وبالنسبة للأعلاف الكل يزرع البرسيم الدروس أو حشيشة السودان وهذه المحاصيل العلفية مكلفة للمياه، والبديل هو زراعة الحشيشة الزرقاء (البلوبانك) لأنها توفر 70 بالمائة من المياه العذبة ويمكن استزراعها باستخدام الماء المالح ويمكن إقامة مشروع وطني كبير على ساحل البحر الأحمر لزراعة 40 ـ 80 الف هكتار، ويمكن تنمية الثروة الحيوانية في منطقة ساحل البحر الأحمر لتوفير المياه المتجددة، بعكس المناطق الأخرى. على سبيل المثال يوجد أكثر من 100واد، وأحد هذه الاودية وادي الليث الذي أجريت عليه عدة دراسات وتبين ان هذا الوادي تجري فيه السيول ثلاث مرات شهريا وتذهب بلا فائدة نحو البحر.
الأنظمة الزراعية الأطلسية:
وقد قمت خلال الفترة من 1983إلى 2002بإعداد أطلس زراعي بالسعودية من منظور توفير المياه وذلك بتخصيص زراعة محاصيل في كل منطقة مناطق السعودية من اجل توفير المياه المستنزفة في الزراعة، و قد استغرق إعداد الأطلس نحو 19عاما،. ويحتوي على توزيع مناطق السعودية والحالة المناخية ومنسوب المياه ومعدل الامطار ونوعية التربة والزراعات المناسبة لكل منطقة على حدة. والأطلس مفهوم عالمي متعارف عليه ففي الولايات المتحدة يوجد حزام الذرة ... الخ. وكذلك كوبا والبرازيل ينتجان السكر في حزام السكر، والهند وباكستان ينتجان الأرز في حزام الأرز. وتوصلت بعد إكمالي للأطلس إلى نتيجة هامة هي: لا بد من انتهاج سياسية زراعية جديدة تعتمد على الأحزمة الزراعية بتخصص كل منطقة مناطق السعودية بزراعة محصول معين وفقا لمناخ وكميات المياه ونوعية التربة في تلك المنطقة، فعلى سبيل المثال لا الحصر زراعة المشمش والخوخ والزيتون أفضل في المناطق الجبلية بدلا من زراعتها في الشمال حتى لا نفقد المياه، وان تخصص منطقة واحدة لزراعة الخضراوات التي تحتاج إلى 500 هكتار من بيوت محمية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضراوات بالسعودية بدلا من الزراعات المكشوفة وهدر المياه بزراعة مثيلة وأيضا توصلت من خلال الأطلس إلى أن منطقة القصيم انسب مكان لزراعة الحبة السوداء وجازان انسب مكان لزراعة الكمون.
و أنا أدعو الجهات المختصة بالسعودية وبالأخص وزارتي الزراعة والمياه لتبني مثل هذا الأطلس لأنه سيحقق فوائد متعددة للبلاد وهي توفير المياه بوقف حفر الآبار عشوائيا، وتحديد المساحات الزراعية والإنتاج الزراعي في كل منطقة وإنتاج محاصيل جديدة اقل استهلاكا للمياه وذات عائد جيد والاهم من ذلك إيجاد فرص عمل للشباب في تلك المناطق في المجال الزراعي.
تجارب عملية في زراعة النخيل والأعلاف:
ـ بالنسبة للأعلاف فقد أجريت تجارب منذ عام 1996 وحتى اليوم باستخدام المياه المالحة في الصحاري والقرى الواقعة على ساحل البحر الأحمر بالاشتراك مع كلية زراعة المناطق الجافة في جده وجامعة الزقازيق في مصر، والآن في الإمارات، وللأسف «ليس في وزارة الزراعة من يسمع حديثي» ولكن عليَّ أن اعمل. وبالنسبة للنخيل أقمت بنكا للنخيل في الرياض يحتوي على 73 صنفا ممتازا، والري تحت التربة يوفر المياه بنسبة 92 بالمائة من الري العادي فالأعلاف والنخيل تستهلك 50 بالمائة من مياه الزراعة وهذا هدر، فنحن لسنا على انهار جارية وهناك باحثون تبنوا أفكاري وهم يعملون بها في كل من مصر وإيران والجزائر والكويت والإمارات.
الإنتاج الحيواني و الثروة المائية في السعودية:
ـ شاركت بعمل مشروع لتربية النعام بالسعودية لأول مرة في تبراك بالقرب من الرياض، عبر شركة إنعام الجزيرة. وكانت النتائج مميزة من خلال توفير مصدر للحوم الحمراء اقل استهلاكا للمياه، فالنعام يتميز بعامل التكامل الغذائي• فعندما تأكل النعام كيلوجراما من الأعلاف فإنها تعطي كيلوجراما مماثلا من اللحم، وتشرب المياه كل ثلاثة أيام بينما، الأبقار تعطي كيلو من اللحم عندما تأكل 7•5 كيلوجرام من الأعلاف، والأغنام تعطي كيلوجراما من اللحم عندما تأكل 3•5 جرام من الأعلاف، وكلما زاد استهلاك الأعلاف زاد استهلاك المياه ومن هنا يتضح ان النعام اقل استهلاكا للمياه.
الحلول المناسبة لمنع هدر الثروة المائية:ـ
علينا الاستفادة التامة من الخبرات السعودية في مجال الزراعة، وان نضع مشاكل الزراعة على طاولة البحث ثم ندرسها ونعرفها لان معرفة المشكلة نصف الحل، واعتقد ان ما حدث في حائل ـ ملتقى الخطة ـ كان بداية جيدة لدراسة التحديات المستقبلية للزراعة في حائل، وحبذا لو كان لكل منطقة ملتقى سنوي يدرس مشاكل المنطقة• وفي هذا، لا بد من ان ألفت الانتباه إلى منطقة واعدة للزراعة في السعودية هي المنطقة الجنوبية الساحلية، فهي الكنز والماء والخضرة، وللأسف، لا يوجد هناك سوى شركة واحدة تعمل بجهد متواضع ـ جازان الزراعية ـ وعلى الشركات الزراعية الاهتمام بهذه المنطقة لأنها واعدة.
رابط الموضوع:
www.aawsat.com/details.asp?section=55&article=332926&issue=9846 - 31k -