[إعراب جزء عم ...]
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[17 - 10 - 05, 03:24 م]ـ
إخواني الأحباب
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
حبا في الفائدة لي ولكم
أحببت أن أن أبدأ معكم إعرابا أمليته منذ فترة لجزء عم من القرآن الكريم راجيا الله ذخره عنده.
كما أرجو من إخواني أن يدلوني على أخطائي فيه ولعله يكون مفتاحا لحوار علمي حول لغة القرآن الكربمو اساليبه العالية.
أبدأ اليوم بمقدمة عن الجزء ثم سورة النبأ ونواصل إن شاء الله.
مدخل وتعريف بجزء عم:
هذا الجزء هو الجزء الأخير من القرآن الكريم، ويبدأ بسورة (النبأ)، التي أولها (عم يتساءلون) يعني عن أي شئ يتساءلون، وهذه التجزئة اصطلاحية وجدناها عند القوم، وقد نص على هذه التجزئة بعض القدماء مثل السقاقي في (غيث النفع) وغيره.
ويلاحظ على جزء (عم يتساءلون) أنه يتميز بقصر السور، وقصر الآي، ومن ثم تتلاحق المعاني وتترابط، مع روعة الأسلوب، وقوة المعاني، ولعل نزول أكثر من سورة في مكة كان له أثر في هذا، فكأنه دعوة لقوم نيام ليستيقظوا من رقدتهم، يناديهم بنداء الفطرة، ويدعوهم بدعوة العقل، يحاكمهم إلى منطق العدل والإنصاف في المحاجة والمجادلة، وهو لا يفتأ يذكرهم بالبعث والحشر، وإقامة الموازين القسط، ويعيد إلى أذهانهم ذكر ما قبل الخلق، إذ كانوا لا أشياء في هذا الكون الواسع، فصنعوا بيد الله القدير، علهم يدركون من هذا الماضي السحيق صورة المستقبل البعيد.
يقول الأستاذ سيد قطب:
((وفي الجزء كله تركيز على النشأة الأولى للإنسان والأحياء الأخرى في هذه الأرض من نبات وحيوان وعلى مشاهد هذا الكون وآيات الله في كتابه المفتوح، وعلى مشاهد الحساب والجزاء من وعذاب، في صور تقرع وتذهل وتزلزل، كمشاهد القيامة الكونية في ضخامتها وهولها، واتخاذها جميعاً دلائل على الخلق والتدبير، والنشأة الأخرى وموازينها الحاسمة، مع التقريع بها والتخويف والتحذير، وأحياناً تصاحبها صور من مصارع الغابرين)).
ولو تأملنا سور الجزء وجدناها تتلاءم مع واقع الدعوة في مكة من حيث المعاني العامة، والملامح الخاصة، حتى السور المدنية التي به لوحظ أنها تسير على نفس النمط من حيث المعاني والأسلوب، كسورة (البينة) وسورة (الزلزلة) بحيث لا تفترق كثيراً عن بقية السور.
أظن أن هذا الجزء – إذا غضضنا الطرف عن الجانب التشريعي – يشتمل ملخصاً لمقاصد القرآن الكريم. وقد يكون من غير العبث أن نذكر مجموعة من الملاحظات حول ما تميز به من حيث السور السور والآيات.
1 – تتفق السور في قصر الآيات، وقوة الأسلوب، وكثرة أساليب الاستفهام التعجبي والإنكاري والتقريري، والنداء، والتحدي.
2 – معظم السور فيه نزل بعضها بعد بعض، وذلك يعطي تلاحقاً معنويا لقرب زمن نزول السور، فسورة (النازعات)، وسورة (الانشقاق) نزلت بعد (الانفطار)، وكذلك سورة (القارعة) نزلت بعد سورة (قريش)، وسورة (قريش) نزلت بعد سورة (التين)، وسورة (التين) نزلت بعد سورة (البروج)، وسورة (البروج) نزلت بعد سورة (الشمس)، وسورة (الشمس) نزلت بعد سورة (القدر)، وسورة (القدر) نزلت بعد سورة (عبس).
3 – يحتوي هذا الجزء على أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل منه فقد نزلت فاتحة سورة (العلق) أول ما نزل بإجماع الرواة والعلماء – تقريباً، بل هو اليقين الذي تدل عليه الروايات. وسورة (النصر) هي آخر ما نزل – على أرجح الأقوال وأقواها.
4 – والجزء يحتوى أيضاً على آخر سورة نزلة بمكة، وهي سورة (المطففين)، وكأنها إشارة إلى عدم إنصاف المكيين مع الحق الذي نزل إليهم، ونهايتها تدل على أنها آخر النذر قبل فوات الأوان:
?على الآرائك ينظرون. هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون?
5 ? وبالجزء نخبة من السور الجليلة التي فيها من المعاني أعظمها، ولقارئها من الثواب أجزله، ومنها سورة (الإخلاص) التي تعدل ثلث القرآن، وسورة (الكافرون) التي تعدل ربع القرآن، وهي براءة من النفاق. والمعوذتان وهما من أعظم - بل أعظم ما تعوذ به المتعوذون ... إلخ.
6 ? عدد سور هذا الجزء 37 سبع وثلاثون سورة.
وعدد آياته جميعاً 564 آية.
وعدد كلماته جميعاً 2423 كلمة.
سورة النبأ
مدخل إلى السورة:
¥