تبرز أهمية كتب الخطط في إمدادنا بفيض من التراجم يضيف إلي حصيلة الترجمة للرجال والنساء في الإنتاج التأليفي عند المسلمين. [/ COLOR]
ومن مؤرخي الخطط حسبنا أن نشير إلي ابن عبد الحكم (ت 257 هـ/ 870 م) والكندي (ت 350 هـ / 961 م) وابن زولاق (ت 387 هـ / 997 م) والمسبحي (ت 420 هـ / 1029 م) والقضاعي (ت 454 هـ / 1062 م) والشريف الجواني (ت 588 هـ/ 1192 م) وابن عبد الظّاهر (ت 692 هـ / 1292 م) وابن المتوج (ت 730 هـ / 1329 م) وابن دقماق (ت 809 هـ / 1406 م) والأوحدي (ت 811 هـ / 1408 م) والمقريزي (ت 845 هـ /1442 م) عمدة المؤرخين، وتعد رائعته الموسومة بـ "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" المعروفة "بالخطط المقريزية" اشهر كتب الخطط التي وصلتنا، ولذلك فقد حظي باهتمام كبير من قبل المستشرقين والعلماء والباحثين، وإليه نسب مؤلفنا كتابه " ذيل المقريزي"، وابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ/ 1454 م) وتلميذه السخاوي (ت 902 هـ/ 1496 م) وابن أبي سرور البكري (ت 1087 هـ / 1677 م) وعلي باشا مبارك (ت 1311 هـ/1893 م).
ولم تحظ مدينة إسلامية مثلما حظيت به مدينة القاهرة، قاهرة المعز، وعاصمة الإسلام وحصنه العتيد. من اهتمام المؤرخين بتاريخها وخططها، فكانت مادة خصبة للتأليف والإبداع، وخصصت لها السير والخطط، وحازت علي ألباب وأفئدة المؤرخين المصريين، الذين يعدون أول من ابتكر هذا النوع من الأدب التاريخي، كان أولهم ابن عبد الحكم، ومن بعده توالت سلسلة مؤرخي الخطط المصريين حتى بلغت ذروتها علي يد المقريزي أعظم مؤرخي الخطط المصرية.
وقد فقدنا الكثير من هذه السير والخطط التي تصف عظمة القاهرة وبهائها في العصور الوسطي، ولكن لا يزال لدينا اليوم منها تراث نفيس خالد، وتبدو أهمية هذا التراث خاص، متي ذكرنا أن القاهرة وحدها من بين الأمصار الإسلامية العظيمة، لازالت تحتفظ بمعظم مواقعها وآثارها القديمة. وبينما فقدت معظم الحواضر الإسلامية المشرُقَيَّة منها والمغربية أثوابها الزاهية التي كانت لها في العصور الوسطي، وفقدت معظم مميزاتها وخواصها القديمة، إذا بالقاهرة وحدها تجمع إلي عظمتها في العصور الوسطي وإلي آثارها الإسلامية الزاهرة، كل مميزات الأمصار الإسلامية العظيمة، وإذا بالكثير من خططها ومعالمها القديمة لا يزال حيا قوي الأثر، تؤكده وتعينه آثارها الباقية.
** التعريف بالكتاب و نسخه:
هو كتَاب "ذيل خطط المقريزي" المعروف بـ " ذيل المقريزي" للمؤلف عبد الحميد بك نافع، توجد لهذا الكتاب عدة نسخ، الأولي محفوظة بدار الكتب الأَزْهَرية تحت رقم 6703 تاريخ أباظة، والثانية محفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم 190 بلدان تيمور، كما يوجد فصلا من الكتاب محفوظ بدار الكتب المصرية يحمل عنوان "ورقات من خطط لمصر الفصل الثالث في ذكر مدارس القاهرة ومستشفياتها ومعاملها وذكر مطبعة بولاق وقصر عابدين وغيرها وذكر المسافرخانة وهي قطعة من ذيل خطط المقريزي لعبد الحميد بك نافع" ضمن نسخة كتاب "تاريخ الوزير محمد علي باشا" رقم 2390 تاريخ تيمور.
** منهج التحقيق:
1 ـ اعتبار نسخة دار الكتب الأَزْهَرية هي النسخة الأصلية ومقارنتها بنسختي دار الكتب المصرية.
2 - مراجعة المعلومات الواردة في الكتاب مع المصادر الأخرى العربية والأجنبية وخاصة الخطط التوفيقية لعلي باشا مبارك بالإضافة إلي المراجع العربية والأجنبية الحديثة والتي تناولت تاريخ مدينة القاهرة عامة والقرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي خاصة.
3 - التعريف بما غمض من الكلمات والعبارات والتعليق عليها والتعريف بالألفاظ الاصطلاحية والوظائف وضبط أسماء الأعلام والبلدان.
4 - عرض نص الكتاب كما وضعه مؤلفه، فقد سار علي منوال معاصريه من بسط الكلمات وتجاهل الهمزات مثل "الامرا" و "العلما " و "الخلفا".
5 - إضافة ملحق يتضمن مجموعة من خرائط مدينة القاهرة، قام بعملها مجموعة من كبار زوار مدينة القاهرة من الرسامين الأوربيين، توضح تطور خطط مدينة القاهرة منذ القرن الخامس عشر الميلادي حتي منتصف القرن العشرين الميلادي.
** مؤلف الكتاب:
¥