تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقاء مع د. تَدمري (محقق تاريخ الإسلام للذهبي) [لا تبخلوا علينا بتعليقاتكم]

ـ[أبو الحسين الزواوي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 02:37 م]ـ

ترك العلماء المسلمون تراثا ضخما يشمل مختلف التخصصات العلمية وعلى رأسها الجوانب الدينية والأدبية والتاريخية، مع التداخل الحاصل بين هذه التخصصات، واضطلع كثير من الباحثين بعبء استكشاف هذا التراث ونقله من الخزائن المظلمة إلى عالم الطباعة، أين يتسنى للباحثين بناء ثروة معرفية قائمة على أساس تراكمي، يستفيد فيه كل جيل من الأجيال السابقة وما تركوه من نظريات معرفية ومناهج بحث وآراء فلسفية وتاريخية وكلامية .. وحتى من الأخطاء التي لا يسلمُ بشر منها، حاشا الأنبياء.

وليس من المُيسّر في كل يوم أن نلتقي أمثال د. عمر عبد السلام تدمري، وهو الباحث الذي يُمثّل مسيرة تَواصل تُراثي رَبَطَ تاريخَ الأمة بحاضرها، حيث أصدر إلى حد الآن 56 كتابا طُبعت في 151 مجلد، ما بين تأليف وتحقيق لكُتُبِ الأئمة القدماء.

لكنّ الذي شدّ انتباهي أكثر عند لقائي به، هو ذلك المجهود الكبير الذي يبذله إضافة إلى التأليف والتحقيق، فيجعل من التاريخ المسطور في الصحائف مثالا حيا تُشاهده الأجيال، ولهذا سعى ـ ولا يزال ـ رابطا بين حاضر الشام وتاريخه، عبر نشاطات جمعوية ومهرجانات تاريخية واستدراكات علمية، تُصحّح وتُوجّه وتُوضّح، لأن الأمة التي لا تستند على تاريخ لا يمكن لها أن تصنع المستقبل.

وعلى هامش الملتقى الدولي الذي أقيم حول عقبة بن نافع الفهري في بسكرة، بتنظيم من جمعية الخلدونية، التقيناه وأخذنا معه بأطراف الحديث .. حديث كان يتمحور حول التراث وما يشوبه ويُعكّر صفوه بسبب أقوام جعلوه تجارة لا تُقوَّم إلا بما يُمكن أن تجلبه من أرباح شخصية، ولو على حساب التراث نفسه وحساب الأمة التي لا تزال تتخبط في ظُلُمات التيه.

بداية، من هو د. عمر عبد السلام تَدْمُرِي؟

ولدتُ في مدينة طرابلس في منطقة الحدادين سنة 1940م، ودرستُ دروسي الابتدائية في مدرسة تسمى "المدرسة الزاهرية" في مدينة طرابلس، ثم أكملت دراستي الثانوية في كلية التربية والتعليم الإسلامية في طرابلس، ثم انتقلت إلى القاهرة فالتحقت بجامعة الأزهر، وحصلت منها على شهادة الليسانس في التاريخ والحضارة، ثم درجة الماجستير ثم درجة الدكتوراه بدرجة الشرف الأولى. وكانت رسالتي عن الماجستير عنوانها (الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى)، والدكتوراه (تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور)، حيث تناولت فيها تاريخ المدينة منذ تأسيسها حتى سقوط دولة المماليك، والكتابان مطبوعان.

وكتاب (الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى) كان هو المولود الأول، وصدر عام 1973 قبل أن أحصل على الدكتوراه، ثم توالت بعد ذلك مؤلفاتي وتحقيقاتي.

وأنا أحمل دكتوراه دولة في التاريخ الإسلامي والحضارة منذ عام 1976، وأستاذ في الجامعة اللبنانية يشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه، وعضو الهيئة العليا لاتحاد المؤرخين العرب، وحائز على وسام المؤرخ العربي، وحاليا عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بدار الفتوى في لبنان.

صدر لي لحد الآن 56 عنوانا في 151 مجلدا ما بين تأليف وتحقيق، ونشر لي أكثر من 300 بحث ودراسة مُحكّمة، وشاركتُ في أكثر من 30 مؤتمرا دوليا.

[على هامش التحقيق .. لابُدّ من بعث التاريخ]

ولي أيضا مشاركات وأعمال أخرى تختص بمدينة طرابلس في أنشطة ثقافية واجتماعية، منها أنني أحييتُ مناسبة مرور 700 عام على تحرير مدينة طرابلس من أيدي الصليبيين والفرنجة المحتلين، التي تصادف سنة 688هـ/ 1289م، حيث أقمت احتفالا ضخما بهذه المناسبة لتوعية أهل طرابلس بأهميتها. كما أقمت احتفالا آخر بعد 12 عاما بمناسبة مرور 700 عام على تأسيس الجامع المنصوري الكبير بمدينة طرابلس الذي سُمِّي باسم السلطان المنصور قلاوون الذي حرر طرابلس من أيدي الفرنجة، وأتيتُ بوزير الثقافة والتعليم العالي، وهو مسيحي، ليُلقي كلمة بهذه المناسبة، وطلبتُ من بلدية طرابلس بكتاب وجهته إليها بإطلاق اسم السلطان الأشرف خليل بن قلاوون على ميدان كبير قريب من الجامع المنصوري، وحصلنا على الموافقة من البلدية ووزارة الداخلية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير