تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - 04 - 08, 12:57 ص]ـ

المهندس و الخبير الزراعي محمد حبيب البخاري:

ـ فلنزرع «البلوبانك» في السعودية

بدلا من النخيل واستنزاف المياه

ـ أوقفوا زراعة النخيل درءا للجفاف

تتفق غالبية الدارسات على أن زراعة محاصيل تستهلك كميات كبيرة من المياه بالسعودية وتسبب في استنزاف مصادر المياه مما يتطلب من الباحثين والمختصين البحث عن وسائل ناجحة لوقف هذا الهدر. صفحة المياه التقت باحث زراعي يطلق صرخة إنذار

يقول المهندس الزراعي محمد حبيب البخاري الباحث في الإنتاج الزراعي والحيواني مسلطاً الضوء على الممارسات الزراعية الخاطئة التي تتسبب في استنزاف المياه بالسعودية، ومدى اهتمام الشركات الزراعية بجوانب توفير المياه، وحلول وقف الاستنزاف المائي، الى جانب الأطلس الزراعي ـ الذي أعده ـ لتوفير المياه وتجاربه في زراعة النخيل والأعلاف:

(ان الممارسات الزراعية الخاطئة والتي تسببت في استنزاف مصادر المياه بالسعودية تعود لعام 1981م حين انتشرت زراعة القمح على نطاق واسع، سواء على مستوى الشركات الزراعية أو المزارعين مما تسبب في الاستنزاف المائي عبر حفر المزيد من الآبار وتركيب المضخات وأجهزة الرش المحوري بشكل عشوائي لا يأبه بالدراسات العلمية لعمليات الري تبعا للاحتياجات المائية، ثم تسبب انتشار زراعة الأعلاف في عام 1986 بمزيد من الاستنزاف لمصادر المياه.

و خلال عملي في احدى الشركات الكبرى عام 1981 عند بداية تأسيسها كمدير للمشاريع، كنت ضد التوسع في زراعة القمح لما يسببه من استنزاف لمصادر المياه، حيث لم تضع الشركة عامل الهدر المائي غير المبرر في حسبانها، وذلك يعود لموجة هرولة القطاع الزراعي السعودي نحو زراعة القمح، والمتضرر الأكبر ـ بالطبع ـ كانت مصادر المياه. كنت حينها قد اقترحت على الشركة وقف التوسع في القمح واستبداله بزراعة محاصيل اقل استهلاكا للمياه كزراعة البنجر والبذور الزيتية، حيث قمت بالعديد من الدراسات واثبت نجاح زراعة تلك المحاصيل وبالأخص على مستوى توفير المياه والعائد المادي، لكني لم أجد استجابة لعدم تخصص إدارة الشركة بالزراعة، مما اضطرني حينها للاستقالة• ولقد أدى التوسع في زراعة القمح لخسائر فادحة على الشركة بسبب حفر الآبار خاصة في منطقة وادي الدواسر وتركيب أجهزة ري محوري، والسبب إنتاج القمح دون دراسة وافية لها والنتيجة أصبحت معروفة «تبخر المزيد من المياه»، وفي عام 1994م حين كنت مديرا عاما لشركة بيشة الزراعية قمنا بتغيير نظام الري من الغمر إلى التنقيط مما أدى إلى توفير 60 % من المياه المستهلكة في ري مزارع الشركة.

الآن، بعد ضياع التريليونين من الأمتار المكعبة من المياه وبعد 25 سنة من الهدر أجد من الضروري شد الاحزمة بالنسبة للزراعة وعلينا وقف زراعة المزيد من أشجار النخيل لأنه لدينا 25 مليون نخلة تستهلك 3.7 مليار متر مكعب من المياه سنويا وهذا يعادل 22 بالمائة من مياه الزراعة تقريبا، والتي تساوي 16مليار متر مكعب سنويا، لان الاستهلاك السنوي للمياه في السعودية 19مليارا والخوف كل الخوف من الجفاف، وما سوف يسببه للأجيال المقبلة، حيث ننتج سنويا حوالي مليون طن سنويا من التمور وكل نخلة تحتاج إلى 50 لتر مياه وعليك الحساب، فمثلا بالقصيم يوجد حوالي 2 مليون نخلة تنتج 180الف طن من التمور وللأسف فان كل الضجة والأسواق والمعرض للتمور خلال الموسم وفي النهاية بيع 8000 طن فقط في القصيم و8000 في مناطق أخرى مناطق السعودية، إما الباقي فتكون نهايته التلف دون فائدة للأسف، تبخر الماء وجفت الأرض والماء أهم من التمر. لذا يتوجب علينا إيقاف التوسع في زراعة النخيل وحصر العدد في 6 ملايين نخلة منتجة من الأصناف الممتازة والفاخرة ووقف الأنواع الأخرى الرديئة لتوفير3.7 مليار متر مكعب من المياه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير