إِحْدَاهُمَا: أن يَحكُمَ بغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ مُعتَقِدًا تَحْريمَ ذلكَ، وأنَّه مُخطئٌ، ولكنَّه حَكمَ بغيْرِ ما أنزَلَ اللهُ لأسْبَابٍ؛ كالْهَوَى، والرِّشوَةِ، ومُجارَاة الآخَرينَ؛ فهذا فَاسِقٌ، يُطاعُ فِيما هو طاعَةٌ للهِ، ويُعْصَى فيمَا عدَا ذلكَ؛ ولا يُتحَاكَمُ إليهِ إلَّا فيما تُلْجِئُ إِلَيْهِ الضَّرُورةُ.
ثَانِيهِمَا: أن يَحكُمَ بغَيْرِ ما أنزَلَ اللهُ مُعتَقِدًا حِلَّ ذلكَ، فهذَا كَافِرٌ، ولهُ صُوَرٌ:
1 – أَنْ يَعْتَقِدَ أنَّ الحُكْمَ بغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ مُسَاوٍ للحُكْمِ بما أنزَلَ اللهُ.
2 – أَنْ يَعْتَقِدَ جوازَ الحكْمِ بغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ.
3 – أنْ يُفضِّلَ حُكْمَ الطَّاغُوت على حُكْمِ اللهِ.
4 – أَنْ يَعْتَقِدَ أنَّ حُكْمَ الله لا يَصْلُحُ لهذا الزَّمانِ.
* فَائِدَةٌ 10: تُسَمَّى سُورَةُ التَّوبةِ: الْفَاضِحَةَ؛ لأنَّ اللهَ فضَحَ فيهَا الْمُنَافقِينَ، وأظْهَر فيها مخَازيَهم.
* فَائِدَةٌ 11: الِاسْتِهْزاءُ بالدِّينِ: رِدَّةٌ عن دِينِ الإسْلَامِ؛ سَواءٌ كان الْمَسْخُورُ مِنْهُ مِن أُصُولِ الدِّينِ أوْ مِنْ فُرُوعِهِ.
* فَائِدَةٌ 12: السِّحْرُ: الذِي لا يتَأتَّى إلَّا عن طَريقِ الِاسْتِعانَةِ بالشَّياطِينِ؛ فيتَقَرَّبُ إلَيْهِم السَّاحرُ بما يُحبُّونَهُ منهُ ويطْلُبُونَه منه، فيُطِيعُهم؛ فهذَا هو الكفرُ، وهو كُفرٌ بإجمَاع المُسْلِمينَ.
* فَائِدَةٌ 13: الْمُعَاوَنَةُ: هِيَ أن يَهُبَّ معَ الكُفَّارِ ويُسارِعَ معَهُم علَى حرْبِ أهلِ الإسلَامِ؛ بُغْضًا لهُمْ، ومُوَالاةً للكُفَّارِ، فهذَا كُفْرٌ بإجْماعِ المُسْلمينَ.
* فَائِدَةٌ 14: فَرقٌ بينَ الْمُعاونَةِ والِاستِعَانةِ:
فالِاسْتِعانَةُ كأَنْ تَطْلُبَ مِن دَولَةٍ كافرَةٍ سِلَاحًا، أو تَتعَاقدَ مَعَهُم على صفقَاتٍ تجاريَّةٍ مثلًا لابُدَّ لأهلِ البلَدِ منهَا -وهيَ مُباحَةٌ في شَرعِنَا-، أو تَسْتَعِينَ بكَافرٍ على كافِرٍ آخرَ؛ فهذه جَائِزَةٌ، ومِن شَواهِدها: قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* فَائِدَةٌ 15: لم يكُنِ الْخَضِرُ تابِعًا لشَريعَةِ مُوسَى، ولهذَا قال لهُ: (مَنْ أَنْتَ؟) قال: (مُوسَى)، قال: (مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟).
* فَائِدَةٌ 16: الإعْرَاضُ عن دِينِ اللهِ نَوعَانِ:
1 – مَنْ أصَرَّ علَى الجَهْلِ بفَرائضِ الإسْلَامِ كلِّها، فلَم يَعمَلْ منهَا بشَيءٍ ولم يَتَعلَّمْها، معَ نُصْحِ النَّاصحِينَ والبيَانِ له؛ فهذا كَافرٌ، ولو قال: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.
2 – مَنْ يَسْمَعُ بأهْلِ الكِتَابِ عن دِينِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعْرَضَ عنهُ، ولم يَسْعَ إلى قَبُولِه؛ فإنَّ هذا كَافرٌ بنبيِّه، كَافرٌ بمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قال عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: (وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ).
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 10:50 ص]ـ
فَوَائِدُ مِنْ شَرْحِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّاجِحِيِّ عَلَى نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ:
* فَائِدَةٌ 01: النَّوَاقِضُ: جَمْعُ نَاقِضٍ، والنَّاقضُ للشَّيْءِ هو: الْمُبْطِلُ لهُ؛ ونوَاقضُ الإسلامِ: مُفْسِداتُ الإسلامِ ومُبْطلاتُهُ، فمَن فعلَ واحدًا مِن هذهِ النَّواقضِ بطلَ إسلامُه ودينُهُ، وانْتقلَ مِن دينِ الإسلامِ إلى دِين أهْلِ الأَوْثَانِ.
* فَائِدَةٌ 02: اقْتصَرَ الإمامُ الْمُجدِّدُ على عشَرةِ نوَاقضَ؛ لأنَّها أهمُّ النَّواقضِ، ولأنَّ كثِيرًا مِن نوَاقضِ الإسْلَامِ ترجِعُ إلَى هذه النَّواقِضِ العَشْرِ.
* فَائِدَةٌ 03: العِلْمُ: وهو حُكْمُ الذِّهْنِ الْجَازمُ.
* فَائِدَةٌ 04: مَنِ ارْتدَّ عن دِين الإسْلَامِ؛ فإنَّ له أحْكامًا في الدُّنيَا وأحْكَامًا في الآخِرةِ:
¥