" روى عن ابن عباس في قوله الا لنعلم أي لنرى وروي لنميز وهكذا قال عامة المفسرين الا لنرى ونميز وكذلك قال جماعة من اهل العلم قالوا لنعلمه موجودا واقعا بعد ان كان قد علم انه سيكون ولفظ بعضهم قال العلم على منزلتين علم بالشيء قبل وجوده وعلم به بعد وجوده والحكم للعلم به بعد وجوده لانه يوجب الثواب والعقاب قال فمعنى قوله لنعلم أي لنعلم العلم الذي يستحق به العامل الثواب والعقاب ولا ريب انه كان عالما سبحانه بأنه سيكون لكن لم يكن المعلوم قد وجد وهذا كقوله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الارض يونس أي بما لم يوجد فانه لو وجد لعلمه فعلمه بأنه موجود ووجوده متلازمان يلزم من ثبوت احدهما ثبوت الآخر ومن انتفائه انتفاوه والكلام على هذا مبسوط في موضع اخر "
وقال:
" والله تعالى قد أخبر في كتابه بعلمه بما سيكون كالأمور التي أخبر بها قبل كونها فعلم أنه يعلم الأشياء قبل وجودها وأخبر أنه إذا وجدت علمها أيضا
كقوله {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} سورة البقرة 143
وفي القرآن من هذا بضعة عشر موضعا وقد روي عن ابن عباس وغيره إلا لنرى وقال طائفة من المفسرين إلا لنعلمه موجودا "
وقال:
" وأما قوله تعالى {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}. وقوله: {لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} ونحو ذلك فهذا هو العلم الذي يتعلق بالمعلوم بعد وجوده، وهو العلم الذي يترتب عليه المدح والذم والثواب والعقاب والأول هو العلم بأنه سيكون ومجرد ذلك العلم لا يترتب عليه مدح ولا ذم ولا ثواب ولا عقاب فإن هذا إنما يكون بعد وجود الأفعال. وقد روي عن ابن عباس أنه قال في هذا: لنرى. وكذلك المفسرون قالوا: لنعلمه موجودا بعد أن كنا نعلم أنه سيكون وهذا المتجدد فيه قولان مشهوران للنظار: منهم من يقول: المتجدد هو نسبة وإضافة بين العلم والمعلوم فقط وتلك نسبة عدمية. ومنهم من يقول: بل المتجدد علم بكون الشيء ووجوده وهذا العلم غير العلم بأنه سيكون وهذا كما في قوله: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} فقد أخبر بتجدد الرؤية فقيل نسبة عدمية وقيل المتجدد أمر ثبوتي. والكلام على القولين ومن قال هذا وهذا وحجج الفريقين قد بسطت في موضع آخر. وعامة السلف وأئمة السنة والحديث على أن المتجدد أمر ثبوتي كما دل عليه النص وهذا مما هجر أحمد بن حنبل الحارث المحاسبي على نفيه"
والمواضع أكثر، يمنع ضيق المقام، وبعد الكناشة من تقصيها.
وبالله التوفيق
ـ[فارس بن عامر]ــــــــ[26 - 11 - 10, 08:44 م]ـ
قول الشيخ ابن عثيمين "لكن آحاد الفعل أو نوع الفعل فهذا ينفك الله عنه يعني ليس لازماً لذاته، "
أذكر حينما نظرت في كلام الشيخ أثناء قرأتي لشرحه , وقعت هذه العبارة في نفسي , وعلقت بجانبها تعليقا مختصرا.
وحالصه أن إطلاق لفظ الإنفكاك على الصفات الفعلية فيه قدر من الإجمال الموهم للمباينة و لا اعني هنا المباينة العلمية فهذا حق في سائر أجناس الصفات وإنما المباينة المفارقة للذات , وهذا خلاف منصوص الإمام أحمد وكلام الشيخ الرئيس شيخ الاسلام ابن تيمية في البيان وفي الاصفهانية
قال الشيخ الرئيس ابن تيمية: ومعنى قولهم منه بدأ أي هو المتكلم به لم يخلقه في غيره كما قالت الجهمية من المعتزلة وغيرهم أنه بدأ من بعض المخلوقات وأنه سبحانه لم يقم به كلام ولم يرد السلف أنه كلام فارق ذاته فإن الكلام وغيره من الصفات لا تفارق الموصوف بل صفة المخلوق لا تفارقه وتنتقل إلى غيره فكيف تكون صفة الخالق تفارقه وتنتقل إلى غيره
وغير ذلك من العبارات التي للشيخ قدس الله روحه
والمقصود هنا أن هذه العبارة فيها قدر من الإجمال الموهم لمعنى هو خلاف اعتقاد اهل الحق
وعموما. ليس لمثلي أن يعترض على الشيخ محمد , والله الموفق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنبيه: أطلقت لفظ الرئيس على شيخ الإسلام , لاني أرى انه حق به من ابن سينا
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[27 - 11 - 10, 09:19 م]ـ
نقول بذلك , بورك فيكم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 11 - 10, 04:04 ص]ـ
ولا يتجدد له سبحانه إلا علم الظهور.
أما اكتساب علم جديد لم يعلمه أزلا فلا يجوز,, وعلم الظهور هذا هو الذي يترتب عليه الثواب والعقاب.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[28 - 11 - 10, 06:05 ص]ـ
أما اكتساب علم جديد لم يعلمه أزلا فلا يجوز,, وعلم الظهور هذا هو الذي يترتب عليه الثواب والعقاب.
وهذا الظهور هل هو علم أم لا؟ وهل علمه (أي الظاهر) موجودا أم سيوجد؟
مع الانتباه لقول شيخ الإسلام في درء التعارض (5/ 179):
((وإنما المسألة الدقيقة أنه عند وجود المسموع والمرئي والمعلوم إذا سمعه ورآه علمه موجودا فهل هذا عين ما كان موجودا قبل وجود ذلك؟ أو هناك معنى زائد؟)) أهـ
((وهي ضمن ما أفادنا به الشيخ عمرو جزاه الله خيرا))
¥