و نقصوا من (بسم الله الرحمن الرحيم)، الألف لكثرته (1)، بخلاف (باسم الله)، و (باسم الله الرحمن) و نحوه، و كذا الألف من (اسم الله الرحمن) مطلقا، و نقصوا من نحو: (للرجل) و (للرجل) و (للدار) و (للدار) جرا و ابتداء الألف لئلا يلتبس بالنفي، بخلاف بالرجل ونحوه، و نقصوا مع الألف اللام مما في أوله لام، نحو (للحم) و (للبن) كراهية اجتماع اللامات و نقصوا من نحو (أبنك بار؟) في الاستفهام، و (أصطفى البنات؟) ألف الوصل، و جاء في نحو: (ألرجل؟) الأمران، و نقصوا من ابن إذا وقع صفة بين علمين ألفه مثل: (هذا زيد بن عمرو) بخلاف (زيدٌ ابن عمرو) و بخلاف المثنى، و نقصوا ألف (ها) للتنبيه مع الإشارة، نحو: (هذا) و (هذه) و (هذان) و (هؤلاء) بخلاف (هاتا) و (هاتي) لقلته، فإن جاءت الكاف ردت، نحو (هاذاك) و (هاذانك) لاتصال الكاف، و نقصوا الألف من ذلك و أولئك، و من الثلث و الثلثين و من لكن و لكن و نقص كثير الواو من (داود) و الألف من (إبرهيم) و (إسمعيل)، و (إسحق)، و بعضهم الألف من (عثمن)، و (سليمن) و (معاوية).
وقد قالوا في (لدن): (لد) وفي (الذي): (اللذ) وفي (التي): (اللت) كل ذلك نظائر لإسقاط (همزة) (بسم الله الرحمن الرحيم)
وما أشار إليه ابن الحاجب (1) رحمه الله من الكثرة في الاستعمال هو قول إمام النحاة سيبويه رحمه الله:
ص 343 / ج 1:
و (أما) لا يذكر بعدها الفعل المضمرُ، لأنه من المضمر المتروك إظهاره، حتى صار ساقطاً بمنزلة تركهم ذلك في النداء وفي (من أنت زيداً). فإن أظهرت الفعل قلت: (إما كنتَ منطلقاً انطلقتُ) إنما تريد: (إنْ كنت منطلقاً انطلقتُ)، فحذف الفعل لا يجوز ههنا كما لم يجز ثَمَّ إظهاره، لأن (أما) كثرت في كلامهم واستعملت حتى صارت كالمثل المستعمل.
وليس كل حرف هكذا، كما أنه ليس كل حرف بمنزلة (لم أُبل) و (لم يك) ولكنهم حذفوا هذا لكثرته وللاستخفاف، فكذلك حذفوا الفعل من (أما).
وهذا توقيفي، ليس بمقيس، قال سيبويه ص 323، 324/ ج 1:
واعلم أنه ليس كل حرف يظهر بعده الفعل يحذف فيه الفعل، ولكنك تضمر بعد ما أضمرت فيه العرب من الحروف والمواضع، وتظهر ما أظهروا، وتجري هذه الأشياء التي هي على ما يستخفون بمنزلة ما يحذفون من نفس الكلام ومما هو في الكلام على ما أجروا، فليس كل حرف يحذف منه شيء ويثبت فيه، نحو: (يك) و (يكن) ولم (أبَلْ) و (أُبَالِ)، لم يحملهم ذاك على أن يفعلوه بمثله، ولا يحملهم إذا كانوا يثبتون فيقولون: في (مُر): (أُومُر)، أن يقولوا: في (خُذ): (أُوخُذ) وفي (كل): (أُوكُل).
فقف على هذه الأشياء حيث وقفوا ثم قس بعدُ.
مع التحية الطيبة
ـ[الاستاذ]ــــــــ[08 - 08 - 05, 05:19 م]ـ
وحذفت الألف من الخط في بسم الله لكثرة الاستعمال وقيل حذفت لتحرك السين في الأصل لأن أصل السين الحركة وسكونها لعلة دخلتها وقيل للزوم الباء هذا الاسم فإن كتبت بسم الرحمن أو بسم الخالق.
فإن قيل: لِمَ حذفوا ألف اسم هنا, وأثبتوه في (اقرأ باسم ربك)؟
فالإجابة عند الرازي-:- حيث قال: والفرق من وجهين:-
الأول: أن كلمة بسم الله مذكورة في أكثر الأوقات عند أكثر الأفعال فلأجل التخفيف حذفوا الألف بخلاف سائر المواضع فإن ذكرها قليل.
الثاني: قال الخليل إنما حذفت الألف في قوله بسم الله لأنها إنما دخلت بسبب أن الابتداء بالسين الساكنة غير ممكن, فلمَّا دخلت الباء على الاسم نابت عن الألف فسقطت في الخط وإنما لم تسقط في قوله اقرأ باسم ربك لأن الباء لا تنوب عن الألف في هذا الموضع كما في بسم الله لأنه يمكن حذف الباء من اقرأ باسم ربك مع بقاء المعنى صحيحًا, فإنك لو قلت اقرأ اسم ربك صحّ المعنى, أما لو حذفت الباء من بسم الله لم يصح المعنى فظهر الفرق. (1)
جزء من كتابي ( ....... عن مباحث البسملة) يسر الله إتمامه.
ـ[السيد عبد الرازق]ــــــــ[02 - 11 - 06, 07:30 م]ـ
شكرا لكل اخواننا علي المرور
وسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا
كل عام وأنتم بخير
وجزاكم الله خيرا الجزاء