ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 11 - 10, 04:14 م]ـ
الصفات الفعلية جنسها قديم، وآحادها حادثة ..
و لكن هنا تحرير لهذا المقام:
كون الجنس قديما للصفات الفعلية: إما أن يراد به الصفات الفعلية عموما (أي كونه فعالا مطلقا)، أو الأنواع وآحادها (كالنزول مثلا) ..
فالصفات الفعلية من حيث العموم جنسها قديم ولا ينفك عنه أبدا ..
والصفات الفعلية من حيث الأنواع و آحادها جنسها قديم (يعني باعتبارها أفعالا)، لكنه حادث و ينفك، وهذا بيِّن ..
فوصف جنس النزول بكونه قديما، لا يعني أنه لا ينفك عنه لأن الجنس أمر اعتباري ذهني يعود على الأفعال التي هي جنس للنزول الذي هو نوع، وعلاقة الجنس بالنوع علاقة عموم وخصوص مطلق،والجنس لا يتحقق إلا بأنواعه و أفراده، فقبل كونه تعالى نازلا، فإنه لم يكن نازلا، فانفك عنه هذا النوع بانفكاك أول أفراده.
ولذلك قال الشيخ أنه " باعتبار الجنس صفة ذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً ... لكن آحاد الفعل أو نوع الفعل فهذا ينفك الله عنه يعني ليس لازماً لذاته "
فكلام الشيخ هاهنا عن جنس الصفات الفعلية، لأنه لم يزل فعالا، وهذا هو العموم المرضي عند أهل السنة، وهو معنى قولهم (الحي يلزم كونه فعالا)، كما يطلق شيخ الإسلام وغيره.
أما آحاد الصفات الفعلية أو نوعها (كأنواع النزول والاستواء) فهو قديم الجنس، حادث الآحاد، لكنه ينفك.
وهذا معنى الفعل أصلا، فكونه فعلا يقضي بأنه منفك، وهذا معنى قول أهل السنة (أنه حادث وليس مخلوقا).
ففيما سبق تدقيق مهم، تضمنه كلام الشيخ الذي نقلته وفق ما قلته أول مداخلة:
1 ـ الصفات الفعلية عموما = قديمة = لا تنفك عنه
بمعنى أنه يستحيل أن يعرى عن الفعل، لأنه الذي يعرى عن الفعل ميت، كما ثبت عن السلف.
2 ـ الصفات الفعلية كأنواع وآحاد = قديمة الجنس باعتبارها أفعالا = حادثة النوع والآحاد
بمعنى أن جنس النزول قديم، وجنسه اي الفعل، أي كونه فاعلا، لكنه كنوع من ذلك الجنس حادث، يفعله إذا شاء، وينفك عنه باعتبار نوعه وآحاده ..
مع ضرورة الالتفات أن الحدوث في ذلك كله ليس خلقا، فإنه يحدث وحدثه ليس كحدث المخلوق، فحدثه غير مخلوق تبارك وتعالى ..
وانظر إلى تفصيله هاهنا:
"القسم الثاني من الصفات: صفات فعلية:
فهذه باعتبار الجنس صفة ذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً،
أفعاله لا تنقضي، وكذلك أقواله {قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدادا} (الكهف 109).
لكن آحاد الفعل أو نوع الفعل فهذا ينفك الله عنه يعني ليس لازماً لذاته،
مثال ذلك: النزول إلى السماء الدنيا هذا نوع وآحاد نوع،
لأنه لم يثبت له نظير قبل خلق السماء آحاد، لأنه يتجدد كل ليلة،
فالأفعال نوعها قد يكون حادثاً آحادها تكون حادثة لكن جنسها أزلي أبدي لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً،النزول فعل نوعه حادث أفراده كل ليلة هذا آحاد،
وكذلك الاستواء على العرش نوع فهو باعتبار أصل الفعل صفة ذاتية وباعتبار النوع،
لأنه لم يكن إلا بعد خلق العرش يكون فعلياً،
أما آحادية فلا نستطيع أن نقول: آحادية لأن استواء الله على العرش ثابت،
ولا يمكن أن نقول: إن الله قد لا يستوي على العرش،
لا نقول هذا لأننا ليس عندنا علم بذلك الشيء،
بخلاف النزول إلى السماء الدنيا لما كان مقيدًا بزمن، قلنا: إنه يحدث كل ثلث ليلة بالنسبة للسماء الدنيا،
إذن قول المؤلف: (كذاك لا ينفك عن صفاته):
يجب أن يحمل على الصفات الذاتية والصفات الخبرية وعلى جنس الصفات الفعلية
"
والله أعلم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 11 - 10, 04:25 م]ـ
أما العلم، ففيه قولان مشهوران، هل يتجدد له علم بتجدد المعلوم أم لا، ففيه قولان، أحدهما ـ وهو ما أدين به ـ أنه يتجدد له علم بتجدد معلوماته، وهو ظاهر القرآن والحديث، وهو اختيار شيخ الإسلام.
مع اتفاق القولين أنه يعلم ما كان وما يكون وما لا يكون لو كان كيف كان يكون، علما سابقا محيطا، وانه لا يستفيد علما كان جاهلا به، سبحانه وتعالى.
¥