكره أبو الحسن الأشعرى فى كتاب المقالات و كتاب الإبانة
مجموع الفتاوى (5
144)
هـ - بيان أن الأشعري في آخر كتبه رد دليل الأعراض الذي يستدل به الأشاعرة على إثبات حدوث العالم.
قال رحمه الله: بل الأشعرى نفسه ذكر في رسالته إلى أهل الثغر أن هذا الدليل الذى استدلوا به على حدوث العالم , وهو الاستدلال على حدوث الأجسام بحدوث أعراضها هو دليل محرم فى شرائع الأنبياء لم يستدل به أحد من الرسل وأتباعهم وذكر فى مصنف له آخر بيان عجز المعتزلة عن إقامة الدليل على نفى أنه جسم وأبو حامد الغزالى وغيره من أئمة النظر بينوا فساد طريق الفلاسفة التى نفوا بها الصفات وبينوا عجزهم عن إقامة دليل على نفى أنه جسم بل وعجزهم عن إقامة دليل على التوحيد وأنه لا يمكن نفى الجسم إلا بالطريق الأول الذى هو طريق المعتزلة الذى ذكر فيه الأشعرى ما ذكر.
مجموع الفتاوى (5
290)
وقال رحمه الله: وأما الذين يقولون نثبت الصانع والخالق ويقولون أنا نسلك غير هذه الطريق كالاستدلال بحدوث الصفات على الرب؛ فإن هذه تدل عليه من غير احتياج إلى ما التزمه أولئك والرازي قد ذكر هذه الطريق.
وأما الأشعري نفسه فلم يستدل بها بل فى اللمع ورسالته إلى الثغر استدل بالحوادث على حدوث ما قامت به كما ذكره فى النطفة بناء على امتناع حوادث لا أول لها ثم جعل حدوث تلك الجواهر التي ذكر أنه دل على حدوثها هو الدليل على ثبوت الصانع و هذه الطريق باطلة كما قد بين
وأما تلك فهي صحيحة لكن أفسدوها من جهة كونهم جعلوا لحوادث المشهود لهم حدوثها هي الأعراض فقط كما قد بينا هذا فى مواضع
مجموع الفتاوى (16
456 - 457)
ز- بيان غلط من نسب إلى الأشعري أنه يقول بوقوع التكليف بما لا يطاق في الشريعة
قال رحمه الله: قيل أن العبد لا يكون قادرا إلا حين الفعل , وأن القدرة لا تكون إلا مع الفعل كما يقوله أبو الحسن الأشعري , وكثير من نظار المثبتة للقدر؛ فعلى قول هؤلاء كل مكلف فهو حين التكليف قد كلف مالا يطيقه حينئذ , وإن كان قد يطيقه حين الفعل بقدرة يخلقها الله له وقت الفعل , ولكن هذا لا يطيقه لاشتغاله بضده وعدم القدرة المقارنة للفعل لا لكونه عاجزا عنه , وأما العاجز عن الفعل كالزمن العاجز عن المشي و الأعمى العاجز عن النظر و نحو ذلك؛ فهؤلاء لم يكلفوا بما يعجزون عنه و مثل هذا التكليف لم يكن واقعا فى الشريعة باتفاق طوائف المسلمين إلا شرذمة قليلة من المتأخرين ادعوا و قوع مثل هذا التكليف في الشريعة , و نقلوا ذلك عن الأشعري وأكثر أصحابه وهو خطأ عليهم.
مجموع الفتاوى (8
470)
ح- بيان خطأ من زعم أن الأشعري يقول أن الكلام المنسوب إلى الله هو كلام جبريل.
قال رحمه الله: ويظن أن هذا قول الأشعرى بناء على أن الكلام العربي لم يتكلم الله به عنده, وإنما كلامه معنى واحد قائم بذات الرب هو الأمر والخبر إن عبر عنه بالعربية كان قرآنا , وإن عبر عنه بالعبرانية كان توراة, وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا , وهذا القول وإن كان قول ابن كلاب والقلانسى والأشعرى ونحوهم فلم يقولوا إن الكلام العربى كلام جبريل, ومن حكا هذا عن الأشعري نفسه فهو مجازف , وإنما قال طائفة من المنتسبين إليه
مجموع الفتاوى (12
557)
ط- بيان غلط من زعم أن الأشعري يرى التفاضل في كلام الله أو أنه يتبعض
قال رحمه الله: وأما نقل هذا القول عن الأشعري وموافقيه فغلط عليهم؛ إذ كلام الله عندهم ليس له كل و لا بعض و لا يجوز أن يقال هل يفضل بعضه بعضا أولا يفضل فامتناع التفاضل فيه عنده كامتناع التماثل , ولا يجوز أن يقال أنه متماثل ولا متفاضل إذ ذلك لا يكون إلا بين شيئين. مجموع الفتاوى (17
156)
ي- بيان غلط من نسب إلى الأشعري أنه يقول إن الله لم يكن قادرا على الفعل منذ الأزل
قال شيخ الإسلام: وأما قوله: (إنه قادر على الفعل لا يمنعه منه مانع) فكلامه يقتضي أنه لم يزل قادرا على الفعل لا يمنعه منه مانع , وهذا الذي قاله هو الذي عليه جماهير الناس , ولهذا أنكروا على من قال: لم يكن قادرا على الفعل في الأزل , وكان من يبغض الأشعري ينسب إليه هذا لتنفر عنه قلوب الناس , وأراد أبو محمد الجويني وغيره تبرئته من هذا القول كما قد ذكرناه في غير هذا الموضع.
درء التعارض (1
363)
هذا آخر ما سطره القلم والبحث في هذا الموضوع يحتمل أكثر مما ذكرنا لمن أراد التقصي , الله أعلم.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[25 - 10 - 10, 11:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً
نعم كلام صحيح، لكن عن أي أشعرية يا أخي يتحدث
عن الأشعرية المتبعيين لأهل السُنة والحديث في الجملة أمثال الأشعري والأصبهاني والباقلاني ونحوهم
أم يتكلم عن نفاة العلو والصفات والذين يقولون إن القرآن كلام محمد وغير ذلك من البدع!!
وما كتبه شيخ الاسلام في الرد عليهم أكثر بكثير مما نقلته أخي الكريم
وحسبك ما سطره شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى المجلد الخامس تحت عنوان "كتاب الرد على الطوائف الملحدة) فقد عقد فصلا كبيرا منه في الرد عليهم، وعلى الجويني وأغلظ عليهم في الرد.
وكذلك كلمة شيخ الاسلام الشهيرة حينما ألزموه بنفي العلو فقال: (أنا لو قلت بقولكم لكنت كافرا لكنكم لستم بكفار لأنكم عندي جهال)!!
وحينما ناظر اشعرياً فقالوا له: هل هو كافر، قال: بل قال كفرا
علام يدل هذا؟؟
بارك الله فيك
¥