تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[10 - 07 - 07, 05:11 م]ـ

عن عبدة بنت خالد بن معدان قالت:

ما كان خالد يأوي إلى فراش مقيله إلا وهو يذكر شوقه إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، و إلى أصحابه من المهاجرين والأنصار؛ ثم يسميهم ويقول:

هم أصلى وفصلى،

و إليهم يحن قلبي،

وطال شوقي إليهم،

فعجل ربى قبضي إليك ...

حتى يغلبه النوم وهو في بعض ذلك.

تهذيب التهذيب (3/ 102)

ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[10 - 07 - 07, 05:13 م]ـ

(خاطرة):

إن المؤمن الفطن ينظر في الحياة بعين فكر ...

فيتدبر ما طوته القبور والأزمان،

ويتفكر في عاقبة الطغاة والعتاة؛

ثم هو يتمعن في حقيقة تلك الدار الفانية؛

فيجد أن:

(الخير كله مجموع في أربعة: النظر، والحركة، والنطق، والصمت:

فكل نظر لا يكون فيه عبرة فهو غفلة،

وكل حركة لا تكون في عبادة فهي فترة،

وكل نطق لا يكون في ذكر فهو لغو،

وكل صمت لا يكون في فكر فهو سهو).

"ضوء المعالي" للملا علي القاري (صـ:136).

ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[10 - 07 - 07, 05:17 م]ـ

(حكاية):

دخل (ربعي بن عامر) 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - على (رستم) ملك الفرس، وذلك لما أرسله سعد بن أبي وقاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ...

فخرج ربعي ليدخل على رستم عسكره، فاحتبسه الذين على القنطرة، وأرسل إلى رستم لمجيئه، فاستشار عظماء أهل فارس،

فقال: ما ترون أنباهي أم نتهاون؟

فأجمع ملؤهم على التباهي،

فأظهروا الزبرجد، وبسطوا البسط والنمارق، ولم يتركوا شيئا، ووضع لرستم سرير الذهب، وألبس زينته من الأنماط والوسائد المنسوجة بالذهب،

وأقبل ربعي يسير على فرس له زباء قصيرة، معه سيف له مشوف، وغمده لفافة ثوب خلق، ورمحه معلوب بقد، معه حجفة من جلود البقر على وجهها أديم أحمر مثل الرغيف، ومعه قوسه ونبله، فلما غشي الملك، وانتهى إليه وإلى أدنى البسط،

قيل له: انزل! فحملها على البساط، فلما استوت عليه، نزل عنها وربطها بوسادتين، فشقهما ثم أدخل الحبل فيهما، فلم يستطيعوا أن ينهوه، وإنما أروه التباهي، وعرف ما أرادوا، فأراد استحراجهم، وعليه درع له كأنها أضاة، ويلمقه عباءة بعيره قد جابها وتدرعها وشدها على وسطه بسلب، وقد شد رأسه بمعجرته، وكان أكثر العرب شعر، ولرأسه أربع ضفائر قد قمن قياما كأنهن قرون الوعلة،

فقالوا: ضع سلاحك.

فقال: إني لم آتكم فأضع سلاحي بأمركم أنتم دعوتموني، فإن أبيتم أن آتيكم كما أريد رجعت،

فأخبروا رستم.

فقال: ائذنوا له، هل هو إلا رجل واحد.

فأقبل يتوكأ على رمحه وزجه نصل يقارب الخطو، ويزج النمارق والبسط، فما ترك لهم نمرقة ولا بساطا إلا أفسده وتركه منهتكا مخرقا، فلما دنا من رستم، تعلق به الحرس، وجلس على الأرض، وركز رمحه بالبسط،

فقالوا: ما حملك على هذا؟

قال: إنا لا نستحب القعود على زينتكم هذه، فكلمه:

فقال ما جاء بكم؟!

قال: الله ابتعثنا؛ لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل منا ذلك، قبلنا ذلك منه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه يليها دوننا، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله.

قال: وما موعود الله؟!

قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي.

فقال رستم: قد سمعت مقالتكم؛ فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه، وتنظروا.

قال: نعم كم أحب إليكم أيوما أو يومين؟!

قال: لا بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا. وأراد مقاربته ومدافعته.

فقال: إن مما سن لنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وعمل به أئتمنا ألا نمكن الأعداء من آذاننا ولا نؤجلهم عند اللقاء أكثر من ثلاث، فنحن مترددون عنكم ثلاثا، فانظر في أمرك وأمرهم، واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل: اختر الإسلام وندعك وأرضك، أو الجزاء فنقبل ونكف عنك، وإن كنت عن نصرنا غنيا تركناك منه، وإن كنت إليه محتاجا منعناك، أو المنابذة في اليَوْم الرابع،

ولسنا نبدؤك فيما بيننا وبين اليَوْم الرابع إلا أن تبدأنا، أنا كفيل لك بذلك على أصحابي، وعلى جميع من ترى.

قال: أسيدهم أنت؟

قال: لا ولكن المسلمين كالجسد بعضهم من بعض، يجير أدناهم على أعلاهم.

فخلص رستم برؤساء أهل فارس فقال: ما ترون هل رأيتم كلاما قط أوضح ولا أعز من كلام هذا الرجل؟

قالوا: معاذ الله لك أن تميل إلى شيء من هذا، وتدع دينك لهذا الكلب، أما ترى إلى ثيابه؟

فقال: ويحكم لا تنظروا إلى الثياب، ولكن انظروا إلى الرأي والكلام والسيرة، إن العرب تستخف باللباس والمأكل ويصونون الأحساب، ليسوا مثلكم في اللباس ولا يرون فيه ما ترون، وأقبلوا إليه يتناولون سلاحه ويزهدونه فيه.

فقال لهم: هل لكم إلى أن تروني؛ فأريكم؟!

فأخرج سيفه من خرقه كأنه شعلة نار.

فقال القوم: اغمده. فغمده،

ثم رمى ترسا، ورموا حجفته، فخرق ترسهم وسلمت حجفته.

فقال: يا أهل فارس إنك عظمتم الطعام واللباس والشراب، وإنا صغرناهن. ثم رجع إلى أن ينظروا إلى الأجل ...

"البداية والنهاية" (7/ 39)، و"تاريخ الطبري" (2/ 401).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير