* عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (أن موسى قال: يا رب علمني شيئاً أذكرك و أدعوك به، قال: يا موسى قل لا إله إلا الله قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى لو أن السموات السبع و عامرهن يعني من يقيم فيها و يسكنها، غيري فإن الله تعالى هو الذي تعبدنا بهذه الكلمة و ألأرضين السع في كفة و لا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله).
قال الشيخ هاني: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، و لكن يدل على معناه عدة أحاديث منها الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده:
عن أبي ذر أن نوحاً عليه السلام لما حضرته الوفاة جمع بنيه و أوصاهم أن يقولوا لا إله إلا الله، قال: فإنها لو وزنت بالسماوات و الأرض لرجحت بهن، إلا أن فيه الصقعب، وهو أيضاً ضعيف، و لكن معنى رجحان حسنة لا إله إلا الله معنى صحيح. فقد روى الترمذي و الحاكم و صححه، و وافقه الذهبي أن رجلاً يأتي يوم القيامة ينشر له تسعة و تسعون سجلاً كلها سيئات، فينظر إليها كل سجل مد البصر، فيقول له الله: أظلمك كتبتي؟ فيقول: لا. فيقول: ألك حسنة؟ قال فيهاب و يقول: لا. فيقال: بلى إنك لا تظلم، فيؤتى ببطاقة قد كتبت عليه لا إله إلا الله فيقول: و ما تفعل هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم، فتوضع في كفة الميزان الأخرى فترجح بهن و هذا الحديث يسمى "حديث البطاقة" و هو حديث صحيح.
الفائدةُ الرابعةَ عشرةَ:
تحقيق التوحيد على قسمين:
(1) تحقيق واجب.
(2) تحقيق مستحب.
التحقيق الواجب: هو أن يترك الإنسان الشرك بقسميه الأكبر و الأصغر و يترك البدع و يترك المعاصي و الكبائر.
أما التحقيق المستحب: فهو أن يصفي الإنسان قلبه و يرتفع به عن التعل بالمخلوقين أو المذلة لهم، أو طلب شئ منهم و هذا معنى أعظم
الفائدةُ الرابعةَ عشرةَ:
الشرك عند أهل العلم: هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله. و بعضهم يقول: الشرك أن تجعل لله نداً في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه و صفاته. و المعنى قريب لكن المعنى الأول أوضح، مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله. و الشرك يكون في الربوبية و يكون في الألوهية و يكون في الأسماء و لصفات.
الفائدةُ الخامسةَ عشرةَ:
* الشرك ينقسم إلى أقسام:
(1) القسم الأول هو الشرك الأكبر: و الشرك الأكبر يسميه بعض العلماء الشرك الظاهر، بعضهم يسميه الشرك الجلي، و المعنى واحد لكن المهم للطالب أن يعرف تنوع الأسماء للمسمى الواحد، فإذا قرأ في كتب أهل العلم لا يستغرب، فالشرك الأكبر سماه ابن القيم الشرك الظاهر، ويسميه بعضهم الشرك الجلي. تعريف الشرك الأكبر: أنه ما جاء في النصوص تسميته شركاً و كان متضمناً لخروج الإنسان عن دينه. وكل ما جاء في النصوص أنه شرك و تضمن خروج الإنسان عن دينه فهو الشرك الأكبر.
ومثال ذلك: صرف العبادات لغير الله فمن نذر لغير الله أو سجد لغير الله أو طاف على شئ بقصد العبادة فهو واقع في الشرك الأكبر، و ربما لن يستطيع الطالب أن يحيط بمعناه و يدركه إدراكاً تاماً إلا بدراسة هذا الكتاب، فإذا درس الكتاب كله وجد عنده تمييز للفرق بين النوعين.
(2) القسم الثاني هو الشرك الأصغر: قال بعض أهل العلم في تفسيره: هو ما جاء في النصوص تسميته شركاً و لم يبلغ حد العبادة، لم يبلغ أن يصل أن يصل إلى حد العبادة.
مثل قول النبي عليه الصلاة و السلام: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) فإن في هذا الحديث تسمية من حلف بغير الله بأنه مشرك، و الحلف بغير الله مجرد الحلف ليس عبادة، فهذا يكون من باب الشرك الأصغر. قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في تفسيره للشرك الأصغر: هو كل عمل قولي أو فعلي وسيلة إلى الشرك الأكبر. كالرياء فإنه من وسائل الشرك الأكبر،وتعظيم المقبورين و الغلو في الصالحين، فإن الغلو فيهم و تعظيمهم وسيلة إلى الشرك الأكبر.
قالت اللجنة الدائمة في تعريفه: هو كل فعل نهى الله تعالى عنه و كان وسيلة إلى الشرك الأكبر و جاء في النصوص تسميته شركاً.
فجمعوا بين أنه سمي في النصوص بالشرك و بين أنه وسيلة و ذريعة إلى الشرك الأكبر.
¥