تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظ [ابن حجر] فى "تهذيب التهذيب" 2/ 146:

وقال الدارقطنى: الحارث ضعيف. وقال ابن عدى: عامة ما يرويه غير محفوظ. وقال ابن حبان: كان الحارث غاليا فى التشيع واهيا فى الحديث، مات سنة خمس وستين. و قال ابن سعد: كان له قول سوء، و هو ضعيف فى رأيه، توفى أيام ابن الزبير.

وحتى لا يتقول متقول فإني أنقل ثناء من أثنى على الحارث - وهذا من الإنصاف وهو سمت أصحاب الحديث – قال الإمام المزي:-

وقال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: قد سمع من ابن مسعود، و ليس به بأس.

وقال عثمان بن سعيد الدارمى: سألت يحيى بن معين، قلت: أى شىء حال الحارث فى على؟ قال: ثقة، قال عثمان: ليس يتابع عليه. وقال النسائي فى موضع آخر: ليس به بأس. وقال شريك، عن جابر الجعفى [لكن جابر الجعفي ضُعِّف]، عن عامر الشعبى: لقد رأيت الحسن و الحسين يسألان الحارث الأعور عن حديث على.

و قال إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن الشعبى، قال: قيل له: كنت تختلف إلى الحارث؟ قال: نعم، كنت أختلف إليه أتعلم الحساب، كان أحسب الناس. وقال حفص بن غياث، عن أشعث بن سوار، عن ابن سيرين: أدركت الكوفة وهم يقدمون خمسة من بدأ بالحارث الأعور ثنى بعبيدة، و من بدأ بعبيدة ثنى بالحارث، ثم علقمة الثالث لا شك فيه، ثم مسروق، ثم شريح، قال: و إن قوما آخرهم شريح لقوم لهم شأن.

و قال بكر بن خنيس، عن محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه عن بكير الطائى: لما أصيب على رضى الله عنه، فشت أحاديث، ففزع لها من شاء الله من الناس، فقالوا: من أعلم الناس بحديث على؟ فقالوا: الحارث الأعور فوجدوا الحارث قد مات، فقالوا: من أعلم الناس بحديث الحارث؟ قالوا: ابن أخيه، فأتوه، فقالوا: هل سمعت الحارث يذكر فى هذا شيئا، و أخبروه بما سمعوا، فقال: نعم سمعت الحارث يقول: فشت أحاديث فى زمن على رضى الله عنه فزعت، فأتيت عليا، فقال: ما جاء بك يا أعور؟ فقلت: فشت أحاديث، فجئت لها أنا من بعضها على يقين، و من بعضها فى شك، فقال: أما ما كنت منه على يقين فدعه، و أما ما كنت منه فى شك فهات، فأخبرته بما يقولون من الإفراط، فقال على: إن جبريل أتى النبى صلى الله عليه وسلم، فأخبره أن أمته ستفتتن من بعده، فقال له: فما المخرج لهم؟ ـ يعنى من ذلك ـ فقال: فى كتاب الله المبين الصراط المستقيم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، الذى سمعته الجن فلم تتناهى أن قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد، الفصل و ليس بالهزل، الذى لا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضى عجائبه، فيه نبأ من قبلكم، و خبر معادكم، و فصل ما بينكم، من قال به صدق، و من حكم به عدل، و من يأتيه من جبار فيحكم بغيره يقصمه الله، و من يطلب العلم فى غيره يضله الله، خذها منى يا أعور. أخبرنا بذلك: أبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب، وساق إسناده إليه.

و قال على بن مجاهد، عن أبى جناب الكلبى، عن الشعبى: شهد عندى ثمانية من التابعين الخير، و الخير منهم: سويد بن غفلة، و الحارث الهمدانى، حتى عد ثمانية، أنهم سمعوا على بن أبى طالب يقول: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر.

ثم ذكر من أخبره بذلك. وقال أبو بكر بن أبى داود: الحارث كان أفقه الناس، و أفرض الناس، و أحسب الناس، تعلم الفرائض من على.

وقال الحافظ في التقريب: وقال ابن أبى خيثمة: قيل ليحيى: يحتج بالحارث، فقال: مازال المحدثون يقبلون حديثه.

و قال ابن عبد البر فى كتاب " العلم " له لما حكى عن إبراهيم أنه كذب الحارث: أظن الشعبى عوقب بقوله فى الحارث كذاب، ولم يبن من الحارث كذبه، وإنما نقم عليه إفراطه فى حب على.

و قال ابن شاهين فى " الثقات ": قال أحمد بن صالح المصرى: الحارث الأعور ثقة ما أحفظه، و ما أحسن ما روى عن على، و أثنى عليه. قيل له: فقد قال الشعبى: كان يكذب، قال: لم يكن يكذب فى الحديث إنما كان كذبه فى رأيه.

قال الحافظ: وقرأت بخط الذهبى فى "الميزان": والنسائى مع تعنته فى الرجال قد احتج به، والجمهور على توهينه مع روايتهم لحديثه فى الأبواب، وهذا الشعبى يكذبه، ثم يروى عنه، و الظاهر أنه يكذب حكاياته لا فى الحديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير