ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[27 - 06 - 08, 05:37 ص]ـ
حقيقة السياحة في الإسلام وأحكامها وأنواعها http://1.1.1.1/bmi/www.islamqa.com/sites/islamqa.com/themes/files/imgs/up.jpg (http://www.islamqa.com/ar/cat/2037#top)
أرجو منكم تزويدي بمعلومات هامة وشاملة عن السياحة الإسلامية، أو ما هي السياحة في الإسلام، أو ما هي الضوابط السياحية في الإسلام، أو كيف ننشئ سياحة إسلامية، أو كيف نكون بلدا سياحيا إسلاميا، أو ماهي المشاريع السياحية الإسلامية. مع جزيل الشكر.
الحمد لله
السياحة في اللغة تحمل معاني كثيرة، ولكنها في الاصطلاح المشهور اليوم تقتصر على بعض تلك المعاني، فتدل على التنقل في البلاد للتنزه أو للاستطلاع والبحث والكشف ونحو ذلك، لا للكسب والعمل والإقامة.
انظر " المعجم الوسيط " (469).
وللحديث عن السياحة في نظر الشريعة الإسلامية، لا بد من التقسيم الآتي:
أولا: مفهوم السياحة في الإسلام.
جاء الإسلام ليغير كثيراً من المفاهيم المشوهة التي تحملها عقول البشر القاصرة، ويربطها بمعالي الأمور ومكارم القيم والأخلاق، وكانت السياحة في مفهوم بعض الأمم السابقة مرتبطة بتعذيب النفس وإجبارها على السير في الأرض، وإتعاب البدن عقابا لها أو تزهدا في دنياها،
فأبطل الإسلام هذا المفهوم السلبي المنتكس للسياحة.
روى ابن هانئ عن أحمد بن حنبل أنه سئل: عن الرجل يسيح أحب إليك أو المقيم في الأمصار؟ فقال: ما السياحة من الإسلام في شيء، ولا من فعل النبيين ولا الصالحين.
" تلبيس إبليس " (340).
وعلَّق ابن رجب الحنبلي على كلمة الإمام أحمد فقال:
والسياحة على هذا الوجه قد فعلها طوائف ممن ينسب إلى عبادة واجتهاد بغير علم، ومنهم من رجع لما عرف ذلك.
" فتح الباري " لابن رجب (1/ 56).
فجاء الإسلام ليرتقي بمفهوم السياحة، ويربطه بالمقاصد العظيمة، والغايات الشريفة، ومن ذلك:
1. أنه ربط السياحة بالعبادة، فأوجب السفر – أو: " السياحة " - لأداء ركن من أركان الدين وهو (الحج) في أشهر معلومة، وشرع العمرة إلى بيت الله تعالى في العام كله، ولما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في السياحة (بالمفهوم القديم الذي يعني تقصد السفر للرهبنة أو تعذيب النفس فقط) أرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقصد الأسمى والأعلى من السياحة فقال له: (إِنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتِي الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) رواه أبو داود (2486) وحسنه الألباني في " صحيح أبي داود " وجوَّد إسناده العراقي في " تخريج إحياء علوم الدين " (2641)، فتأمل كيف ربط النبي صلى الله عليه وسلم السياحة المشروعة المندوبة بالهدف العظيم والغاية السامية.
2. كما اقترنت السياحة في المفهوم الإسلامي بالعلم والمعرفة، وقد سيرت أعظم وأقوى الرحلات السياحية في صدر الإسلام لغرض طلب العلم ونشره، حتى ألف الخطيب البغدادي كتابه المشهور " الرحلة في طلب الحديث "، وقد جمع فيه من رحل من أجل حديث واحد فقط!، ومن ذلك ما قاله بعض التابعين في قوله سبحانه وتعالى: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) التوبة/112
قال عكرمة: (السائحون): هم طلبة العلم.
رواه ابن أبي حاتم في " تفسيره " (7/ 429)، وانظر " فتح القدير " (2/ 408).
وإن كان التفسير الصحيح الذي عليه جمهور السلف أن المقصود بـ (السائحين) هو: الصائمين.
3. ومن مقاصد السياحة في الإسلام الاعتبار والادِّكار، وقد جاء في القرآن الكريم الأمر بالسير في الأرض في عدة مواطن:
قال تعالى: (قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) الأنعام/11.
وقال سبحانه: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) النمل/69.
قال القاسمي – رحمه الله -:
هم السائرون الذاهبون في الديار لأجل الوقوف على الآثار، توصلا للعظة بها والاعتبار ولغيرها من الفوائد.
" محاسن التأويل " (16/ 225).
¥