ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[20 - 11 - 10, 01:32 م]ـ
لكن قد يقول قائل: يشكل على ذلك أن الله تعالى لا يتصف إلا بما هو أزلي.
وأنه يمتنع أن يتعطل الله عن صفة من صفاته.
فإن قلنا له: المقصود أن الله لا يزال فعالا لما يريد يفعل ما يشاء متى شاء.
ربما قال: يلزمكم أن الله كان خالقا قبل أن يخلق (المسألة المعروفة بتسلسل الحوادث).
فهل يصح أن يقال له: إلزام باطل لكون صفة الخلق صفة ذاتية لا تنفك عن الله (تعالى) ,؟
فإن صح ما يقول هل يصح أن يقال: يلزمك أن تقول إن الله استوى على العرش قبل خلقه ونزل إلى السماء الدنيا قبل خلقها , - وربما لا يلزمه التقييد بالعرش أو السماء الدنيا ,-؟
فماذا ترَوْن؟
ما الجواب عن هذا الإشكال يا مولانا
وهل للقائلين بعدم تسلسل الحوادث ان يقولوا الله يفعل متى شاء وكوننا نفينا عدم وجود عوالم قبل هذا ليس تعطيلا لصفة الخلق بل الله يفعل متى شاء الله وشاء الله خلق هذا العالم ولم يخلق قبله وليس هذا تعطيلا
أم ان هذا يا مولانا يرجع الى تقسيم الصفات الى لازمة ومتعدية
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن بن أبي جمرة]ــــــــ[20 - 11 - 10, 02:07 م]ـ
الذي يمكن أن يقال فيه: " ينفك عن الذات " في الصفات الفعلية هو آحاد الفعل، أما ذاته فلا يمكن انفكاكها.
ويدل على هذا ما نقلتَه من كلام الشيخ -رحمه الله- عن الصفات الفعلية: " فهذه باعتبار الجنس صفة ذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً ... لكن آحاد الفعل أو نوع الفعل فهذا ينفك الله عنه يعني ليس لازماً لذاته ".
ولذا اختار الشيخ التعريف الذي نقلتُه آنفا، وقد عبرت عنه بالأولى.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[20 - 11 - 10, 03:59 م]ـ
إن كان المراد بالصفة الذاتية قيامها بالذات، فكل الصفات ذاتية بهذا الاعتبار ..
أما التقسيم إلى ذاتية وفعلية فالمراد به التفريق بين ما ينفك عن ذاته وما لا ينفك عن ذاته ..
فصفة الحياة لا تنفك عن ذاته
وصفة النزول تنفك عن ذاته
فالأولى ذاتية، والثانية فعلية ..
وليس معنى تسميتهم إياها فعلية أنها ليست ذاتية كما قد يتبادر ..
ولكنه من قبيل تسمية الشيء بأخص أوصافه ..
وكل صفات الله ـ ذاتية أو فعلية ـ ليست مخلوقة ...
ولكن مها ماهو يتجدد ويكون له حدوث يقوم بذاته، كالكلام والرضا والغضب، والاستواء والنزول.، وكل الصفات الفعلية، وبعض الصفات الذاتية وهي التي لها آحاد كالسمع والبصر والعلم على قول.
ـــــــــــــــــــ
ما قصدك مولانا بقولك ((كالسمع والبصر والعلم على قول)) ومن قال بهذا؟
ومقامك أرفع من أن ننبه على كون امتناع تجدد العلم والسمع والبصر وما شابه. مع إقرارنا بتجدد المعلوم , والمسموع , والمرئي. حفظك الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومنه ما لا يتجدد وهي الصفات الذاتية التي ليس لها آحاد، كالحياة والعظمة ونحو ذلك ..
ــــــــــــــــــــــــــــ
فهل ترى مولانا كبير فرق بين ما ذكرته - حفظك الله - وبين أن نقول: إن الصفات الفعلية أزلية النوع لا الأحاد؟ وإنه لا يلزم أن يكون الله تعالى قد نزل في الأزل أو جاء - وهي داخلة في كون الله فعَّالا لما يريد -؟
وعلى ذلك: يجوز أن يفعل الله ما لم يفعل نظيره من الأحاد ولم يخبرنا عنه , ولذلك لكونه يفعل ما يشاء - مع اعتبار أن الله يفعل ما يشاء متى شاء والأزلية في نوع الفعل لا في أحاده -؟
وحفظ الله مولانا الشيخ عمرو
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ما الجواب عن هذا الإشكال يا مولانا
ـــــــــــ
حياك الله أخي الحبيب
لا أدري أي الإشكالات تقصد ياحبيب.
وعلى كل
فنقطة الإلزام المفترضة في كوننا إذا قلنا: إن الصفات الفعلية حادثة الأحاد؟ يقول إذن تقولون إن الله يكتسب صفاته بما لم يكن أزلا.
وعلى ذلك فيجوز أن يوصف الله بالخلق قبل أن يخلق: يعني أن الله يسمى بالخالق ويوصف بالخلق (بفعله) قبل أن يخلق فيتعطل عن صفاته. يعني على الإلزام المفترض , ننفي تسلسل الحوادث الأزلية.
فكان ردي – على هذا الإشكال المفترض – أنه إلزام باطل لأن صفة الخلق صفة ذاتية لا تنفك عن الله , بخلاف الصفات الفعلية فهي تنفك عن الله. فالله يفعل ما يشاء متى شاء. فنوعها قديم وهو ذاتي من حيث هذا الاعتبار - كما أشار الشيخ عمرو , وهي بعينها مسألة التسلسل الأزلي للحوادث التي أبانها شيخ الإسلام - ,
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وهل للقائلين بعدم تسلسل الحوادث ان يقولوا الله يفعل متى شاء وكوننا نفينا عدم وجود عوالم قبل هذا ليس تعطيلا لصفة الخلق بل الله يفعل متى شاء الله وشاء الله خلق هذا العالم ولم يخلق قبله وليس هذا تعطيلا
ـــــــــــــــــــ
اثبات صفة الخلق لا يعني العالم. لأن الصفة هنا ليست هي الموصوف – وليست بهذا الإطلاق لكن أقولها لهذا المقام فالصفة للموصوف , وقيل التوقف حتى يستبين قصد السائل – فالمقصود بصفة الخلق التخليق لا الخلق الذي هو المفعول , وقد سوَّت بينهما الجهمية فقالوا الصفة هي الموصوف , فالله عز وجل خلق في الأزل ولا يزال يخلق. وليس يصح قول الطحاوي: ((لَيْسَ بَعْدَ خَلْقِ الْخَلْقِ اسْتَفَادَ اسْمَ "الْخَالِقِ", بل الله خلق في الأزل (وهو التسلسل الأزلي للحوادث) -ونفاه الجهمية والأشاعرة,- ومازال يخلق ولايزال , ولا ينفك عنه صفة الخلق (وهو التسلسل المستقبلي) وأثبته الأشاعرة ونفاه الجهمية.
والله أعلم.
أم ان هذا يا مولانا يرجع الى تقسيم الصفات الى لازمة ومتعدية
وجزاكم الله خيرا
¥