كذلك من قال: إن (الجماعة) هم: أهل العلم والحديث والأثر ومن سار على نهجهم من الفقهاء وأهل اللغة.
هؤلاء إنما أخذوا بأقوال الصحابة رضوان الله عليهم وساروا على ما قرروه.
فإذن هم مع الجماعة قبل أن تفسد الجماعة ومع السواد الأعظم قبل أن يتفرق الناس عنه.
لهذا جاء ما جاء في أن (الجماعة) ما كان على الحق وإن كنت وحدك.
الجماعة ما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد الجماعة كما قاله طائفة من علماء السلف.
وهذا يريدون ما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يفسد الناس.
لأنه حصلت فتن وحصلت للناس أمورٌ منكرة وافتراءٌ في الدين.
فكيف تضبط هذه المسألة وهي أعظم المسائل التي هي مسألة الاعتقاد وما يجب اعتقاده وما ينهج بالحياة.
قال أهل العلم: إن (الجماعة): يعني التي من تمسك بها فهو على الجماعة ومن حاد عنها فهو من أهل الفرقة، قالوا: هم صحابة رسول الله صلى عليه وسلم.
وهذا ظاهرٌ كما ترى.
المعنى الثاني لـ (الاجتماع): اجتماعٌ بالأبدان – اجتماع في الاشخاص والأبدان – كما عبر عنه.
وهذا هو الذي فهمه ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى.
ولا شك أن هذا مأمورٌ به في نصوصٍ كثيرة.
النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالجماعة بهذا المعنى – الاجتماع على الإمام – وعدم التفرق عليه وترك الخروج عليه والبعد عن الفتن التي تفرق المؤمنين.
وهذا مما تميز به صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتميز به أهل السنة في كل عصر.
فنظر ابن جرير رحمه الله تعالى إلى ما فعله الإمام أحمد رحمه الله تعالى مع ما حصل من المأمون والمتوكل والواثق فإنه لم ينزع يداً من طاعة.
لأنه رأى أن الاجتماع إنما يحصل بذلك.
فأخذ بما جاء في النصوص بهذا المعنى.
وهكذا أهل السنة والجماعة هم على هذين الأمرين.
إذن (أهل السنة والجماعة) تحصل على أن معنى (الجماعة) – وإن تعددت الأقوال – فإن هذه الأقوال كاختلاف التنوع.
لأن جميعها صحيح دلت عليه نصوص الشرع.
فباجتماع هذه الأقوال يحصل لنا المعنى الصحيح لـ (أهل السنة والجماعة).
فغلط من غلط في معنى (أهل السنة والجماعة) فأدخل في (أهل السنة والجماعة) الفرق الضالة كالأشاعرة والماتريدية.
ومن أمثال من غلط من المتقدمين:
السفاريني في شرحه (لوامع الأنوار البهية).
قال: أهل السنة والجماعة ثلاث فرق:
الأولى: الأثرية، أتباع الأثر.
والثانية: الأشعرية، أتباع أبي الحسن الأشعري.
والثالثة: الماتريدية، أتباع أبي منصور الماتريدي.
وإذا كان كذلك فإنه على هذا الكلام إن الأشعرية والماتريدية وأهل الأثر هم جميعاُ من (الجماعة).
وهذا باطل.
لأن أهل الأثر: هم الذين تمسكوا بما كانت عليه الجماعة.
وأما الأشاعرة والماتريدية فإنهم يقولون قولتهم المشهورة يقولون:
كلام السلف أسلم ولكن كلام الخلف أعلم وأحكم.
وهذا لا شك أنه فيه افتراق وفرقة وخلافٌ واختلاف عما كانت عليه الجماعة قبل أن يذر نجم الابتداع في هذه الأمة.
فإذن هذا الكلام من الكلام الذي هو غلط على (أهل السنة والجماعة).
ولم يقل به أحد أئمة أهل السنة الذين يفهمون كلام أهل السنة وكلام المخالفين.
فإذن أهل السنة والجماعة فرقةٌ واحدة طائفةٌ واحدة لا غير.
وهم: الذين يعتقدون هذا الاعتقاد الذي سيبينه شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في هذه الرسالة.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[23 - 11 - 10, 10:18 م]ـ
الفرقة الناجية
الفرقة اي الطائفة والجماعة والفرقة بالضم معناه الافتراق
الناجية هي التي سلمت من الهلاك والشرور في الدنيا والآخرة وحصلت على السعادة بسبب استقامتها على الحق وتمسكها بما كان عليه رسول الله وأصحابه كما في حديث أبي هريرة قال قال رسول الله * افترقت اليهود إلى إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وافترقت النصارى إحدى او ثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة* رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وقال الترمذي حديث حسن صحيح فهي ناجية من البدع في الدنيا سالمة منها ناجية من العذاب في النار يوم القيامة
وهذا اللقب مؤخوذ من حديث الافتراق ويفهم من كلام بعض أهل العلم أن هذه التسمية مأخوذة من منطوق الحديث وانه عليه الصلاة والسلام سئل عن الفرقة الناجية فذكر أوصافها
¥