تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[27 - 01 - 07, 10:13 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

صدرت حديثاً عن مكتبة الرشد بالرياض الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب:

النكت في القرآن

نكت المعاني على آيات المثاني

لأبي الحسن علي بن فضال المجاشعي المتوفى سنة 479هـ

بتحقيق الدكتور إبراهيم الحاج علي.

وهذا الكتاب من الكتب التي عنيت بالكلام على مشكل القرآن الكريم من حيث معانيه وإعرابه، وقد عرضها على هيئة السؤال والجواب، بأسلوب تعليمي سهل، مع اشتماله على نقول لا تكاد تجدها إلا فيه عن علماء اللغة والتفسير المتقدمين، وتزيد قيمته العلمية لتقدم وفاة مؤلفه رحمه الله، وتقدمه في علم النحو واللغة.

ويقع الكتاب في مجلدين لطيفين من القطع العادي.

منقول http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7181

ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[27 - 01 - 07, 10:15 م]ـ

لا يخفى على من يريد معرفة سر الإعجاز؛ لا يخفى عليه أن يطلب الكتب المعينة على ذلك. ولقد كتب العلماء في ذلك كتبًا مستقلةً، فضلاً عن ما أودعه آخرون في تفاسيرهم، بل قد بنى بعضهم تفسيره على النظر في بلاغة القرآن، وكان فارس هذا الميدان ـ بلا نزاع ـ محمود بن عمر الزمخشري المعتزلي (ت: 538)، الذي صار كتابه موئلاً للناهلين من بلاغة القرآن، ومرجعًا للمضيفين والمتعقبين في هذا المجال، وكان من أنفس التعليقات عليه في هذا المجال كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب؛ للطِيبي، شرف الدين، الحسن بن محمد بن عبد الله (ت: 743).

ولئن كان كشاف الزمخشري سببًا في خروج مثل هذه الحاشية النفيسة، فلقد كان سببًا في خروج كتاب نفيس عُنِي ببلاغة القرآن، وهو كتاب (الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وحقائق الإعجاز) ليحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم العلوي اليمني المعتزلي، وهو من أئمة الزيدية (ت: 749).

قال في مقدمة كتابه (ص: 5): (ثم إن الباعث على تأليف هذا الكتاب هو أن جماعة من الإخوان شرعوا في قراءة كتاب الكشاف؛ تفسير العالم المحقق أستاذ المفسرين محمود بن عمر الزمخشري، فإنه أسسه على قواعد هذا العلم، فاتضح عند ذلك وجه الإعجاز من التنْزيل، وعُرِف من أجله وجه التفرقة بين المستقيم والمعوج من التأويل.

وتحققوا أنه لا سبيل إلى الاطلاع على حقائق إعجاز القرآن إلا بإدراكه، والوقوف على أسراره واغواره، ومن اجل هذا الوجه كان متميزًا عن سائر التفاسير؛ لأني لا أعلم تفسيرًا مؤسسًا على علمَي المعاني والبيان سواه، فسألني بعضهم أن أُملي فيه كتابًا يشتمل على التهذيب والتحقيق، فالتهذيب يرجع إلى الألفاظ، والتحقيق يرجع إلى المعاني؛ إذ كان لا مندوحةلأحدهما عن الثاني).

وكثيرًا مايقع السؤال عن كيفية معرفة إعجاز القرآن الموصل إلى ذلك التذوق العربي الأول، الذي به أدرك المعاصرون لنُزوله ما تميَّز به هذا القرآن عن أفضل كلامهم، فأذعنوا له من هذه الجهة، ولم يرد عن احد منهم إنكارٌ عليه من جهة بلاغته وعربيته، فكان انقضاء ذلك الجيل من المعاندين للدعوة بدون أن يعترضوا عليه من هذه الجهة = دلالة على صحتها، ودلالة على سلامة القرآن من أن يمكن لأحد أن يأتي بمثله، ولو كان الجن للإنس ظهيرًا في هذا.

ولا شك أن إدراك سر الإعجاز أوسع من ما أريد أن أطرحه في هذه المقالة التي أتمنى أن يشارك فيها الأعضاء بطرح الكتب وبيان مميزاتها التي تعين على تفهُّم بلاغة القرآن، وإدراك إعجازه المرتبط بعربيته نظمًا وأسلوبًا وبيانًا.

كما أنه لا شكَّ أن معرفة أعلى كلام تكلمت به العرب، وهو شعرها الذي تميزت به، ووصلت فيه إلى درجات عليا في الفصاحة والبيان = لا شك أنه الطريق الموصل إلى معرفة سر الإعجاز، وإلى إدراك بلاغة القرآن على الوجه اللائق به، غير أنَّا انقطعنا عن هذا الشعر، وقلَّ من يقرؤه منا قراءة فكٍّ وتفهُّمٍ وتعلُّمٍ، فكم في شعرهم من الوفائد العلمية، واللذائذ النفسية.

غير أن المراد الآن الرجوع إلى الكتب النقدية التي درست شعر الشعراء، واعترضت عليهم في اختيار الألفاظ والمعاني؛ لكي نستفيد من تجارب بعضنا قي هذا المجال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير