تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مسألة في مصطلح الحديث: خبر التابعي المستور الذي لم يوثقه إلا ابن حبان]

ـ[حمد أحمد]ــــــــ[12 - 08 - 06, 04:26 م]ـ

بسم الله، اللهم صلّ وسلّم على محمد

هذا الموضوع مكرّر، ومن جميل ما قرأت هو كلام أخينا زياد العضيلة:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12834&highlight=%CC%E5%C7%E1%C9+%C7%E1%CA%C7%C8%DA%ED

ولا يمكن الآن الإضافة في تلك المواضيع.

واستندتُ على بعض كتب المصطلح في الموضوع.

فأحببتُ فتح موضوعٍ لمسألة جديدة لنا نحن المبتدئين.

قال الدارقطني رحمه الله في كتابه (الإلزامات على صحيحي البخاري ومسلم):

ذكر أحاديث رجال من الصحابة رضي الله عنهم رووا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) رويت أحاديثهم من وجوه لا مطعن في ناقليها ولم يخرجا من أحاديثهم شيئاً فيلزم إخراجها على مذهبهما وعلى ما قدمنا ذكره وما أخرجاه أو أحدهما. وبالله التوفيق

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7664&highlight=%C7%E1%C5%E1%D2%C7%E3%C7%CA

بالنسبة لي كمبتدئ استغربتُ هذا الإلزام، فهي معلومة جديدة عليّ، أنّ مذهب البخاري ومسلم في صحيحيهما: هو قبول أحاديث متقدمي التابعين المستورين بمجرّد عدم طعن أحد في ضبطهم.

وعندما تفكّرتُ وجدته قريباً من الصواب بالنسبة إليّ.

لأننا نقبل خبر من رأى النبي صلى الله عليه وسلّم وإن لم يصاحبه ويسمع منه، بل بمجرّد معرفتنا بلقاءه رسولَ الله قبلناه.

لِمَ؟

لأنّ الكذب (بمفهومه الشامل الذي يندرج تحته: الإخبار بخلاف الواقع ولو من غير قصدٍ له)

لم يكن فاشياً في ذلك الزمان،

بل كانوا على الصدق عامّتهم (بمفهومه الشامل الذي يندرج تحته: الدقّة في نقل المعنى).

ومن أدلّة أصحاب هذا المذهب:

مسند أحمد بن حنبل ج1/ص18

عن بن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب بالجابية فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم فقال: (استوصوا بأصحابي خيرا ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب ... )

يدلّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم على أنّ الكذب (بمفهومه الشامل) لا يكون فاشياً قبل ذلك.

وهذا لا يعني أنّه لا يوجد أحد يكذب، بل لو ضعّف الأئمةُ تابعياً متقدماً لضعّفناه.

ولكن هذه المسألة: في من لم يضعّفه أحد، وذكره ابن حبان في الثقات (قرينة) فنحكم له على الأصل في ذاك الزمان، وهو: الصدق (بمفهومه الشامل)

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - 08 - 06, 03:01 م]ـ

بارك الله فيك.

وللشيخ عبد الله السعد كلمة نفيسة في تقوية رواية التابعي المجهول الذي لم يأتِ بما يستنكر، وتصرفات الأئمة في ذلك = في مقدمته لكتاب "دراسة حديثية لحديث أم سلمة في الحج" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7787) للشيخ محمد الكثيري.

ـ[حمد أحمد]ــــــــ[21 - 08 - 06, 12:49 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي محمد

سآتي الآن إلى: تابعِ التابعي.

لأن من استدل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بأصحابي خيراً ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب ... )

لا بد أن يكون لتابعِ التابعي وزن عنده؛ لأجل (ثم الذين يلونهم) الثانية.

فيستدل به أيضاً على عدم فشوّ الكذب (بمفهومه الشامل) في ذلك الزمان. (الذي يندرج تحته: الإخبار بخلاف الواقع ولو من غير قصدٍ له)

* والمقصود بتابع التابعي في هذه المسألة: هو من روى عن متقدمي التابعين (وهم الذين أغلب حياتهم كان في الزمن الذي لا زال كثيراً فيه الصحابة)

فلِدلالة عدم فشوّ الكذب في زمنه - مع ازدياده قليلاً عن زمن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين -

فحينئذٍ يُقبل خبره إن لم يوثّقه إلا ابن حبان، ولم يتكلّم فيه أحد من الأئمة.

بشرط وجود شاهد لروايته ولو كان ضعيفاً إلا أن يكون ضعْف الشاهد شديداً.

زدنا هذا الشرط على الزمن الذي قبله، لضرورة تأخّر الزمان.

مع مراعاة دلالة الحديث النبوي.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير