تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قد سيطرت اللغات الأجنبية من ناحية "الحضارة والعلوم الدنيوية والجانب المِهني" واستسلم المسلمون لها وأعجبوا بها ومن أكثر ما لمسته في المدارس عدم الاهتمام باللغة العربية فكنت في فترة أكره أي شيء يُدَرس بالعربية ولا أطيق النحو خصوصًا .. إلا حصة "الحفظ " فكان الأستاذ يحببنا في القرآن الكريم جزاه الله عنا خيرالجزاء مما جعلني أتعلق بطرف الحبل!

أذكر أننا كنا نُعاقب في المدرسة إذا تحدثنا باللغة العربية حتى وقت "الفسحة"

أحد الإخوة وصى زوجته -وهي تروي لي- أنه لا يريد أن يسمع ابنته تتحدث إلا بالانجليزية! فهذا حالنا!

فالمسألة تعود للمبادئ الأسرية والتعليمية و للأسف جلها مبادئ قائمة على تعظيم الغرب والدنيا عمومًا، وبقدر ما تُقام دورات شرعية يجب أن تقام دورات في اللغة وفي النحو والصرف خاصة.

لعلكم أيضا تلاحظون كثرة الدورات لتعلم الانجليزية، أحيانا يكون الهدف من ذلك تعليمي أو مِهني بحت وأحيانا يقال هو من أجل الدعوة .. حتى انتشرت الدعوة والوسائل الدعوية والكتب العلمية بشتى اللغات .. وقل من يدعو ويؤكد أهمية تعلم اللغة للمسلمين الجدد والناظر في حال سلفنا الصالح يرى أنه ربما تتم الدعوة مبدئيًا بلغة أعجمية لكن يبقى الترغيب والتأكيد أن فهم الدين فهمًا صحيحًا والتبحر فيه يدعو لتعلم اللغة العربية فأصبح هذا حافزًا لهم وتميزوا في ذلك! أما مسلمي اليوم فيعتمدون على غير العربية في فهم الدين فيكون ناقصًا أو منحرفًا في فكره -إلا من رحم الله - لأنه لم يرجع إلى الأصل.

ترى اليوم عدد السلمين في الغرب بالملايين الملايين وكثير منهم يأتي من أجل تحصيل التعليم ثم يعمل فيصبح مواطنًاوتربى الأجيال في حضن الغرب -أليس الأمر واضح كالشمس؟ قمنا بعكس ما أمر به الشرع، تركنا عبودية الهجرة وآثرنا الدنيا فكانت العاقبة كما ترون، أزمة في الدين وانهزام لغوي.

فمهما ضحكنا فالحال أعجب ومهما بكينا فلن نوفي البكاء حقه .. والدنيا لا تسع لهذا ولا لذاك وإنما لعمل وتزكية للعلم (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير