(2) النوع الثاني ظلم النفس:هو ظلم الإنسان لنفسه بفعله للمعاصي و ارتكابه لها.
(3) النوع الثالث ظلم الغير: فهو ظلم الإنسان لغيره باعتدائه عليه أو سلب حقه.
الفائدةُ الثامنةُ:
* معنى لا إله إلا الله: لا: نافية للجنس. إله: إسم مبني على الفتح في محل نصب إسم لا. و معنى إله يعني مألوه، و المألوه هو المعبود فإن تأله هو التعبد.
و "إله" هذا أسم لا يعني لا معبود. لا تحتاج إلى إسم و خبر فاسمها إله و الخبر: الحبر محذوف وفي تقدير هذا الخبر المحذوف خلاف بين الناس، فأما أهل السنة الذين اتبعوا منهج سلف هذه الأمة و عرفوا الحق بدليله: فإنهم لا يشكون أن الخبر المحذوف تقديره (حق) يعني لا إله حق إلا الله. و يقولون: إن معنى ذلك أنه توجد معبودات أخرى غير الله تعالى، لكنها غير حق. كمال قال تعالى: (ذلك بأن الله هو الحق و أن ما يدعون من دونه الباطل).
* أما غيرهم فقالوا "لا إله موجود" وقدَّروا الخبر محذوف تقديره (موجود) يعني أنه لا معبود موجود إلا الله، و هذا خطأ بلا ريب، فإنه لا شك أنه توجد معبودات كثيرة غير الله، وأكبر دليل لذلك، حال المشركين الذين بعث الله تعالى إليهم نبينا محمد صلى الله عليه و سلم وكانوا في زمنه، فإنهم كانوا يعبدون مع الله غيره، و يصرفون العبادة لغير الله تعالى، و هذا كافٍ في إبطال ما فهموه، و هذه المسألة التي قد نظن أنها من أوضح ما تكون، و قد وقع في الخطأ فيها علماء كبار.
الفائدةُ التاسعةُ:
* نظم شروط لا إله إلا الله الشيخ حافظ حكمي بقوله في سلم الأصول هذه الشروط لا بد من حفظها يقول:
العلم و اليقين والقبول و الإنقياد فادري ما أقول
و الصدق و الإخلاص و المحبة وفقك الله لما أحبه
و قد نظمها قبله بعضهم فقال:
علم يقين و إخلاص و صدقك مع محبة وانقياد و القبول لها
الفائدةُ العاشرةُ:
* مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله خمسة أمور:
الأول: طاعة النبي صلى الله عليه و سلم.
الثاني: تصديقه فيما أخبر به.
الثالث: إجتناب ما نهى عنه.
الرابع: ألا تتعبد الله إلا بما شرعه لك صلى الله عليه و سلم.
الخامس: ألا تصرف له شيئاً من العبادة.
الفائدةُ الحاديةَ عشرة:
* (و روح منه) يعني روح ابتدأت من الله تعالى، خلقها الله تعالى و ما أُضيف إلى الله تعالى، يذكر أهل العلم له قاعدة، فيقولون:
(1) ما أُضيف إلى الله تعالى من عين قائمة بنفسها: مثل (أن عيسى روح من الله) كما قال تعالى: (ناقة الله وسقياها) يقول أهل العلم: إن كان هذا الشيء المضاف إلى الله عين قائمة بنفسها مستقلة فتكون من باب إضافة المخلوق إلى الخالق، فمعنى روح منه: روح مخلوقة من الله، و معنى (ناقة الله): يعني الناقة التي خلقها الله. و معنى (أن عيسى روح من الله): أي أنه مخلوق لله تعالى.
(2) أما إذا كان المضاف إلى الله تعالى معنىً يقوم بغيره متصلاً به: فهذا أيضاً من باب إضافة المخلوق إلى الخالق، مثل ما أضفنا إلى الله تعلى روح أو علم، نبي من أنبياء الله، كما في هذا الحديث، و روح منه، فهذه الروح لا تقوم بنفسها إنما تقوم بمن؟ بعيسى فتكون من باب أيضاً إضافة المخلوق إلى الخالق.
(3) الثالثة أن نضيف إلى الله تعالى صفةً لا تقوم بنفسها: مثل: كلام الله، و وجه الله، وقدرة الله، و عزة الله، فهذه من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، فتكون من صفات الله تعالى.
الفائدةُ الثانيةَ عشرةَ:
* معنى قوله صلى الله عليه و سلم (أدخله الجنة على ما كان من العمل) اختلف فيه أهل العلم على قولين:
(1) القول الأول: يعني على ما كان من عمله سواءً عمل صالحاً أو طيباً ما دام أتى بهذه الأمور فهو يدخل الجنة، فمهما فعل من المعاصي والذنوب فإنه يدخل الجنة، هذا هو المعنى الأول، على ما كان من العمل يعني مهما عمل من السيئات، فإنه يستحق دخول الجنة لتوحيده و شهادته و إيمانه بما سبق.
(2) القول الثاني: أن قوله صلى الله عليه و سلم (على ما كان من العمل) يعنى: حسب عمله أي أن دخوله للجنة حاصل إلا أنه إن كان عمله الصالح كثيراً دخل أعلى الجنة، و إن كان قليلاً فكان دون ذلك.، فالعمل الصالح يستحق عليه أعلى الجنان، و العمل الأقل يستحق عليه دون ذلك.
الفائدةُ الثالثةَ عشرةَ:
¥