تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابو مهند العدناني]ــــــــ[24 - 11 - 10, 02:08 ص]ـ

العلم نوعان: علم بالشيء قبل كونه وعلم بالشيء بعد كونه.

فيعلمه قبل كونه: معدوما سيكون، ويعلمه بعد كونه: موجودا بعد عدمه.

فيعلمه موجودا كائنا بعد أن علم أنه سيكون.

وهو صريح القران في غير ما موضع، كما قال تعالى: إلا لنعلم من يتبع الرسول.

وكذلك السمع والبصر، فانه يسمع سمعا بعد سمع، ويبصر بصرا بعد بصر، فالسمع والبصر يتعلقان بالموجود، وهو قول أئمة الحديث والسلف، وهو صريح القران، كما قال تعالى: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم.

والسين إذا دخلت على المضارع خلصته للاستقبال، فالفعل المضارع يدل على الحال والاستقبال، فإذا دخلت عليه السين لم يكن دالا على الحال والاستقبال، بل كان دالا على خصوص الاستقبال.

فيرى يدل على الحال والاستقبال، فإذا دخلت عليه السين أو سوف ارتفعت دلالته على الحال، ولم يكن دالا إلا على الرؤية المستقبلية.

فالله اخبر بأنه سيرى، وهو يدل على أن الرؤية لم تقع في الحال، بل ستقع في المستقبل.

ومن قال إن الاشاعرة وافقوا أهل السنة في إثبات سبع صفات فمراده اصل الإثبات، وألا هم لا يثبتون له إرادة بعد إرادة، ولا رؤية بعد رؤية ...

كل ذلك فرارا من لوازم: التكثر في الذات والتغير ...

وقال أبو البركات صاحب المعتبر: والتنزيه من هذا التنزيه، والإجلال من هذا الإجلال.

يقصد: تنزيهكم لله من هذا:هو الذي يجب أن ينزه عنه الله، وإجلالكم لله من هذا الذي جعلتموه تغيرا وتكثرا وحلولا للحوادث هو الذي يجب أن يجل الله عنه.

فهذا التنزيه الذي ادعيتموه هو الذي يجب أن ينزه عنه الله، لأنه يتضمن سلب الكمال عن صاحب الكمال المطلق.

ويجعلون هذه الأمور من باب النسب والإضافات، لأنها أمور عدمية، لا تستلزم تغيرا ولا تكثرا في الذات، وإثباتها على طريقة السلف يقتضي أن تكون أمورا وجودية، وهي تستلزم التغير والتكثر، فنزهوه عن الكمال الذي نطق به القران بعبارات مشتبهه.

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 11 - 10, 12:27 م]ـ

الأخ العدناني،، أحسنتَ

وأورد بعض النقول في المسألة للاستفادة، مع العلم أن أكثر ما ناقش الشيخ فيها هذه المسألة في درء التعارض، في مناقشته لكلام ابن سينا وابن رشد وأبي البركات والغزالي عن العلم، وذكر فيه ما يبهر الألباب ...

فعن نسبة ذلك لبعض النظار غير الأثريين يقول في الدرء:

" وهذا قول أئمة أهل الإثبات وحذاقهم الذين يقولون: إن الله خالق أفعال العباد وهو أيضا يقول: إنه سبحانه مع علمه بما سيكون فإنه إذا كان يعلمه كائنا فعالميته متجددة

وابن عقيل يوافق على ذلك وكذلك الرازي وغيره وهذا موافق لقول من يقول بقيام الحوادث به وبعض حذاق المعتزلة نصر القول بعلو الله ومباينته لخلقه بالأدلة العقلية وأظنه من أصحاب أبي الحسين

وقد حكى ابن رشد ذلك عن أئمة الفلاسفة أبو البركات وغيره من الفلاسفة يختارون قيام الحوادث به كإرادات وعلوم متعاقبة وقد ذكروا ذلك وما هو أبلغ منه عن متقدمي الفلاسفة كما ذكرت أقوالهم في غير هذا الموضع وتقدم بعضها "

وقال في سياقة الخلاف وأصله هناك أيضا:

" وهذه المسألة: مسألة تعلق صفاته بالمخلوقات بعد وجودها تعلق العلم والسمع والبصر ونحو ذلك هي مسألة كبيرة.

والناس متفقون على تجدد نسب وإضافات لا تقوم بذات الرب وتنازعوا فيما يقوم بذات الرب وهذا كما تنازعوا في الاستواء ونحوه: هل هو مفعول للرب يحدثه في المخلوقات من غير قيام أمر به؟ أم يقوم به أمر؟ على القولين

فالكلابية والمعتزلة ينفون أن يقوم بالرب شيء من ذلك وأكثر أهل الحديث وكثير من أهل الكلام يجوزون ذلك وأما النسب والإضافات فتتجدد باتفاقهم و ابن عقيل يسمي هذه النسب والإضافات الأحوال ولعله سماها بذلك كما يسمى غيره كونه عالما وقادرا حالا معللة بالعلم والقدرة كما هي طريقة القاضي أبي بكر ومن وافقه كالقاضي أبي يعلى و ابن عقيل وغيرهما

وهؤلاء يقولون - تبعا لأبي هاشم - إن الحال لا موجودة ولا معدومة وكذلك هذه النسب والإضافات على قولهم أو أن يكون ابن عقيل شبه ذلك بالأحوال التي يثبتها أبو هاشم ويجعلها لا موجودة ولا معدومة كذلك هذه النسب والإضافات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير