والمغيرة هو الذي أسلم من المجوسية على يدي اليمان الجعفي والي بخارا (لك أن تكتب بخارى أو بخارا وهكذا في كل رباعي كما قرره ابن جني في المقصور والممدود).
وتوفي رحمه الله منفيا عن وطنه ممتحنا بقرية خرتنك على نحو من ثلاثة أميال من سمرقند ليلة عيد الفطر و يوم السبت سنة ست وخمسين ومائتين وله اثنتان وستون سنة إلا ثلاثة عشر يوما اهـ
وفي هذا الإسناد وقفات:
الأولى: الشيخ المسمع صاحب الإسناد هو ذو النسبتين أبو الخطاب عمر بن الحسن بن علي الأندلسي، ولد أبو الخطاب ابن دحية في ذي القعدة سنة سبع - أو ثمان - وأربعين وخمسمائة، وقيل سنة 544 وقيل غير ذلك وتوفّي في انفجار الفجر ليلة الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم، وهو إمام مشهور، قد حدث في رحلته بصحيح البخاري وغيره.
وهذا المجلس أستظهر أنه في مصر، لما قدمها وبنيت له دار الحديث فيها، والنسخة مكتوبة بخط أقدم من الخط الذي كتب به الإسناد، وكلا الخطين مشرقي، فالسماع في المشرق، والنسخة مكتوبة في المشرق أيضا، ولعلها كتبت في مصر.
فالسماع وإن لم يكن مؤرخا إلا أنه لا شك قبل أن يصرف عن التدريس في دار الحديث.
الثانية: لذي النسبتين إسنادان عن كريمة، وإسنادان عن الفربري.
أما روايته عن كريمة، فقد ذكر الإسناد الأول من طريق الشنتريني شيخ شيخه:
وهو عيسى بن محمد بن عبدالله بن عيسى بن مؤمل بن أبي البحر الشيخ العالم المعمر أبو الاصبع الزهري الشنتريني.
سمع من كريمة، والحبال، وأبي معشر الطبري، وأبي الوليد الباجي، وابن دلهاث، وعدة.
أخذ الناس عنه، وسكن العدوة.
قال ابن بشكوال: كتب لي القاضي أبو الفضل أنه توفي نحو سنة ثلاثين وخمس مئة، وأنه أخذ عنه.
قال الذهبي: وروى عنه أبو بكر بن خير، وقد روى ابن دحية عن ابن خير عنه، عن كريمة من الصحيح أهـ
والثاني: من طريق أبي العباس العطار القونكي، نسبة إلى قونكة مدينة بالأندلس.
وأما عن الفربري، فطريق كريمة عن الكشميهني عنه، وطريق الداودي عن السرخسي عنه.
وهذان الإسنادان غير إسناد النسخة، فإنها نسخة أبي زيد المروزي عن الفربري.
ولأنه لم يثبت على النسخة الإسناد إلى أبي زيد فإن ذلك قد يحتمل أن تكون هي نسخة أبي زيد نفسه، أو منسوخة من نسخته مباشرة، كما ذكرنا آنفا، والله أعلم بحقيقة الحال.
المقابلات والمراجعات:
ثبت في الصفحة الأولى من النسخة ما صورته:
قال محمد بن أحمد المصعولي (في دراسة منجانا المصعوبي): قابلت نسختي هذه بنسخة مقابلة بأصل عليه خط أبي الوقت وعلمت له: قت، ولماسقط عنده: س قت، هكذا ليعلم ذلك.
وكان معنا نسخة بأصل أبي ذر فما كان فيه أيضا من الخلاف عليه: ذ فإنه له، وما كان عليه خ فإنه له نسخة، والله الموفق.
فالمصعولي هذا قابل النسخة، وليست النسخة الأصل بخطه، بل حشاها بالمقابلة على روايتين أخريين، هما رواية ابي الوقت وأبي ذر، وخطه في النسخة مميز من خط الأصل.
وهذه الطريقة التي اعتمدها هي طريقة العلماء في ضبط البخاري وتحقيقه، وسأبين ذلك بمزيد بسط في المبحث الآتي الذي يتكلم عن منهج العلماء في تحقيق البخاري، والله الموفق.
ـ[مسلم2003]ــــــــ[24 - 01 - 07, 04:09 م]ـ
هل لديك معلومات عن مصير النسخة التي بخط الحافظ الإسماعيلي؟
ـ[احمد بن فارس السلوم]ــــــــ[25 - 01 - 07, 10:56 ص]ـ
المنهج في تحقيق صحيح البخاري:
كل كتاب تتعدد رواياته يحتاج إلى طريقة مناسبة لتحقيقه ونشره بين الناس، ذلك لأن طريقة التلفيق لإخراج متن مصحح لا تصلح مع الكتب التي تتعدد رواياتها، ولا سيما في كتب ومصنفات الطبقة المتقدمة من المصنفين، حيث إن الرواية قد تتغاير مع الرواية الأخرى حتى كأن كل واحدة كتاب على حيالها.
ولك أن تتطالع على سبيل المثال الكتاب الذي صنفه ابن قتيبة في تراجم الشعراء لترى كيف أن الرواية تختلف مع صاحبتها حتى كأنك تقرأ في كتابين، وكذلك كتاب العلامة الجمحي طبقات فحول الشعراء وغيرها من المصنفات.
لذلك كان لا بد من اعتماد منهج مناسب في تحقيق مثل هذه الكتب التي لو اعتمدنا فيها على تلفيق النص وعلى ما يسمى بتصحيح المتن لخرجنا برواية زائدة محرفة لا تمت إلى المؤلف بصلة.
¥