تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا كلام عالم عرفَ حَدَّهُ، ووقفَ عندَهُ، فاستحقَّ التقدير مِنّا جَميعاً، وفقه الله ونفع به. وهذا أدب يجب علينا جميعاً احتذائه، واحترام تخصصات الآخرين، وعدم التقدم بين يدي أهل التخصص، فهذا أدعى للثقة بما نحمله من العلم، وأدل على عقل الباحث، وحسن تربيته وذوقه العلمي والأدبي. بخلاف من يخوض في كل علم، ويكتب في كل فن، بغير علم ولا هدى، فإنه لا يحظى بالتقدير والثقة. وحتى تعرف مدى علم مؤلف الكتاب، تأمل رده على عبارات الدكتور عبدالحليم نور الدين المتواضعة التي تدل على عقله وأدبه. [انظر: ص197 - 206]

والذي دفعني إلى كتابة هذه المشاركة هو اطلاعي على الكتاب نفسه قديماً، ثم اطلاعي على التقرير الذي كتبه الأستاذ الدكتور عبدالستار فتح الله سعيد أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة أم القرى، وعضو مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة الذي نشرته مجلة المجمع الفقهي مؤخراً، ثم أخيراً ملاحظة كثرة الطاعنين في القرآن من كل جهة، بغير علم، ولا أدب، ولا مراعاة لتخصص، ولا لقداسة القرآن، ولا لحرمة التفسير والتقول على الله بغير علم.

وقد رغبت من وراء طرحه في الملتقى إطلاع الإخوة على فكرة هذا الكتاب، وبيان الردود التي صدرت حوله.

وقبل نشري للمشاركة بحثت في الانترنت (عن طريق جوجل) عن هذا الكتاب، فأسعدني وجود بحث قيم للأستاذ الكريم علي بن عبد الرحمن القضيب العويشز بعنوان (الرد على كتاب الهيروغليفية تفسّر القرآن الكريم)، لعله أحد بحوث الدراسة التمهيدية لمرحلة الماجستير أو الدكتوراه بكلية التربية بجامعة الملك سعود، وقد نقلت البحث إلى مكتبة شبكة التفسير لفائدته، وحتى ينتفع به القراء في هذا الموقع إن شاء الله.

فكرة كتاب الهيروغليفية الأساسية:

ردُّ القول بأَنَّ الحروف المقطعة التي في أوائل السور هي حروفٌ هجائيَّةٌ، والذهاب إلى أَنَّها كلماتٌ وجُمَلٌ لها معانٍ في اللغة المصرية القديمة المعروفة باللغة الهيروغليفية.

أما المنهج الذي استخدمه الكاتب:

يقول المؤلف: (المنهج الذي سنستخدمه في كتابنا هو: تحديد الرموز القرآنية المعجمة التي في أول السور الـ - 29، وإعادة كتابتها بلغتها الأصلية، ثم البحث في معانيها في قاموس اللغة المصرية القديمة، ثم التأكد من صحة معناها في السياق، سواء بالحس اللغوي التفسيري أو بما نستطيع الحصول عليه من كتب السيرة والسنة من إشارات في هذا الاتجاه.

وهدف هذا الكتاب:

1. تعيين اللغات المقدسة (- اللغة المصرية القديمة، اللغة البابلية وعلى وجه التحديد في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد، واللغة العبرية ن اللغة العربية -) وإعلاء شأنها على سائر اللغات، حتى نتفادى أن يفسر مجتهد كلمات معجمة في القرآن الكريم بلغات أخرى غير المقدسة لمجرد تشابه كلمة معها؛ كأن يقول قائل في معنى (فرت من قسورة): الأسد، ويشرح كلمة قسورة بلغة اخرى (الحبشية) غير مقدسة مثلا (وكلمة قسورة أيضا كلمة مصرية وتعني: (رامي الحربة). فإن هو فسر بها كلمة فلن تسمو تلك اللغة لتفسر كلمات أخرى، وربما كانت تلك اللغة قد انتقلت إليها الكلمات من المصرية لانها ليست بأقدم من اللغة المصرية.

2. لا بد وأن يأتي المنهج بثمرة ويضيف إلى تفسير الآيات ما يستأهل الأخذ بهذا المنهج.

3. لا بد وأن يعاون المنهج على الكشف عن أسرار جديدة في القرآن- ذَكَّرني هذا الكلام بصاحب موقع أسرار القرآن! -، من أسرار الله وعلوم وتاريخ. . . إلخ.

4. واخيراً ليتضح معنى الآيات التي ورد بها الرمز في محاولة للوصول إلى مراد الله عز وجل.

5. لتأكيد بلاغة القرآن حتى وإن احتوى بعض الكلمات المعجمة حيث غن وضعها في سياقها وتوظيفها في مكانها في الآيات يشير إلى بلاغة عالية رفيعة مما سنشير إليه في موضعه.

فاستخدام المنهج المذكور ليس مجرد شرح مفردات أو أن كلمة ما تساوي كلمة أخرى من لغة أخرى وحسب، بل لا بد وأن تضيف هذه المعلومة الجديدة كشوفا جديدة إلى تفسير النص، وشرحها يساعد في توضيح المراد الحقيقي الذي أراده الله عز وجل، وإلا كانت هذه العملية برمتها لا فائدة منها ولا طائل) [ص 31 - 32]

وأدعو في ختام هذا المقال الإخوةَ القراء الفضلاء إلى الاطلاع على:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير