تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن أوائل الذين استعملوا الترتيب المشرقي أمير المؤمنين في الحديث وفقهه أبوعبد الله البخاري - المتوفى سنة 256 هـ.، وذلك في كتابه القيم: (التاريخ الكبير) - وفي وغيره -، وتبعه الإمام مسلم بن الحجاج - المتوفى سنة 261 هـ. في كتابه: (الكنى والأسماء)، والإمام أبو عبد الرحمن النسائي - المتوفى سنة 303 هـ. في كتابه (الضعفاء)، والإمام أبو جعفر العقيلي - المتوفى سنة 322 هـ. في كتابه الضعفاء أيضا، والإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم - المتوفى سنة 327 هـ. في كتابه الجليل (الجرح والتعديل)، وغيرهم الكثير.

وسبقهم إلى هذا الترتيب برمته الإمام اللغوي أبو عمرو الشيباني - المتوفى سنة 206 هـ. في كتابه (الجيم)، وقد عُدّ أبو عمرو أول من رتب المعجم حسب أوائل الحروف كما ذكر الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار في كتابه (الصّحاح ومدارس المعجمات العربية).

وكل هؤلاء قدموا الواو على الهاء. لكن الإمام اللغوي إسماعيل بن حماد الجوهري - المتوفى قبيل الأربع مئة - صاحب (تاج اللغة وصِحاح العربية) المشهور بـ (الصحاح) قدّم في كتابه المذكور الهاء على الواو، قال الأستاذ احمد عطار في كتابه السابق: "وأفرد لكل حرف من حروف الهجاء بابا خاصّا به، إلا الواو والياء فجمعهما في باب واحد، ولهذا قدّم الهاء على الواو ليسعه جمع الواو والياء في باب". وقد تبعه على تقديم الهاء على الواو الجم الغفير من علماء اللغة وغيرهم كمتأخري علماء الحديث، ومنهم: أبو الحجاج المزي - المتوفى سنة 742 هـ. - في كتابه الفريد (تهذيب الكمال).

ومن أوائل الذين اختاروا النَّمط المغربي في الترتيب المعجمي: الفقيه المحدث محمد بن حارث الخشني القيرواني، ثم الأندلسي - المتوفى سنة 361 هـ. - في كتابه (تاريخ علماء الأندلس)، الذي بقيت منه نسخة عتيقة في الخزانة الملكية بالرباط - وهي تُعَدُّ من أقدم المخطوطات بالخزانة الملكية، وقد كتِب في آخرها: "تم الكتاب. والحمد لله حق حمده، وصلى الله على محمد وعلى آله. وكان ذلك في شعبان من عام ثلاثة وثمانين وأربع مئة" -.

وتبعه الإمام أبو الحسن علي بن محمد القابِسي - المتوفى سنة 403 هـ. - في كتابه: (المُلخَّص لما في الموطأ من الحديث المسند)، الذي نظمه على شيوخ الإمام مالك مرتبين على حروف المعجم. والإمام أبو عمر يوسف بن عبد الله القرطبي ابن عبد البر - المتوفى سنة 463 هـ. - في كتابه (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد)، الذي رتبه أيضا على شيوخ الإمام مالك على حروف المعجم، وكتابه (الاستغناء في معرفة الكنى). وكذلك فعل الإمام أبو القاسم بن بَشْكُوال - المتوفى سنة 578 هـ. - في كتابه: (الصلة)، الذي ذيل به على كتاب ابن الفرضي، وغيرهم الكثير الكثير. وكذلك فإن أبا عبد الله بن عبد الملك المراكشي - المتوفى سنة 703 هـ. - تبع ابن بشكوال في ترتيبه لكتابه: الذيل والتكملة لكتاب الموصول والصلة، وقال في مقدمته: "فآثرت ترتيب كتابي هذا بأن وضعتُ أبوابه على ترتيب حروف المعجم المشرقي لصحة اعتباره". وينبغي ملاحظة ما ذكره أبو عمرو الداني في كتابه: (المُحكم في نقط المصاحف)، بقوله: "أهل المشرق ينقطون الفاء بواحدة من فوقها، والقاف باثنتين من فوقها، وأهل المغرب ينقطون الفاء بواحدة من تحتها، والقاف بواحدة من فوقها، وكلهم أراد الفرق بينهما بذلك".

ولا بأس أن نشير هنا إلى أن الخليل بن أحمد الفراهيدي - المتوفى سنة 170 هـ. - رتب كتابه (العين) على طريقة أخرى وصفها الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار في كتابه (الصحاح ومدارس المجمعات العربية) بقوله: "ورتب معجمه على الحروف بحسب مخارجها، فبدأ بحروف الحلق لأنه أبعد مخارجها، ويبدأ بالصعود تدريجيا حتى ينتهي إلى الشفة، وجعل ترتيب الحروف هكذا: (ع ح هـ غ خ ق ك ج ش ض ص س ز ط ت د ظ ذ ث ر ل ن ف ب م و ي أ).

والخليل أيضا هو أول من جمع حروف المعجم ضمن بيت واحد - كما ذكر السيوطي في بغية الوعاة وهو:

صِفْ خَلْقَ خَوْدٍ كمثل الشمس إذ بَزَغَتْ * يَحْظى الضَّجيع بها نجلاءُ معطارُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير