تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هو عبد الحميد بك نافع بن خليل أفندي، من كبار الأثرياء بالقاهرة، كان له قصر في شبرا تحيط به حديقة فيحاء كبيرة. نشأ المؤلف بمدينة القاهرة، وشغف وهو فتي بالأدب، وأكثر من الاجتماع بشيوخه، وتلقي منهم الكثير؛ وحبب إليه اقتناء نفائس الكتب والمغالاة بها، فجمع خزانة عظيمة منها شراء واستنساخا، وكان يعتمد علي الشيخ نصر الهوريني في مقابلتها وتصحيحها. كان له مع المغالين بالكتب من فضلاء عصره نوادر وغرائب في التسابق لاقتنائها، وسمع به الوراقون فحملوها إليه من الأفاق، وهو يسخو عليهم، ولا يماكس في الأثمان، حتي صارت خزانة كتبه يضرب بها المثل. وكان يجاريه في ذلك عبد الغني فكري بك ولا يكاد يلحقه مع اشتهاره بالمغالاة بها. اشتعل المؤلف بالموسيقي، وآلف فيها رسالة، وأتقن العزف علي القانون، وأكثر من المطالعة في كتب الأدب ودواوين الشعر، ومن مطارحة الأدباء ومناظرتهم، حتي صارت له ملكة أدبية يعتد بها. كانت داره ملتقي الفضلاء والشيوخ والأدباء، كانوا يجتمعون عنده في الغالب كل ليلة جمعة، فيجري بينهم المطارحات الشعرية. كما كان المؤلف صديقا للشاعر إبراهيم أفندي طاهر، عاشا سويا حتي فرق بينهم الموت. إذ تميزا بتلقيب فضلاء عصرهم بألقاب قديمة لأعيان وشعراء مشهورين، مع مراعاة مطابقة اللقب لهيئة الملقب به أو أخلاقه، وقد جمع في ذلك الشيخ احمد الفحماوي رسالة كبيرة كثيرة الطرف. وللمؤلف من المؤلفات فيما عدا هذا الكتاب ورسالة الموسيقي، كتاب "أعيان القرن الثالث عشر وبعض الثاني عشر" بيع لما بيعت كتبه، وهو موجود الآن في ليدن بهولندا، كما جمع المؤلف "ديوان صفوت أفندي الساعاتي" مختصرا.

لم يطل العمر بالمؤلف، إذ مات شابا في عهد محمد سعيد باشا، و بعد وفاته استولي محمد عارف باشا زوج أخته علي كتبه، فكانت له مادة ثمينة في الكتب التي طبعها، ثم تشتت وبيعت.

** مصادر الكتاب:

من خلال بعض الإشارات العابرة ضمن الكتابات أمكننا الوقوف إلي بعض المصادر التي اعتمد عليها المؤلف في كتاباته وخاصة اعتماده الواضح علي كتابات المؤرخ الكبير تقي الدين احمد بن علي المقريزي وخاصة كتَاب "المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار" المعروف بـ "الخطط المقريزية" وذلك عند الحديث عن أثار الأقدمين، والشيخ حَسَن ابن حُسين المعروف بابن الطُولُوني الحَنَفي صاحب كتاب النزهة السنية في أخبار الخلفا والملوك المصرية، ومؤلفات الإمام عبد الرحمن السيوطي ومنها كتابه المعروف بـ "كوكب الرَّوْضَة في تاريخ النيل وجزيرة الرَّوْضَة"، ومؤلفات الإمام عبد الوهاب الشعراني، وكتاب "قطف الأزهار من الخطط والآثار" لابن أبي سرور البكري، وأحدي مؤلفات المؤرخ أبي عمر الكندي عند الإشارة لمقياس النيل، كما اعتمد المؤلف علي بعض الروايات السمعية من بعض من لهم دراية بعلم التاريخ وخاصة عند نسبته القصر العيني إلي المؤرخ بدر الدين العيني، يضاف إلي ذلك ما أورده الكاتب من أشعار لشعراء مثل ابن الصايغ وابن خطير والقاضي عبد الخالق ابن عون الأخميمي وجمال الدين علي ابن ظافر الحداد والشيخ حَسَن العطار والشيخ رفاعة الطهطاوي والسيد احمد البقلي، مما يدل علي سعة علم المؤلف وحبه للشعر وتنظيمه إياه، فقد وردت في الكتاب بعض الأبيات الشعرية المنسوبة للمؤلف.

** محتويات الكتاب:

قسم المؤلف كتابه إلي عدة فصول، يدور الفصل الأول حول القاهرة وأجناس أهاليها ودياناتهم، ويدور الفصل الثاني حول ما بالقاهرة من الأثمان والشوارع والدروب والحارات والعطف، ويدور الفصل الثالث حول ما بأثمان القاهرة المعزية من الجوامع والمساجد والزوايا والتكايا والمشاهد والأضرحة والأسيلة والمكاتب، ويدور الفصل الرابع حول ذكر مدارس واسبتاليات وفابريقات القاهرة وإقليمها، ويدور الفصل الخامس حول ذكر الفابريقات المعبر عنها بالورش، ويدور الفصل السادس حول ذكر دور القاهرة العظيمة المسماة بالسرايات والقصور والكوشك وما بالضواحي من ذلك، ويدور الفصل السابع حول ذكر متنزهات القاهرة المسماة بالجناين والبِرَك والغِيطان.

** أهمية الكتاب:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير