تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما الدراسة الأخرى التي استطاع الباحث الإطلاع عليها، فهي دراسة سليمان الغصن: (عقيدة الإمام ابن عبد البر في التوحيد والإيمان)، وهي مهمة للباحثين في هذا الموضوع من طلبة الشريعة والدراسات الإسلامية، وشكلت استعراضاً لآراء ابن عبد البر في مختلف المباحث الكلامية، مع مقارنته بآراء العلماء المسلمين الآخرين، وفيها جهد علمي رصين يستحق التقدير.

ويحق لنا وقد سَبَقنا العديد من الباحثين أن نسير في ركابهم، ونشق طريقاً بين صفوفهم، للإسهام في تقييم جزء من نتاج هذا المفكر، ودراسة مؤلف هام من مؤلفاته، ليشكل أول دراسة أكاديمية حول ابن عبد البر تسجل في جامعات العراق، تعضد ذلك الاتجاه

العام نحو الدراسات الفكرية التي زاد الاهتمام بها في السنوات الأخيرة، وكونت مواضيع خصبة للعديد من الدراسات الجادة، دارت مواضيعها حول العلماء المسلمين ونتاجهم الفكري والحضاري، فأغنت هذه الدراسات التاريخية المكتبة العربية، وأضحت ذات قيمة ثقافية وتراثية كبيرة.

وبطبيعة الحال، فإن مثل هذا الموضوع يتطلب الإحاطة بمصادر متنوعة، لإغناء مادته العلمية، أهمها دراسة عصر ابن عبد البر وحياته قبل الولوج في دراسة كتابه، وقد شمل ذلك استيعاب العديد من المصادر الأندلسية والمشرقية، لتكوين صورة واضحة المعالم للكتاب ومؤلفه، ووفق هذا الاعتبار فقد تم تقسيم هذا البحث وفق الأسس الآتية:

الباب الأول: وقد ضم هذا الباب فصلين، شمل كل واحدٍ منهما ثلاثة مباحث، ففي الفصل الأول شرعنا في دراسة عصر المؤلف وذلك بالتركيز على ثلاثة محاور، مثلت بحقيقتها مباحث هذا الفصل، المبحث الأول: وفيه تناول الباحث الأوضاع السياسية في الأندلس، بشكل موجز مختصر، غير مخل، وقد سلطنا الضوء على الازدهار الذي مرت به الأندلس في الربع الأخير من القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، ثم حقبة الفرقة والضعف حتى وفاة ابن عبد البر، أما المبحث الثاني: ففيه بيان لسمات عصر ابن عبد البر الثقافية، وأبرز مميزاتها، والتي شكلت أثراً واضحاً في إغناء الحضارة الأندلسية بصورة عامة، في حين كان المبحث الثالث والأخير يدور حول تفاعل ابن عبد البر مع عصره، وإبراز نشاطه السياسي والفكري.

وحاولنا خلال الفصل الثاني، من الباب الأول، دراسة حياة المؤلف ومكانته العلمية، فضم المبحث الأول منه: نشأة ابن عبد البر، ودراسته الأولية في مدينة قرطبة، كما فيه بيان لحال أسرته ومكانتها العلمية. وتناولنا في المبحث الثاني: أبرز الشيوخ الذين أخذ العلم عنهم، وكان لهم أثرٌ واضحٌ في مسيرته الفكرية، ثم تلاميذه الذين حملوا نتاج هذا المفكر وآثاره، واصبحوا علماً دالاً على آثار شيخهم، فاخذ طلبة العلم عنهم الكثير من ذلك. أما المبحث الثالث من هذا الفصل: ففيه بيان للمكانة العلمية التي وصل إليها ابن عبد البر، وثناء العلماء عليه، وما قالوه في حقه وحق مؤلفاته، ثم استعراض هذه المؤلفات مع بيان المطبوع وتمييزه عن المخطوط والمفقود.

الباب الثاني المعنون بـ (منهج الاستيعاب)، وقد قسمناه إلى فصلين، الفصل الأول يشمل التعريف بالكتاب عبر ثلاثة مباحث، في الأول منها حاولنا تحليل مقدمة الكتاب وبيان مقاصد المؤلف في كتابه، ثم تحديد مصطلح الصحابة عند ابن عبد البر، ومن الذي حمل هذه الصفة، ويحق لاسمه أن يدون معهم. وشمل المبحث الثاني التعريف بنطاق الكتاب، حيث حاولنا تحليل تسميته ومفهومها، ثم محاولة تتبع الاستدراكات على الكتاب من قبل العديد من العلماء واستعراض نماذج منها. وحوى المبحث الثالث من هذا الفصل، التعريف بكتاب (الانباه على قبائل الرواة) والسبب الذي دفعنا لدراسته، كونه يعد مقدمة نسَبية لكتاب الاستيعاب، وأبرز السمات التي حواها، والموارد التي اعتمدها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير