تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ارتحل الشيخ إلى كثير من البلدان رغبة في لقاء الشيوخ وتوسيع دائرته العلمية وذلك عن طريق الإحتكاك ولقاء الأفاضل فدخل بلاد الشام فلسطين ولبنان وسوريا والأردن وخاصة بيت المقدس. ثم دخل العراق وبلاد الحجاز حاجًا ومعتمرًا عشرات المرات بل له سنة متبعة في ذلك ما تخلف عنها إلا في السنين الأخيرة وذلك بسبب الشيخوخة، ودخل الباكستان والهند، وبلاد شرق آسيا مثل أندونيسيا ودرّس فيها وبلاد البوسنة والهرسك وذلك رغبة وحرصًا منه على التلقي والانتفاع والنفع.

شيوخه:

من أهم شيوخه في البلاد التونسية، والده قاضي الجماعة العلامة الشيخ محمد الصادق النيفر، وشيخ الإسلام المالكي شيخ شيوخنا علامة الدنيا في المعقول والمقاصد والأصول محمد العزيز جعيط، وقاضي الجماعة العلامة المرحوم الشيخ البشير النيفر والعلامة الشيخ الحطاب بوشناق، والعلامة محمد العربي الماجري، والعلامة المحدث حافظ المذهب في البلاد التونسية محمد الزغواني، وشيخ الجامع اللغوي الكبير المفسر الأصولي محمد الطاهر بن عاشور عليهم من الله الرحمة والرضوان.

ومن شيوخ الحجاز محدث الحرمين الشريفين المسند العلامة والحبر الفهامة الشيخ عمر حمدان المحرسي والشيخ أبا علي حسن محمد المشاط المكي صاحب التآليف العديدة والأقوال السديدة، ومسند العصر محمد ياسين الفاداني كما وسمه الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري رحمه الله. أما من المغرب فمنهم العالم الرحالة المسند الشريف عبد الحي الكتاني صاحب فهرس الفهارس، والشيخ محمد الحجوي، والشيخ محمد بن محمد الحجوجي الحسني وغيرهم كثير وفي ذكر هؤلاء الأعلام كفاية إذ هم رؤوس الدراية والرواية.

نشاطه:

ففي بيته تعلم مبادئ العلوم الشرعية واللغة العربية، ثم التحق بالمدرسةالقرآنية، وفي عام 1924م التحق بجامع الزيتونة لمواصلة دراسته الثانوية متدرجاً في مراحلها بنجاح مميز حتى أحرز شهادة ختم الدروس الثانوية سنة 1930م وهي شهادة تؤهل صاحبها للتدريس بجامع الزيتونة بصفة متطوِّع، ولذلك تسمى شهادة التطويع وكان من جملة شيوخه بالزيتونة شيخ الإسلام محمد العزيزجعيط رحمه الله تعالى (ت 1937م) وقاضي الجماعة العلامة الشيخ محمد البشيرالنيفر رحمه الله تعالى (ت 1974م) وحصل على إجازة من العلامة الشهير شيخ الإسلام محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى (ت 1973م) وفي سنة 1934مباشر الشيخ رحمه الله تعالى التدريس بجامع الزيتونة والمعاهد التابعة له، ولم يزل كذلك حتى سنة 1990م حيث أقعده المرض، وقد كانت دروسه عذبة لطيفة في إشاراتها فصيحة في عباراتها، وكان رحمه الله تعالى لواسع علمه يأتي بالعجب العجاب لسامعيه، فهو بحر علم يَعُبُّ عُبابه ويَغبُّ ميزابه، وقد أكرمني الله بمشاهدة هدْيه وسماع كلامه وامتلأت عيني وأذني منه.

وفي سنة 1936م شارك في تأسيس جمعية الزيتونيين التي أنشئت لإعداد النشرات، وتنظيم المحاضرات والاحتفالات بالمناسبات الدينية، وقد تولى الشيخ رحمهالله تعالى خطة الكاتب العام لهذه الجمعية.

وفي سنة 1937م ساهم في تأسيس الشبيبة الزيتونية التي ترمي إلى توحيد كلمة أبناء الجامع الأعظم.

وفي سنة (1365هـ/1946م) أكرمه الله بالحج إلى بيت الله الحرام، وكانتفرصة للقاء عدد من علماء المسلمين جمعهم هذا الموسم العظيم، وفي هذه المناسبة فكر الشيخ رحمه الله تعالى في دعوة حكومة المملكة العربيةالسعودية إلى حمل الجامعة العربية على الاشتغال بقضية الشمال الأفريقي بواسطة الشيخ حسن البنا رحمه الله تعالى فزاره زيارة خاصة، وحادثه في ذلك الشأن فقال الشيخ حسن: إن الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى عيَّن لي غداً موعداً للقائه، فقال الشيخ محمد الشاذلي: فرجوته أن يبلِّغ ما رغبت من حمل الحكومة السعودية للجامعة العربية على النظر في قضية الشمال الإفريقي بجدِّية، فواعدني بذلك وعيَّن لي أن آتي إليه ليخبرني بنتيجة لقائه فأتيته من الغد فأجابني بقبوله الرغبة من الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى.

وفي سنة 1953م أسس الشيخ رحمه الله تعالى جريدة الزيتونة الأسبوعية واختص بتحرير افتتاحيتها ليكتب عن هموم الأمة والمطالبة بإصلاح الزيتونة والذبِّ عنها مما عرَّضها للإيقاف عن الصدور مرتين، وفي الثالثة أوقفت نهائياً،وذلك في سنة 1957م.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير