تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

للصحيح، وشرحه على منظومة (الخصائص الصغرى) للسيوطي، وقد أجازه بكل ذلك إجازة مطولة كتبها بخطه وعلى الشيخ محمد بن عبد الرحمن الغزي بعضاً من شرح ألفية العراقي لزكريا وأول سنن أبي داود، وعلى قريبه الشيخ أحمد الغزي غالب الصحيح بالجامع الأموي بحضرة جملة من كبار شيوخ المذاهب الأربعة، وعلى الشيخ مصطفى بن سوار أول صحيح ا لبخاري وبعض ثلاثيات أحمد، وحج سنة ثمان وأربعين بعد الألف الهجرية، فسمع بالمدينة على الشيخ محمد حياة المسلسل بالأولية وأوائل الكتب الستة، وتفقه على شيخ المذهب مصطفى بن عبد الحق اللبدي، وطه بن أحمد اللبدي، ومصطفى بن يوسف الكرمي، وعبد الرحيم الكرمي، والشيخ المعمر السيد هاشم الحنبلي والشيخ محمد السلقيني وغيرهم، ومن شيوخه الشيخ محمد الخليلي، سمع عليه أشياء والشيخ عبد الله البصروي سمع عليه ثلاثيات أحمد مع المقابلة بالأصل المصحح والشيخ محمد الدقاق أدركه بالمدينة وقرأ عليه أشياء، واجتمع بالسيد مصطفى البكري فلازمه وقرأ عليه مصنفاته، وأجاره بماله وكتب له بذلك، وله شيوخ أخر غير ما ذكرت وله مؤلفات منها شرح عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني في مجلدين، وشرح ثلاثيات أحمد في مجلد ضخم، وشرحه نونية الصرصري الحنبلي وسماه "معارج الأنوار في سيرة المختار". (2)

صفاته وثناء العلماء عليه:

لقد أثنى على العلامة السفاريني كثير من العلماء الذين عاصروه بالذات، وأثنى عليه من لم يعاصره والسبب في ذلك هو تتلمذهم على كتبه ومؤلفاته وممن أثنى عليه من معاصريه المرادي فقال عنه: "الشيخ الإمام الحبر البحر النحرير الكامل الهمام الأوحد العلامة والعالم العامل الفهامة صاحب التآليف الكثيرة والتصانيف الشهيرة". فقد كان غرة عصره وشامة مصره لم يظهر في بلاده مثله، وكان يدعى للملمات ويقصد في المهمات ذا رأي صائب وفهم ثاقب جسوراً على ردع الظالمين وزجر المفترين إذا رأى منكراً أخذته رعدة وعلا صوته من شدة الحدة، وإذا سكن غيظه وبرد قيظه يقطر رقة ولطافة وحلاوة وظرافة، وله الباع الطويل في علم التاريخ وحفظ وقائع الملوك والأمراء والعلماء والأدباء وما وقع في الأزمان السالفة وكان يحفظ من أشعار العرب العرباء والمولدين شيئاً كثيراً. (3)

ووصفه الجبرتي وصفاً جميلاً فقال: "كان شيخاً ذا شيبة منورة مهيباً جميل الشكل ناصراً للسنة قامعاً للبدعة قوالاً بالحق مقبلاً على شأنه مداوماً على قيام الليل في المسجد ملازماً على نشر علوم الحديث مجداً في أهله، ولا زال يملي ويفيد ويجيز من سنة ثمان وأربعين إلى أن توفي". (4)

وقد أجاد في وصفه أيضاً صاحب (السحب الوابلة) حتى نستطيع أن نقول بأنه انفرد من بين من وصفه ممن ترجم له من العلماء فقال عنه: "كان إماماً متقناً جليل القدر وظهرت له كرامات عظيمة وكان حسن التقرير والتحرير لطيف الإشارة بليغ العبارة حسن الجمع والتآليف لطيف الترتيب والترصيف زينة أهل عصره ونقاوة أهل مصره صواماً قواماً ورده كل ليلة ستون ركعة وكان متين الديانة لا تأخذه في الله لومة لائم محباً للسلف وآثارهم بحيث أنه إذا ذكروا عنده لم يملك عينيه من البكاء وتخرج له وانتفع خلق كثير من النجديين والشاميين وغيرهم". (5)

وقال عنه في موضع ذكره لاجتهاده وشغفه بالعلم: " ... برع في فنون العلم وجمع الأمانة والفقه والديانة والصيانة وفنون العلم والصدق وحسن السمت والخلق والتعبد وطول الصمت عما لا يعنى وكان محمود السيرة، نافذ الكلمة رفيع المنزلة عند الخاص والعام سخي النفس كريماً بما يملك مهاباً معظماً عليه أنوار العلم بأدبه وصنف تصانيف جليلة في كل فن". (6)

ووصفه أيضاً بـ"الإمام المحدث البارع الزاهد.

ووصفه الشطي: "بالشيخ الإمام الحبر البحر الهمام العالم العامل والنحرير الكامل العلامة المحقق والفهامة المدقق صاحب التآليف الكثيرة والتصانيف الشهيرة بهجة الفقهاء والمحدثين شمس الدنيا والدين خاتمة الحنابلة في الديار النابلسية صاحب الفيوضات الإلهية والعلوم اللدنية عمدة المتأخرين حجة الناظرين في الفروع على الأصول الجامع بين المعقول والمنقول مطرز أردية الفتاوى بتحرير التحرير مرجل هامات المباحث والتقرير سيد أهل التحقيق على التحقيق وسعد أرباب التدقيق بنظرة التدقيق". (7)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير